اعترف المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان، بأن الوضع الراهن للكرة الجزائرية يجبر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش على المراهنة على العناصر المحترفة في أكبر الدوريات الأوروبية، لضبط قائمة اللاعبين المعنيين بخوض المباريات الرسمية القادمة التي تنتظر "الخضر"، لأن العناصر المحلية أثبتت حسب سعدان بأنها غير جاهزة لتقديم مردود كفيل بصنع الفارق في لقاءات هامة ومصيرية، باستثناء القلة القليلة التي ما فتئت تحظى بثقة الطاقم الفني الوطني. وأشار سعدان، في محاضرة ألقاها أمس بدار الشباب العلمية صالح بوبنيدر بقالمة على هامش إشغال اليوم الثاني من التربص التكويني لرسكلة المدربين الشبان، إلى أن المستوى المتواضع للبطولة الوطنية انعكس بصورة مباشرة على تركيبة المنتخب، لأن سياسة التكوين تبقى حسبه غائبة عن القاموس في كل الأندية، والاهتمام بفرق الأكابر حرم كل اللاعبين من تكوين قاعدي على أسس سليمة. "اختيار اللاعبين مزدوجي الجنسية كان الحل الأمثل" كما اعترف الناخب الوطني السابق بأن خيار اللجوء إلى اللاعبين المزدوجي الجنسية بداية من تصفيات مونديال جنوب إفريقيا كان حتميا، لتعزيز المنتخب بعناصر محترفة وجاهزة من جميع الجوانب لتقديم أفضل مردود، والعمل معها في المنتخب يقتصر على الجانب التقنوتكتيكي. ومن هذا المنطلق أكد الشيخ سعدان بأن التحاق بعض الوجوه أمثال عبدون، مغني ويبدة في تصفيات المونديال الأخير ساهم في إعطاء الإضافة للخضر، خاصة أن معظم التعداد كان يتشكل من عناصر تنشط في أكبر الدوريات الأوربية، ولاعبين أمثال زياني، بلحاج، عنتر يحيى، بوڤرة وحتى لموشية كانوا قد استفادوا من تكويني منهجي في مدارس كروية بفرنسا، ما عاد بالفائدة على الكرة الجزائرية لفترة قصيرة، حيث نجح المنتخب في العودة إلى الواجهة والتأهل إلى "كان أنغولا" ومونديال جنوب إفريقيا يعني بلوغ الغاية المرجوة، لأن الجزائر كانت قد غابت عن مثل هذه المواعيد لفترة طويلة، وذلك على حد تأكيده بسبب السياسة المنتهجة في كل النوادجي الجزائرية. وعاد سعدان إلى مرحلة ما بعد "كان 2010"، حيث أشار إلى أن بلوغ المربع الذهبي من العرس الكروي القاري جعل الجزائريين يحلمون بالذهاب بعيدا في المونديال، ولو أن "الشيخ" اعترف بأنه لجأ إلى تدعيم التعداد بعناصر من مزدوجي الجنسية في صورة مبولحي، مجاني، مهدي مصطفى، قادير، بودبوز، ڤديورة وبلعيد من أجل تغطية النقائص المسجلة في التصفيات، لأن الحدث العالمي يجبر على كل مدرب على اختيار أفض العناصر الجاهزة، واللاعبون الذين استفادوا من تكوين قاعدي يكونون حسبه أكثر جاهزية في مثل هذه المواعيد. "حليلوزيتش استخلص العبرة وفغولي وكادامورو الإضافة المنتظرة" وإذا كان سعدان قد عاد في محاضرته إلى مختلف الفترات التي قضاها مع المنتخب على مراحل متقطعة، فإنه أوضح بأن الغياب عن "كان 2012" كان من العواقب الحتمية للسياسة الراهنة المتبعة في المنظومة الكروية الوطنية، لأن الاعتناء بالفئات الشبانية يبقى حسبه المنهج الأمثل للبقاء في القمة أطول فترة ممكنة، لكن الجزائريين اعتبروا التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا بمثابة نقطة اللارجوع، والمنتخب كبر في أعينهم، إلى درجة أن الحلم بالتتويج باللقب القاري ظل يراود الملايين، حتى بعد العودة من جنوب إفريقيا، فكانت التصفيات عبارة عن منعرج، لأن اللاعبين قدموا كل ما لديهم، والمنتخب كان بحاجة إلى تدعيم من حيث التركيبة البشرية، لتكون النتيجة فشل في التأهل إلى "الكان"، وحليلوزيتش أستخلص العبرة من تلك التجربة حسب سعدان، وعمد إلى إدخال بعض التعديلات على التركيبة الساسية للمنتخب، مع البحث عن وجوه شابة جديدة في أكبر الدوريات الأوروبية، لأن عناصر أمثال فغولي وكادامورو تبقى على حد قول الشيخ جاهزة بدنيا وتكتيكيا، والعمل معها يقتصر على شرح طريقة اللعب، لأن الاحتراف في أوروبا يسهل العمل للطاقم الفني للمنتخب الوطني. للإشارة فإن الشيخ سعدان حظي أمس بتكريم من طرف الأكاديمية الدولية لتكنولوجيا الرياضة بالسويد، عن طريق ممثلها في الجزائر، كما كرمته أيضا رابطة ڤالمة الولائية برفقة عزالدين آيت جودي، وقد كان ضيفا مميزا على ولاية ڤالمة، بدليل تهافت الآلاف من المناصرين لأخذ صور تذكارية معه.