في حديث مطول جمعنا برئيس النادي الهاوي لأولمبي المدية أعمر بوشو، تطرق إلى الأحداث التي وقعت في مباراة الفريق الأخيرة بملعب إمام إلياس والتي تعادل فيها الفريق (1/1) أمام صاحب المركز الثاني شبيبة الساورة، وهو التعادل الذي خلّف موجة غضب شديدة وسط الأنصار الذين اتهموا الفريق بالتساهل مع الفريق الزائر وترديدهم لعبارة "باعوه... باعوه" التي دوّت مدرجات مركب إمام إلياس والتي أفقدت اللاعبين التركيز وحزّت كثيرا في نفوس الطاقم الإداري الذي لم يفهم تصرف الأنصار الذين "دارو" على الفريق 360 درجة وحمّلوه مسؤولية الإخفاق ببيع المباريات. "نحن أوفاء للفريق وليس من أخلاقنا بيع المباريات وما حصل أمام الساورة أمر مؤسف" في بداية حديثه تطرق بوشو إلى قضية أن المباراة مرتبة وأن الأولمبي "باع الماتش" حسب ما يتداوله الشارع المداني، وبما أنه المسؤول الأول عن الفريق منذ بداية الموسم أكد أن هذا الأمر ليس من أخلاقه هو وطاقمه الإداري لأنهم أوفياء -حسبه- لهذا النادي العريق بتاريخه وما قيل حولهم بأنهم رتبوا المباراة لا أساس له من الصحة لأن فريقه كان بحاجة ماسة للنقاط الثلاث من أجل ضمان البقاء وهو أمر مؤسف، فكيف يتساهل مع فريق ضمن الصعود؟ وكيف له أن يعد لاعبيه بمنحة 15 مليون نظير الفوز ويتساهل مع الساورة؟ هي كلها أسئلة رددها بوشو كثيرا في حديثه. "هل هذا هو رد الجميل بعد أن أنقذنا الفريق من الزوال؟" والأمر الذي لم يفهمه بوشو في حديثه مع "الهدّاف" أيضا أن هناك بعض الأطراف في المدية تريد تشويه سمعته وهدم ما بناه لأنه من غير المعقول أن يرد الجميل بهذه الطريقة لأطراف ساهمت في إعادة الفريق إلى السكة بداية الموسم بعد أن تم السماح فيه ولا أحد تقدم للرئاسة وقيادة الأولمبي في الوقت الذي كان فيه الكل يتهرب، لكن غيرته على الفريق -حسبه- وحبه الشديد له دفعاه إلى تحمّل المسؤولية وتكوين مجموعة في ظرف أسبوع واحد، حيث كان الهدف الأول هو تكوين الفريق وبداية البطولة وثانيا هو تحقيق البقاء قبل أن يزيد الطموح ونلعب –قال بوشو- على الصعود بإمكانات ضئيلة وآخرتها نتهم أننا رتبنا اللقاء. "سمحنا في عائلاتنا وفي أعمالنا وسيّرنا بمالنا الخاص وفي الأخير يشتموننا" كما لم ينس الرئيس اعمر بوشو تلك الأيام السوداء التي عاشها قبل بداية الموسم في الوقت الذي كان فيه الجميع يتمتع بدفء العائلة وحلاوة شهر رمضان رفقة الأهل، وهو وأعضاء ناديه يجرون في كل الإتجاهات من أجل ضمان انطلاقة التحضيرات قبل انفجار الوضع في الفريق الذي غادره جل اللاعبين. ورغم كل الضغوط واصل بوشو عمله بتفان واستطاع أن يمضي لأكثر من 15 لاعبا في ظرف قياسي لم يتعد أسبوع واحد ولم تنته المهمة هنا فقد استطاع أن يجلب تربصا للفريق مدته أسبوع لتبدأ البطولة ويحقق نتائج إيجابية أمام أكبر الفرق المرشحة للصعود وهذا كله بماله الخاص وفي آخر البطولة يتم شتمه –حسبه- من طرف الأنصار الذين كانوا محرضين. "اللاعبون طالبوا بالضمانات وعلى أعضاء الشركة منحها لأنهم هم الأعضاء القانونيين" وحتى يوضّح الرئيس بوشو الصورة جيدا لأنصار الأولمبي فيما يخص ما حصل للفريق مؤخرا وقضية مقاطعة اللاعبين قبل لقاء الساورة بأن زملاء صحراوي طالبوا بضمانات فيما يخص أموالهم منذ تقريبا شهر ونصف وهذا ليس من صلاحيات النادي لإعطاء الضمانات، بل من صلاحيات أعضاء الشركة المخوّل لهم تسيير أولمبي المدية لكرة القدم، فقد طالب بوشو عبر صفحات "الهدّاف" من أعضاء الشركة التي يترأسها الحاج موهوبي التقدم لتسيير الفريق وتقديم الضمانات للاعبين لأنهم هم الأعضاء القانونيين الذين توجد أسماؤهم على مستوى الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد تطبيق مشروع الاحتراف الذي جاء من طرف فخامة رئيس الجمهورية، وعليه - أضاف بوشو - أنه وضع الفريق في السكة من خلال إنقاذه وتحقيق البقاء والآن على أعضاء الشركة التقدم وإنقاذ ما تبقى من ديون اللاعبين لأن مهمته رفقة أعضاء ناديه انتهت. "قانونيا لم يكن يسمح لنا تسيير فريق كرة القدم المحترف وعلى الأنصار فهم هذا!" وأضاف اعمر بوشو في حديثه معنا أنه رفقة أعضاء ناديه لم يكن يخوّل لهم القانون بتسيير فريق كرة القدم المحترف، وهو ما على الجمهور المداني فهمه ومعرفته لأنه يعتبر رئيسا للنادي الهاوي أولمبي المدية الذي يحوي على 5 فروع وهم: الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة، الملاكمة والسباحة بالإضافة إلى الأصناف الصغرى لأولمبي المدية لكرة القدم الهاوي (أصاغر، أشبال وأواسط) وليس رئيسا للشركة التابعة لها فريق كرة القدم لكن رغم هذا تقدم لتسييره وتحمّل المسؤولية من أجل إنقاذ الفريق الذي سمح فيه أبناؤه. وعلى هذا، فإن تسيير أولمبي المدية لكرة القدم الناشط في القسم الثاني المحترف لم يكن من صلاحياته وحين كان في الفريق كان من أجل المساعدة لا غير. الأنصار يتساءلون عن مصير الإعانات المقدمة من طرف الدولة؟ وفي ظل هذا الغموض الذي يكتنف تسيير شركة تيطري أتليتيك أولمبي المدية وما حصل مع ديون اللاعبين الذين قاطعوا التدريبات بداية الأسبوع الماضي وكلفهم التعادل أمام الساورة وحديث أعضاء الشركة سابقا أنهم انسحبوا من تسيير الشركة وينتظرون من يتقدم لاشتراء الأسهم التي لم يتقدم إليها أي أحد، يتساءل الشارع المداني بقوة هذه الأيام بعد إطلاعه عبر صفحات "الهدّاف" خلال أعدادنا السابقة وبعد حديث رئيس النادي بوشو عن الأزمة المالية الخانقة في كل مرة عن حقيقة تسيير فريق كرة القدم ومن هم الأعضاء المخولون والقانونيون لذلك عن مصير الأموال التي استفادت منها الشركة منذ جوان الماضي، وأمام كل هذه الإعانات التي خصصتها الدولة لتكملة مشروع الإحتراف الذي أقره فخامة رئيس الجمهورية ما زال الأولمبي يعاني سواء في الأكابر أو حتى في الفئات الشبانية وينتظر أن تنزل عليه الرحمة من خلال الاستفادة من هذه الأموال، فمن يا ترى سيسير هذه الأموال؟. ... ويطالبون بلجنة تحقيق كما لم يخف أنصار الأولمبي تخوّفهم من العاصفة التي ستلاحق الفريق فيما تبقى من البطولة ومع بداية الموسم المقبل والتي ستدخلهم في نفق مظلم، خاصة أن اللاعبين والمدربين "يلزمهم الملموس" وحالة إستقرار، ويطالب العديد من أنصار ومحبي النادي المداني من السلطات المحلية والولائية التدخل لوضع حد لهذه الأزمة خاصة أن الأولمبي يعتبر الفرق الوحيد في الولاية ولم يستطيعوا أن يدخلوه الأمان، حيث تساءل الأنصار كيف لولاية العاصمة بمقدورها تسيير أكثر من 10 فرق تنشط كلها في القسم المحترف وولاية المدية لم تستطع إيجاد الحلول لفريق واحد يمثلها في القسم المحترف الثاني؟ لذلك يطالب الأنصار أيضا من مدير الشبيبة والرياضة هو الآخر التدخل وإيجاد الحلول بما أن مديريته هي التي تحاسب كل ما يتعلق بمشروع الاحتراف وحتى النادي الهاوي.