حتى إن كان المشوار الذي قطعه وداد بن طلحة في بطولة الموسم الحالي متواضعا من حيث النتائج الهزيلة المحققة التي كادت ترمي بالفريق نحو الهاوية، إلا أن البروز اللافت للعناصر الأساسية في التشكيلة، وخصوصا في الجولات الأخيرة من عمر البطولة، لم يمر دون أن يلفت إنتباه الفرق الأخرى التي وضعت عددا من لاعبي الوداد في مفكرتها تحسبا للموسم القادم. حيث وبمرور الأيام تتهاطل العروض على عدد كبير من اللاعبين من فرق وطنية ترغب في الإستثمار في حالة الإنسداد التي تميّز علاقة الإدارة باللاعبين، الذين هدّدوا بالمغادرة في الأسابيع الأخيرة إحتجاجا على عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية العالقة إلى حد الساعة، وذلك مقابل إغرائهم بقيم مالية قد تجد إدارة الرئيس دحماني صعوبة في توفيرها، وهو أمر سيجعل الرجل الأول في الوداد مطالبا بتكثيف مساعيه لإقناع لاعبيه بالبقاء، لاسيما ركائزه بالتجديد قبل أن تخطفهم الأندية الأخرى. الركائز في مفكرة عدّة أندية بعد كل من لزاريف ورابطة الموجودان على رأس قائمة المطلوبين من طرف عدة أندية تنشط في حظيرة النخبة، اتسعت قائمة المطلوبين هذه المرة لتشمل المدافعين دغماني، بوزار، آيت حملات وطوبال، الذين وصلتهم عروض جدية في الفترة الأخيرة من قبل عدة أندية طموحة ترغب في الاستفادة من خدماتهم بداية من الموسم القادم، خصوصا أن هؤلاء اللاعبين وفضلا عن إمكاناتهم التي تسمح لهم باللعب في أعلى مستوى، لا نستبعد أن يكونوا محل اهتمام ومتابعة الأندية التي اتصلت بهم الموسم المنصرم، على غرار لزاريف الذي كان مطلوبا بقوة من اتحاد البليدة إلى جانب المدافع طوبال الذي كان على وشك الالتحاق بالنصرية والحراش، وآيت حملات الذي كان قريبا من العودة إلى فريقه السابق “لازمو”، الأمر الذي حتم حينها على الرئيس دحماني التدخل لإقناع ركائزه بالبقاء مقابل منح مالية خاصة وامتيازات أخرى. الأندية الصاعدة تترصّد الشبان الهجرة الجماعية للاعبين التي تهدّد مستقبل وداد بن طلحة توحي كلّ المؤشرات أنها لن تقتصر على دعائم الفريق، بل قد تمتد إلى العناصر الشابة التي توجد هي الأخرى محل أطماع الأندية الصاعدة إلى بطولة القسم الوطني الثاني بعد بروزها اللافت في البطولة، ويأتي اهتمام هذه الأندية بشبان الوداد في صورة شراڤة، سليماني، بوعافية وكشيط، ليعكس قيمة هؤلاء اللاعبين الذين يُطالب الأنصار بتمديد عقودهم لمواسم إضافية مهما كلف الإدارة ذلك من ثمن، طالما أنهم لا يقلوا شأنا عن ركائز التشكيلة ومساهمتهم كانت كبيرة في قيادة الوداد نحو ضمان البقاء. دحماني مُطالب بالتحرّك وإقناع الجميع بالبقاء وفي ظلّ الاهتمام المتزايد للأندية بخدمات عناصر تشكيلة الوداد، فإن إدارة الرئيس دحماني وبما أنها تراهن على عامل الاستقرار لإنجاح الموسم القادم ستكون مرغمة على التحرّك وتكثيف جهودها لإقناع اللاعبين بالبقاء، والخطوة الأولى التي يتعين على الرئيس دحماني القيام بها في نظر الكثير من الأنصار، هو الإسراع في طي ملف المستحقات العالقة في القريب العاجل قبل الشروع في جلسات مفاوضات تجديد العقود، طالما أن اللاعبين الذي هدّدوا بترك الفريق أكدوا لنا أنهم لن يجلسوا على طاولة المفاوضات لتجديد وتمديد عقدوهم إلا بعد أن تقدم الإدارة على منحهم كامل مستحقاتهم المالية.