كانت "الهداف" ومباشرة بعدما طفت قضية انضمام المغترب إسحاق بلفوضيل إلى المنتخب الوطني، قد أكدت أن اللاعب من المستحيل أن يلبي دعوة البوسني حليلوزيتش للقاء ليبيا ما لم يؤهل، كما أنها وفي نفس التقرير كشفت أيضا استحالة مشاركته في "الكان" بعد تأهيله لا لسبب سوى لأن إدارة "بارما" الإيطالي ولما اشترته لم تضع في حسبانها أنه لاعب جزائري، بل أنها كانت تعتبره لاعبا فرنسيا لا يمكنه أن يشارك في تلك المنافسة الإفريقية، وها هو اللاعب وبلسانه يؤكّد في حوار هاتفي مع وكالة الأبناء الجزائرية بأنه لن يحضر للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، وأنّ سنّه ( 20 سنة) سيسمح له بتعويض غيابه عن هذه المنافسة القارية مستقبلا في تحديات أخرى مع المنتخب، وهي تصريحات قد لا ترق الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي كان يعوّل كثيرا على خدمات نجم بارما الجديد، وقد تصدمه أيضا وهو الذي يطمع في استدعائه للقاء العودة ضدّ منتخب ليبيا في الرابع عشر من شهر أكتوبر المقبل، للتعوّد من جهة وإعطاء دفع جديد للمنتخب من جهة ثانية. "وقّّعت على وثيقة التعهد رسميا وفخور بأني سأحمل ألوان الجزائر" وكان روراوة قد كشف لنا مؤخرا على هامش لقاء المنتخب الجزائري ضدّ نظيره الليبي، بأنّ إجراءات إكمال ملف تأهيل بلفوضيل تسير في الطريق الصحيح، وأن ما ينقصه سوى إمضاء اللاعب على وثيقة التعهد والإلتزام، وهي الوثيقة التي أكد اللاعب في تصريحه أنه وقعها قائلا:" ملفي اكتمل، وكل الوثائق الآن صارت بحوزة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، إذ قمت بإرسال وثيقة التعهد إلى المناجير عبد الحفيظ تاسفاوت، فاكتمل الملف ولم يتبق الآن سوى أن أؤهل، وأنا فخور لحمل ألوان بلدي، وسأعمل المستحيل كي أعطي كل ما عندي للخضر". "وضعيتي مع فريقي تمنعني من السفر إلى جنوب إفريقيا" إلا حدّ الآن كلّ ما قاله بلفوضيل لوكالة الأنباء الجزائرية جميل، لأن اللاعب منح "الفاف" كل الوثائق الإدارية، و"الفاف" بدورها تكون شرعت في إجراءات تأهيله على مستوى الإتحاد الدولي لكرة القدم، وهو الإجراء الذي لن يستغرق وقتا طويلا على غرار ما حدث من قبل مع كل المغتربين الذين انضموا إلى صفوف "الخضر"، على أن يصبح جزائريا قلبا وقالبا قبيل لقاء العودة ضدّ ليبيا، غير أنّ اللاعب أفسد بتصريحاته فرحة حليلوزيتش وربّما فرحة روراوة مثلما قد تفسد فرحة الجزائريين به، رغم أن اللاعب أدلى بتصريحات تبدو منطقية عندما اعتذر عن تمثيل الجزائر في نهائيات كأس إفريقيا 2013 "لا يمكنني حاليا أن أضمن تواجدي ضمن تعداد المنتخب، صحيح أني سعيد لحمل ألوان المنتخب الوطني، غير أن وضعيتي مع فريقي بارما تمنعني من المشاركة في "الكان"، لذلك أؤكد أنّني سأغيب عن هذه المنافسة القارية" "لم أتفق مع حليلوزيتش على أن يستدعيني بهذه السرعة" وعاد اللاعب ليذكّر بما جرى بينه وبين المدرب وحيد حليلوزيتش الذي كان وراء فكرة انتدابه إلى صفوف المنتخب، وكان صريحا لما قال أنه تفاجأ بدعوة "الخضر" قائلا:" حتى أكون صريحا، عليّ أن أؤكد أن الأمور سارت معي بسرعة لم أتوقّعها، في البداية تحدثت مع المدرب الوطني، وأعترف أني لم أتوقّع بتاتا أن يستدعيني بتلك السرعة، ثم أننا لم نتفق على ذلك في البداية، إذ اعتقدت أنه أراد أن يجس نبضي ويعرف مني إن كنت مستعدا للإلتحاق بالمنتخب، قبل أن أتفاجأ بوصول الدعوة فيما بعد." "عمري 20 سنة وأريد التألق مع فريقي بارما" وعرّج فيما بعد بلفوضيل للحديث عن رغبته في مواصلة التألق مع بارما، وهو سبب من الأسباب التي جعلته يقرّ تأجيل انضمامه إلى المنتخب لما بعد كأس إفريقيا، قائلا": أنا أبلغ من العمر 20 سنة فقط، وإضافة إلى ذلك، انضممت لفريقي الجديد بارما حديثا، وأنا أمر معه مؤخرا بفترة زاهية، وأعرف أيضا أن مدرب المنتخب يريدني غير أني لا يمكنني القدوم لكان 2013." "لا يمكنني المجيء لسببين" وكشف بعدها اللاعب عن سببين يمنعانه في الوقت الحالي من الإلتحاق بصفوف المنتخب الوطني، ولم يجد حرجا في ذلك عندما قال:" لا يمكنني المجيء لسببين، الأول هو أن نهائيات كأس إفريقيا لا تندرج ضمن تواريخ "الفيفا"( هنا يقصد أن لا شيء سيجبره على المشاركة في الكان من الناحية القانونية)، أما ثاني الأسباب فهو أني أرغب في فرض نفسي مع بارما، إذ من الصعب علي مغادرة فريقي في هذه الفترة وأنا الذي أبحث عن فرض نفسي وذاتي في التشكيلة" ليستطرد قائلا:" إدارة بارما دفعت من أجل استقدامي ما لا يقل عن 2.5 مليون أورو" ( يقصد أنّه سيبقى تحت تصرف من دفع الأموال لأجله). "تابعت لقاء ليبيا وهناك مهاجمون جيدون" وعرّج اللاعب في حديث للقاء الذهاب ضدّ ليبيا، وكشف بأنه تابعه " لقد تابعته واكتشفت مهاجمين جيدين يضمهم المنتخب، ولا أريد أن يقحمني المدرب على حساب أي مهاجم من هؤلاء، لأن الأمر غير معقول". "لا زلت صغيرا وستتاح لي فرصة تعويض كان 2013" وبما أن فرص المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا لا تتاح كل مرة، بدليل أن الجزائر تعوّدت على الغياب بعد كل مشاركة في السنوات الأخيرة، وإن كان سيندم لأنه فوّت على نفسه فرصة كهذه باتخاذه قرار التخلف عن موعد السنة المقبلة ردّ قائلا:"صراحة تمنيت لو أني أشارك في كأس إفريقيا، لكن الأمر يتعداني، لكني لا زلت شابا، ويمكنني خدمة المنتخب مستقبلا، كأس إفريقيا فرصة من ذهب بالنسبة لأي لاعب، لكن هناك فرص أخرى ستتاح لي وتحديات أخرى سأكون فيها حاضرا." "أتمنى أن يتفهّمني روراوة والبوسني" وفي النهاية كشف بلفوضيل على أنّه سوف يتحدث في الأمر مع الناخب وحيد حليلوزيتش ورئيس "الفاف" محمد روراوة ويعلمهما بقراره المتمثل في عدم المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2013، مضيفا:" أتمنى فقط أن يتفهّماني لأنّ الأمر فوق طاقتي". حليلوزيتش يريده في لقاء ليبيا ولو للتأقلم لكن اللاعب صدّ الأبواب هذا وتأتي تصريحات بلفوضيل هذه في وقت كان الناخب الوطني يتأهب لإرسال دعوة ثانية له بعدما رفض اللاعب تلبية الدعوة الأولى بما أنه لم يؤهل بعد في صفوف الخضر، إذ أن المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر يفكر بجدية في استدعائه للقاء العودة ضد ليبيا بعدما تتمكن "الفاف" من تأهيله، وذلك ليس بالضرورة من أجل المشاركة بل من أجل التعود على أجواء المجموعة مع زملائه الجدد، غير أن التصريحات التي أدلى بها بلفوضيل الآن، قد تخلط أوراق البوسني لا سيما وأن بلفوضيل قالها صراحة:" في الوقت الحالي لست مستعدا للمجيء رغم فخري واعتزازي بالدفاع عن ألوان الوطن". تصريح يصدّ الأبواب في الوقت الحالي وربما قد تتأجل رؤية اللاعب إلى ما بعد نهائيات كأس إفريقيا 2013. روراوة قد يجبره على المشاركة في الكان بقوة القانون لو يريد ما قاله اللاعب منطقي لأن البوسني حليلوزيتش أسرع في الكشف عن اتفاقه معه وراح يستدعيه رغم أنه لم يكن مؤهلا، وبالتالي فلا بد من احترام رغبته الآن في عدم مشاركته في "الكان"، بما أن الأمور سارت معه بشكل سريع لم يتوقعه من جهة، ناهيك على أنه يرغب في فرض نفسه مع بارما، غير أن اللاعب أخطأ في أمر وحيد عندما اعتبر أن نهائيات كأس إفريقيا لا تندرج ضمن تواريخ الفيفا، بمعنى أن لا شيء سيجبره على المشاركة في تلك المنافسة، وهذا خطأ لأن نهائيات كأس إفريقيا تندرج ضمن تواريخ "الفيفا"، و"الفاف" يمكنها أن تجبره على المشاركة في هذه المنافسة بقوة القانون، وفي حال رفضه سيكون معرضا لعقوبات قاسية من طرف الإتحادية الدولية لكرة القدم، غير أننا لا ندري إن كان رئيس "الفاف" روراوة سيستعمل مع بلفوضيل قوة القانون لاصطحابه مع المنتخب إلى جنوب إفريقيا أم أنه سيرأف به ويتركه حتى يفرض نفسه مع بارما ويستفيد من خدماته بداية من مارس المقبل لما تستأنف تصفيات كأس العالم 2014.