تمكن اتحاد العاصمة من تجاوز الأزمة مؤقتا عقب الفوز المحقق في موريتانيا على حساب نادي "تيفراغ زينة" في منافسة كأس الاتحاد العربي بثنائية نظيفة حملت توقيع بن موسى ودحام. ورغم أن المنافسة العربية تختلف تماما عن منافسة البطولة، إلا أن هذا الفوز كان مفيدا من الناحية المعنوية للاعبين... إذ استطاع رفقاء القائد دحام أن يصلوا إلى الهدف المسطر وهو ضمان نصف التأشيرة في لقاء الذهاب قبل موعد لقاء الإياب. الفوز معنوي بالدّرجة الأولى ويعتبر فوز الاتحاد معنويا في هذا الوقت بالضبط أكثر من أي شيء آخر، فالمشكل الذي عانى منه الفريق في الأيام العشرة التي تلت التعثر أمام البرج، وبعدها الهزيمة أمام وفاق سطيف، جعل الفريق في وضع حرج جدا وأدخله في دوامة من المشاكل انتهت برحيل المدرب الأرجنتيني ڤاموندي، وهناك من رأى أن ذلك سيزيد الأمور تعقيدا والفريق لن يقوى حتى على تحقيق نتيجة إيجابية في موريتانيا، لكن الرد جاء من اللاعبين رغم الغيابات الكثيرة. ردّ الاتحاد على برمجة قرباج جاء في الموعد ولعل أبرز شيء عانى منه الفريق عقب النتائج السلبية هي البرمجة، فلأول مرة يلعب فريق خارج الديار مباراة يوم الثلاثاء ثم يعود ليلا برّا ليسافر ظهيرة اليوم الموالي في رحلة خارج أرض الوطن لقرابة 15 ساعة، ويلعب بعد أقل من 48 من الوصول، والأكثر من كل هذا أنه يعود في اليوم الموالي ليلعب بعد 72 ساعة مباراة أخرى من البطولة، لكن الرد من رفقاء العيفاوي على برمجة هيأة قرباج جاء بقوة وبفوز خارج الديار عن جدارة واستحقاق. الهزيمتان الأخيرتان ورحيل المدرّب لم ينقصا من عزيمة اللّاعبين ويرى الكثير من المتتبعين أن الاتحاد سينهار مباشرة بتعثر ثالث في موريتانيا أمام فريق متواضع، وبعدها يكون الموعد مع هزيمة جديدة في الداربي أمام اتحاد الحرّاش، لكن اللاعبين كان لهم رأي آخر وأكدوا أن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، ومن الطبيعي أن يكون هناك رد فعل قوي عقب الأزمة، والفضل يعود للعزيمة التي تحلى بها اللاعبون. اللاعبون تحرّروا نفسيّا بعد رحيل ڤاموندي ومن خلال تتبعنا لرحلة الفريق وكذا المباراة في نواقشط، لاحظنا أن اللاعبين تحرروا من الناحية النفسية مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي القريب، إذ تخلص رفقاء دحام من تلك العقدة التي لازمتهم منذ مدة، والنتيجة هي اقتطاع نصف تأشيرة المرور إلى الدور الثاني من منافسة كأس الاتحاد العربي للأندية. برمجة داربي الحرّاش على الرّابعة يبقى حديث الجميع ودخل اللاعبون في أجواء الداربي أمام الجار اتحاد الحراش، إذ بدأ الحديث عن هذا اللقاء الذي يعتبر من أهم محطات مشوار النادي العاصمي في البطولة لأنه لقاء خارج الديار، وكسب نقاطه سيعطي دفعا معنويا لرفقاء جديات، لكن النقطة السوداء التي تقلق اللاعبين هو توقيت المباراة، بعدما برمجته الرابطة الوطنية بداية من الساعة الرابعة عصرا، وهو الأمر الذي لم يتقبله الجميع لأنهم كانوا يريدون اللعب على الأقل بداية من الساعة السادسة. --------------------------------------------------------- بدبودة: "صعب أن تضيّع الدّاربي أمام المولوديّة والفوز عوّضني قليلا" "ڤاموندي قال لي أنه أبعدني بسبب الضّغط فقط" "لقد قتلوا الدّاربي أمام الحرّاش ببرمجته نهارا في البليدة" شاركت أساسيا في لقاء تيفراغ زينة بعد غياب طويل، ما تعليقك؟ نعم، عدت إلى التشكيلة الأساسية منذ آخر لقاء لعبته أمام مولودية العلمة، وجاءت هذه المرة من بوابة الكأس العربية، أظن أن الفوز كان مستحقا وعموما كانت المباراة صعبة في البداية، لكننا عرفنا كيف نزيل ذلك الضغط بتسجيل هدفين، ربما كان بإمكاننا الوصول إلى شباك المنافس في أكثر من مرة والنتيجة كانت ستكون أثقل، لكن المهم في كل هذا هو عدم تلقي أهداف، مازال ينتظرنا لقاء العودة وعلينا أن نحسن التصرف وتسييره كما يجب حتى نضمن التأهل عن جدارة واستحقاق. هل كنت تنتظر رحيل ڤاموندي لتعود إلى التّشكيلة الأساسيّة؟ كما لاحظتم طيلة المباريات الستة السابقة كنت أتعامل مع المدرب باحترافية ولم أحتجج على قراراته، كنت أعمل وأنتظر فرصة المشاركة، لكنه هو الذي كان يختار اللاعبين المشاركين، لم يكن بإمكاني مناقشة خياراته وكما لاحظتم انتظرت فرصة العودة إلى التشكيلة الأساسية فجاءت بعد رحيله. هل كنت تنتظر أن يحدث لك هكذا في بداية مشوارك مع الاتّحاد؟ صراحة لا، توقعت أن أكون احتياطيا في بعض المباريات لكنني لم أحصل على فرص، فإثارة المشاكل لن تنفعني لا أنا ولا الفريق، لذا صبرت وتحملت الوضعية الصعبة، إلى أن جاء الفرج بعد رحيل ڤاموندي وفي بداية مرحلة المدرب بلال دزيري، هو الآن رحل ولا ينفع الكلام عنه، عليّ أن أنظر إلى الصفحة الجديدة التي فتحتها. هل فكّرت في تغيير الأجواء بعد أن بقيت أربع مباريات خارج حسابات الطّاقم الفنّي؟ في ست لقاءات لعبت مرتين وغبت في أربع، لم أفكر في الرحيل لأن الوقت كان مبكرا لاتخاذ قرار نهائي، قلت في نفسي عليّ أن أصبر قليلا وأرى كيف تكون الأمور مستبقلا وانتظرت أن يقوم المدرب بتدوير التشكيلة، لكنه رحل قبل أن أفكر في هذا الموضوع، عليّ أن أستغل الفرصة الآن ولأعود إلى التشكيلة الأساسية والمنافسة من الباب الواسع، ينتظرنا الآن داربي أمام اتحاد الحراش وما عليّ سوى التفكير في تلك المباراة التي ستكون فرصة لإعادة الاعتبار للفريق ككل ولأنفسنا خصوصا. على ذكر الدّاربي أمام الحرّاش، هل لك أن تقول لنا كيف عشت غيابك عن الدّاربي أمام المولوديّة؟ صعب جدا أن تغيب عن مواجهة من ذلك الحجم، لم يكن سهلا أن تتابع اللقاء من وراء الشاشة، لقد تحدث معي المدرب قبل اللقاء وقال لي أنه لا يريد الاعتماد عليّ لكي يبعدني عن الضغط... أي لاعب يريد لعب مباراة محلية، لكنني تقبلتها في الأخير وهذه هي كرة القدم، الشيء الجميل هو أن زملائي فازوا بالمباراة وكسبوا النقاط الثلاث، وأنا شخصيا شاركتهم الفرحة رغم غيابي. وماذا عن الدّاربي أمام الحرّاش، هل تنتظر حصولك على فرصة للّعب؟ أظن أن أي لاعب يأمل في المشاركة خاصة إذا تعلق الأمر بلقاء داربي، لكن المدرب دزيري سيختار الذين يراهم الأحسن والبقية حتما سيمنحهم الفرص في اللقاءات الموالية، مثلما كان ڤاموندي يختار ونحترم قراراته علينا أن نحترم خيارات دزيري. اللّقاء سيجرى في البليدة عصرا، ما قولك؟ أظنه شبه داربي مادام سيلعب في البليدة والأكثر من ذلك أنه نهارا، صراحة داربي بدون نكهة ولم يعد له أي طعم مادام سيخرج عن العاصمة ولن يلعب في 5 جويلية، لذا أقول أن الداربي سيفقد الكثير من خصائصه. ألا ترى أنّ علاقاتكم ب دزيري جيّدة بالنظر إلى النّتيجة المحقّقة في مباراة تيفراغ زينة؟ أكيد أنها جيّدة، فهو لاعب سابق ولم يمض وقت طويل على اعتزاله وهو يعرف عقلية اللاعب وكيف يفكر، المهم أن روح المجموعة عادت وهو ما كنا نبحث عنه الآن. الحديث بدأ عن إمكانيّة مواصلة دزيري للمهمّة وحده، ما رأيك في الفكرة؟ كل شيء ممكن، ف دزيري واصل المهمة معنا ولم يأت جديدا إلى هذا الفريق الذي يعرفه جيّدا ويحسن التعامل مع اللاعبين في مثل هذه الوضعيات، فهو يملك خبرة وتجربة في الطريقة التي يخرج بها الفريق من الأزمة، علينا أن نساعده في مهمته وأقول أنه قادر على تحمل المسؤولية والمواصلة. --------------------------------------------------- دزيري: "مهمّتي مؤقّتة وردّ فعل اللاعبين كان إيجابيّا بعد هزيمتين" يعود بنا المدرب بلال دزيري في هذا اللقاء الصحفي الذي جمعنا به سهرة الجمعة إلى المباراة الأولى له على رأس العارضة الفنية لنادي سوسطارة مؤقتا، والتي حقق فيها فوزا نستطيع القول أنه جاء في وقت أكد أن الفريق استطاع أن يتجاوز الأزمة بسرعة. وأكد دزيري أن اللاعبين كان لهم رد فعل إيجابي، إذ قال أن أشباله تعاونوا معه ومع بقية الطاقم الفني: "أشكر اللاعبين على تعاونهم معنا واستجابتهم لكل ما طلبنا منهم، كان لزاما علينا الحذر في تسيير هذه المرحلة ولم يكن من المفيد الوقوع في أخطاء قد تزيد الأمور تعقيدا، لذا أقول أننا نجحنا في تسيير الأمور كما يجب، فعندما تكون لديك مجموعة متفهمة ومحترفة حتما تنجح والنتيجة أمامكم". "المنافس يملك مستوى وفي العودة سيخلق لنا مشاكل" فوز الاتحاد بثنائية نظيفة يجعل الكل يظن أن المنافس ضعيف المستوى، لكن بلال دزيري كان له رأي مغاير تماما عندما قال: "لقد وجدنا منافسا عنيدا، ربما ينقصه تحضير بدني ومباريات في الأرجل، لكن على العموم اللاعبون كانوا في المستوى وخلقوا لنا مشاكل كثيرة، وهو الأمر الذي يجعلني أقول أنهم بعد دخولهم منافسة البطولة سيكونون أكثر قوة وعلينا الحذر منهم في لقاء الإياب". "الظّروف حتّمت عليّ إراحة بعض الأساسيّين" وقد أجرى بلال دزيري عشرة تغييرات كاملة في التشكيلة مقارنة باللقاء أمام وفاق سطيف، واللاعب الوحيد الذي لم يفقد منصبه هو بوشامة، وهذا ما جعل دزيري يشرح الأمر قائلا: "لدينا مجموعة من اللاعبين كلهم يستطيعون اللعب، لا تنسوا أننا قمنا برحلة ماراطونية انطلاقا من يوم الاثنين برا إلى سطيف والعودة في سهرة اليوم الموالي، ثم السفر إلى موريتانيا وأنتم شاهدتم معاناة الفريق بالوصول بعد منتصف الليل، وحتى الآن نحن نستعد لسفر آخر بعد المباراة ولحسن حظنا أننا سنصل نهارا، كل هذا حتم علينا أن نريح بعض العناصر الأساسية خاصة التي لعبت اللقاء الأخير، ولحسن حظنا أننا نملك البدائل وفي الوقت نفسه العملية سمحت لنا بمنح الفرصة لعناصر أخرى لم تلعب من قبل". "كان لابدّ من التّفكير في داربي الحرّاش أيضا" إراحته لبعض الأساسيين جعلنا نطرح سؤالا على دزيري حول ما إذا كان تفكيره يتعدى لقاء الكأس العربية إلى لقاء الداربي أمام الحراش، فقال: "هذا أكيد، كان لابد علينا من التفكير في اللقاءين معا وكل لقاء ودرجة الاهتمام به، زد على ذلك ضيق الوقت الذي حتم علينا التفكير في اللقاءين معا وتسيير الأمور وفق ما يتطلبه الفريق، منافسة الكأس العربية تجري بنظام كأس وليس بطولة والخطأ فيها يكلفك الإقصاء، لذا كان علينا أن نبحث عن الطريقة التي نقطع بها شوطا كبيرا نحو بلوغ الدور القادم، وفي الوقت نفسه عدم نسيان لقاء الداربي، لذا قلت لك أننا أرحنا بعض اللاعبين تحسبا لهذا اللقاء والتفكير المشترك بدأ من يوم تحديد القائمة التي تنقلت إلى هنا". "سأواصل مهامي إلى غاية إيجاد مدرّب" تكرار سيناريو الموسم الماضي لما خلف الفرنسي رونار جعل دزيري يؤكد مرة أخرى أن المهمة الموكلة إليه في الوقت الراهن هي قيادة الفريق إلى حين إيجاد مدرب، إذ قال دزيري: "الإدارة وضعت ثقتها فيّ وطلبت مني الإشراف على الفريق خلال هذه الفترة، ما عليّ سوى القيام بها ومحاولة تقديم كل ما لدي، وبطبيعة الحال بالتشاور مع بوخالفة وأرموند حتى نقدم الأفضل، وربما سنصل إلى الجزائر نجد مدربا جديدا وقد يكون معنا قبل لقاء الحرّاش، وهو ما يجعلنا ننتظر كل شيء". "مدرّب أجنبي أو محلّي من صلاحيات الإدارة" ويعتبر مدلل "المسامعية" السابق أن استقدام مدرب محلي أو أجنبي أو الاحتفاظ به هو على رأس العارضة الفنية للنادي أمرا من صلاحيات الإدارة ولا يمكنه أن يفصل فيه، إذ أكد بقوله: "أظن أن هناك مسيّرين يفكرون في مصلحة النادي، لذا علينا أن نكون واقعيين ونترك المشرفين على الفريق يعملون، أما بالنسبة لقدوم مدرب أجنبي أو محلي فأرى أيضا أن المسيّرين هم أصحاب القرار النهائي". "حياة المدرّب معلّقة بالنتائج والحظّ يلعب دوره" ويعتبر الوافد الجديد إلى عالم التدريب أن حياة الفنيين معلقة دائما بالنتائج، فهو يقول أن المدرب لما تكون معه نتائج جيّدة الكل يمدحه والعكس تماما هو الذي يحدث: "كما يعلم الجميع حياة المدرب معلقة بالنتائج، فعندما تسير الأمور على ما يرام يكون هو الأحسن وعندما يكون الحظ ضده حتما هو أول واحد يدفع الثمن، لذا أقول أن المدرب عليه أن يعمل ويجتهد وعندما يخونه الحظ تنتهي مهمته". "الاستقرار يلعب دورا كبيرا والحرّاش خير مثال" الحديث عن قضية تغيير المدربين قاد دزيري إلى الحديث عن عدم الاستقرار في الكثير من الفرق، وقال في هذا الخصوص: "أظن أن الاستقرار عامل مهم لكنه صعب في الفريق الكبيرة، فبقاء المدرب مدة طويلة يجعل الفريق في تحسّن كل موسم، وهو الأمر الذي يجعلنا نتحدث عن اتحاد الحراش الذي بات مثالا يقتدى به في الاستقرار، إذ يقوده المدرب شارف للموسم الخامس على التوالي". "الفرق المطالبة باللّعب على اللّقب هي الأكثر تغييرا للمدرّبين" علل دزيري الأسباب التي تجعل فرقا أخرى لا تعرف الاستقرار وقال: "في الجزائر أو في عالم كرة القدم ككل هناك فرق مرشحة دائما للعب على اللقب، أو على الأقل الأدوار الأولى، وهناك حالات شاذة تظهر من بعض الأحيان، أما الفرق التي لابد أن تلعب الأدوار الأولى هي الأكثر تغييرا للمدربين، لأن الجميع يطالب دائما بالنتائج". -------------------------------------------- مسيّر من تيفراغ زينة يطلب الرأفة في لقاء العودة اقترب مسيّر من نادي تيفراغ زينة الموريتاني من اللاعب عبد القادر العيفاوي وهمس في أذنه قائلا له: "فوزوا علينا إيابا بثلاثة أهداف فقط وارأفوا بنا"، وهذا دليل على اعتراف المنافس بقوة الاتحاد، وأنهم لم يبلغوا بعد المستوى الذي يسمح لهم بمقارعة الكبار.