رغم الأسماء المتداولة في مختلف معاقل أنصار الجمعية والتي قيل عن البعض منها إنها رسمية، إلا أنه والى حد الآن لم يتجسد أي شيء ملموس على أرض الواقع، بما أن الرئيس مدوار لم يضمن خدمات أي لاعب جديد، وعلى العكس تماما فإنه سيخسر خدمات بعض لاعبيه الحاليين سواء المنتهية عقودهم وحتى هناك من المرتبطين بعقد مع الفريق من يريد تغيير الأجواء ومغادرة الشلف بالنظر إلى ظروف خاصة، وهي الحقيقة التي بدأت تقلق كثيرا أنصار الفريق إذ أن الحديث عن الاتصالات والأسماء الكثيرة التي تم الكشف عنها في أعدادنا السابقة أو تلك التي لم يكشف عنها إطلاقا ما هو إلا مجرد خطوات اتخذتها إدارة الفريق على ما يبدو لأجل تمويه الشارع الرياضي في الشلف، وإلا كيف نفسر تأخر انطلاق عملية الاستقدامات أو سير وتيرة المفاوضات مع اللاعبين الذين يتواجدون ضمن اهتمامات إدارة الفريق والتي لم يحدث أي جديد بشأنها، وأكثر من هذا فإن الفريق معرّض إلى نزيف حاد في التشكيلة التي قد يغادرها رسميا ثلث التعداد. مغادرة زيان شريف ومسعود قد تمهد الطريق للآخرين ولعل أكبر دليل على حدة النزيف الذي قد تتعرض له التشكيلة الشلفية هو كثرة الحديث عن مغادرة عميد الدفاع الدولي زيان شريف الياس الفريق بما أنه متواجد في نهاية عقده وتهافت العديد من الرؤساء عليه، إضافة إلى الحبر الكثير الذي أسالته وضعية الهداف محمد مسعود وتفكيره في مغادرة الجمعية رغم أن عقده لا يزال ساري المفعول إلى غاية الصائفة المقبلة وقرب اتفاقه مع إدارة سرار، إلا أن أكبر ما يخشاه عشاق الجمعية أن يطال هذا النزيف لاعبين آخرين مستهدفين من طرف بعض الفرق التي تريد خدماتهم الموسم المقبل، وأن تفتح مغادرة زيان شريف ومحمد مسعود الأبواب أمام لاعبين آخرين، خصوصا في ظل تماطل الإدارة في حسم الأمور بإقناع هذا الثنائي بضرورة البقاء في الشلف ووضع حد لجميع الأقاويل التي أصبحت تقال هنا وهناك بخصوص الثنائي المذكور على الخصوص. محمد رابح قد يكون الضحية هو الآخر ومن بين الأسماء التي أضحت أكثر تهديدا بالمغادرة نجد اللاعب الأكثر مشاركة في الفريق الموسم المنقضي لاعب الوسط محمد رابح عبد الحق الذي رغم ارتباطه هو الآخر بعقد مع الجمعية لموسم آخر يتواجد محل اهتمام عدة أندية من القسم الأول على رأسها شباب بلوزداد الذي لن يقطع الأمل في إقناعه وإقناع الرئيس مدوار خاصة أن الرئيس قرباج قد طلب رسميا خدمات هذا اللاعب من مدوار، وعليه يخشى الشلفاوة أن يكون محمد رابح الضحية الآخر خصوصا أن قرباج يريد هو الآخر لعب ورقة الإغراء المادي للاعب الشلف، ورغم أن مدوار لن يسمح في لاعبيه بالصورة التي يتوقعها البعض إلا أن كل شيء يبقى واردا. حتى حمادو وحسني لم يضمنا بعد وإذا نظرنا إلى لاعبين آخرين نجد أن لاعب الوسط الآخر ياسين حمادو والظهير الأيمن حسني العربي الثنائي الذي لم يكن محظوظا على الإطلاق مع الشلف هذا الموسم بالنظر إلى مشاركاتهما المتذبذبة والقليلة في الوقت نفسه، لازالا ينتظران الجلوس من جديد إلى طاولة الرئيس مدوار للحديث عن وضعيتهما ومدى حاجة الجمعية إلى خدماتهما، وإن بقيت الأمور على حالها فإنهما حتما سيفضلان المغادرة على البقاء خاصة إذا علمنا أن الرئيس القبائلي حناشي أصبح مهتما كثيرا بحمادو، وحتى حسني أصبحت لديه عروض عديدة من أندية تنشط في حظيرة القسم الأول لم يشأ الكشف عنها. إقرار عدم السقوط قد يكون وراء تأخر عملية الاستقدامات ما يتخوف منه كثيرا المتتبعون لمستجدات الجمعية هو عزوف الرئيس مدوار عن دخول سوق الاستقدامات من أبوابها الواسعة والاكتفاء بجلب لاعبين مغمورين إضافة إلى الاعتماد على أبناء الفريق من الشبان، وأكثر من هذا التخلي عن ركائز الفريق التي أصبحت محل أطماع الفرق المعنية بالمنافسة الخارجية، والسبب وراء هذه السياسة الجديدة هو إقرار عدم السقوط في الموسمين المقبلين، أين يكون همّ غالبية الأندية هو اللعب من اجل اللعب فقط . لعب الأدوار الأولى يستدعي جلب أصحاب الخبرة وبما أن الجمعية في طريقها إلى فقدان اللاعبين الأكثر خبرة في الفريق والاعتماد على سياسة التشبيب، فذلك سيؤدّي بالضرورة إلى تكرار سيناريو الموسمين الأخيرين والاكتفاء باللعب، بما أن لعب الأدوار الأولى في البطولة يتطلب احتواء الفريق في تركيبته البشرية على مزيج من لاعبين شبان وأصحاب الخبرة، ويعلم الجميع أن الفريق الذي يملك في صفوفه لاعبين معروفين توكل لهم مهمة توجيه وقيادة الشبان فوق الميدان، لا يمكنه حتى مواكبة السير المتواضع للبطولة التي أصبحت تتطلب تضافر العديد من العوامل. المُراهنة على اللاعبين المغمورين قد يكلّف غاليا ويرى المتتبعون أن المراهنة على الشبان واللاعبين المغمورين الذين سيتم تدعيم الفريق بهم بعد ضياع اللاعبين المعروفين والكوادر، يعدّ في الحقيقة مجازفة حقيقية لأن ذلك قد يدخل الفريق في أزمة كبيرة فيما بعد، خصوصا أن جل الفرق حفظت درس هذا الموسم جيدا والدليل هو تقارب المستوى بين الجميع، وخير مثال هو أن الفارق النقطي بين صاحب المرتبة الخامسة والمرتبة ال 13 لا يتعدى خمس نقاط. لهذا يبقى دعم التشكيلة بعناصر بارزة والاحتفاظ بركائز الفريق أصبح أكثر من ضروري خصوصا في المناصب التي عانى منها الفريق هذا الموسم. حلم الأنصار هو رؤية فريقهم مع الكبار أما أنصار الجمعية الذين تنفسوا الصعداء بعد أن تمكن فريقهم من ضمان البقاء، فقد كرهوا رؤية فريقهم في المراتب الأخيرة من بداية الموسم إلى نهايته، وهو الفريق الذي كان بالأمس القريب مثالا في الاستقرار وحسن التفاوض خصوصا داخل الديار. وأصبح الشارع الرياضي في الشلف يطمح إلى رؤية الجمعية الموسم المقبل تلعب الأدوار الأولى وتنافس الوفاق والشبيبة مثلما كان عليه الحال من قبل، وضمان مشاركة في منافسة خارجية في نهاية الموسم. “الشلفاوة” مستاؤون من الرئيس قرباج لم يفهم غالبية أنصار الجمعية خرجة محفوظ قرباج رئيس شباب بلوزداد، بعد اطلاعهم على رغبته في الاستفادة من خدمات لاعب وسط الشلف محمد رابح عبد الحق، وهو اللاعب الذي يربطه مع الجمعية عقد لموسم آخر. وأصبح قرباج الذي اتهم حارسه فلاح بالإمضاء للجمعية، وهو الاتهام الذي لا أساس له من الصحة، يعمل في الآونة الأخيرة على إفراغ الجمعية من ركائزها، وهي الخرجة التي لقيت استياء من الجميع. “بياڤا“ قد ينهي عقده مع الجمعية رغم أن الكامروني “بياڤا بوول” لم يعد مرغوبا في بقائه على الإطلاق الموسم المقبل، بالنظر إلى التراجع الكبير لمستواه وعجزه عن التسجيل ولو إصابة واحدة في جميع اللقاءات التي شارك فيها مع الفريق هذا الموسم، إلا أن القريب إلى الأرجح هو أن إدارة الجمعية قد تحتفظ بهذا اللاعب إلى غاية نهاية عقده الصائفة المقبلة، والسبب هو افتقاد السوق لمهاجمين حقيقيين، وحتى هجوم الجمعية لم يعد قادرا على اختراق دفاعات الفرق المنافسة إلا بوجود الهداف محمد مسعود الذي سيترك رحيله فراغا رهيبا في هجوم الشلف.