كما كان مقررا، عاد صبيحة أمس لاعبو أمل الأربعاء إلى جو التدريبات بعد الراحة التي منحها لهم الطاقم الفني لالتقاط الأنفاس عقب المجهودات الكبيرة التي بذلوها في المباراة الماضية أمام مولودية باتنة.. وقد استغل المدرب بوجعران فرصة حضور جميع اللاعبين في حصة أمس وقام بعقد اجتماع بهم، تطرق فيه للمباراة الماضية، كما تحدث معهم عما ينتظرهم من تحديات في المواعيد القادمة، إنطلاقا من "داربي" هذه الجمعة أمام الجار اتحاد البليدة. شكرهم أولا على جهودهم أمام "البوبية" وأول ما استهل به المدرب بوجعران حديثه مع اللاعبين في اجتماعه أمس، هو شكرهم على المجهودات الكبيرة التي بذلوها في المباراة الماضية وإيمانهم بالفوز حتى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، والتي اعتبرها مدرب "الزرڤا" أنها نقطة إيجابية وأكبر دليل على قوة الشخصية وطالبهم أن يتحلوا بها في المواعيد القادمة، بما أنه اعتبر أن ما ينتظر الفريق من تحديات في الجولات القادمة أصعب مما مر عليهم في المباريات الفارطة، وأكد لهم أيضا أن الضغط سيزداد من جولة إلى أخرى. أكد لهم أنه لن يلوم أحدا اليوم وفي الوقت الذي كان ينتظر زملاء المدافع مدور أن يتطرق المدرب بوجعران إلى النقاط السلبية كما جرت عليه العادة، ويكون الضحية دائما هم المهاجمون على الفرص السهلة التي يضيعونها من مباراة إلى أخرى وقد تكرر السيناريو في مباراة باتنة، إلا أن بوجعران أكد أنهم لن يلوم أحدا عن الأخطاء التي ارتكبها في المباراة الماضية، وأكد لهم بقوله: "كل واحد يعرف نقاط قوته وضعفه وما عليه إلا أن يصححها، طالما أن المواجهات القادمة سيكون الخطأ فيها ممنوعا". تحدث عن "داربي" البليدة واعتبره عاديا كما كانت الفرصة مواتية أمام المدرب بوجعران للحديث عن المباراة القادمة أمام الجار اتحاد البليدة، والتي قال في شأنها: "أنها مباراة عادية جدا على غرار كل المباريات السابقة التي لعبتموها، فما عليكم سوى إعطائها حجمها الحقيقي من خلال التحضير لها جيدا"، ورغم أن طريقة حديث مدرب "الزرڤا" عن المباراة القادمة لم يألفها زملاء القائد شرفاوي، إلا أن الجميع تأكد أن مدربهم يعمل على إبعاد الضغط عنهم، خصوصا في ظل الكلام الكثير الذي يقال عنها من خلال حاجة كل فريق إلى نقاط المباراة. اللاعبون أكدوا أنهم تحرروا وبعد انتهاء المدرب بوجعران من حديثه مع لاعبيه، قام بفتح المحال لهم من أجل الرد والتعبير عما يدور في خاطر كل واحد منهم، وقد كان ردهم مريحا لجميع أعضاء الطاقم الفني والمسيرون الذين حضروا هذا الاجتماع، حين أكدوا أنهم ما كانوا يبحثون عنه لتحرر معنويا قد تمكنوا من تحقيقه في المباراة الماضية بالفوز على مولودية باتنة، وأنهم يدركون ما ينتظرهم في المواجهات القادمة وتحديدا من "داربي" اتحاد البليدة الذي سيعملون كل ما في وسعهم للعودة بنتيجة إيجابية. البعض اعتبرها فرصة رد الاعتبار وفي الوقت الذي كان الباب مفتوحا للحوار أمام جميع اللاعبين، وإجماعهم على نقطة واحدة وهي إدراك حجم المهمة التي تنتظرهم في المواعيد القادمة، انطلاقا من مباراة الداربي الجمعة القادمة، فكانت الفرصة مواتية أمام البعض الآخر لاعتبارها أنها بمثابة مباراة رد الاعتبار خارج الديار في مرحلة العودة، طالما أن الفريق استطاع تحقيق تعادل واحد في النصف الثاني من البطولة، والمباراة القادمة هي بمثابة فرصة للرد على ألسنة المشككين التي تطاولت عليهم بعد هزيمة المحمدية برسم الجولة ما قبل الماضية. بعض الأنصار حضروا وشجعوا اللاعبين وبعد أن كانت حصة الاستئناف التي جرت مطلع الأسبوع الماضي بعد الهزيمة أمام المحمدية غير عادية والتي حضرها الأنصار وهم في قمة الغضب من اللاعبين، فكانت الأمور مغايرة في حصة أمس إذ حضرها الأنصار وشكروا اللاعبين على الفوز الذي حققوه في الجولة الماضية، وتعد هذه المبادرة بمثابة صلح بين الأنصار واللاعبين، ليؤكد "الفايكينڤ" مرة أخرى على أنهم "حبة مفقودة" ويعرفون كرة القدم جيدا من خلال الخرجات التي يقومون بها لتحفيز لاعبيهم لبذل مجهودات مضاعفة حسب كل مباراة ومعطياتها. المعنويات في السحاب واللاعبون استعادوا روح الذهاب وفور انتهاء الاجتماع الذي عقده المدرب بوجعران بلاعبيه والحديث الذي جمع بعض اللاعبين بالأنصار، قام الطاقم الفني بإعطاء إشارة انطلاق الحصة التدريبية لصبيحة أمس التي تعد الأولى في إطار الاستعداد للمباراة القادمة، وقد كان زملاء الحارس طوال بمعنويات جد مرتفعة وحيوية كبيرة بينهم في تطبيق تعليمات الطاقم الفني بحذافيرها لنيل ثقة هذا الأخير، وهو ما أعاد الجميع ممن حضروا الحصة التدريبية وحتى أعضاء الطاقم الفني إلى الأمس القريب وتحديدا إلى الحصص التدريبية التي كانت في مرحلة الذهاب من البطولة والتي كان فيها الجميع في أحسن أحواله. نوبلي يصنع الحدث وتعليقات كثيرة حوله ما يؤكد عن الحالة المعنوية العالية التي يتواجد عليها رفقاء المدافع سعداوي بفضل الفوز الذي حققوه في الجولة الماضية والذي تمكنوا من خلاله من تصحيح العديد من النقاط، فكان صاحب الهدف الوحيد في المباراة الماضية نوبلي محل تعليقات الجميع، بمن فيهم المدرب المساعد صويلح فاروق، خاصة أن نوبلي كان قد تلقى بطاقة صفراء في المباراة الماضية وهي مجانية بعد تسجيله الهدف، إذ قام بنزع قميصه من شدة الفرحة وهي المرة الثانية التي يقوم بها، وكان الجميع يفكر في كيفية وضع حد لتصرف اللاعب وخرجوا بضرورة "إخاطة" التبان مع القميص، طالما أنه الحل الوحيد له لتفاديه العقوبة. شاوي استأنف التدريبات بصفة عادية بعد التخوفات الكبيرة التي أبداه الطاقم الفني من الإصابة التي تعرض لها المدافع شاوي في المباراة الماضية، إضطر على إثرها لطلب التغير من المدرب، فكان الجميع يتخوف من أن تكون إصابته بليغة، إلا أن اللاعب حضر صبيحة أمس وتدرب بشكل طبيعي رفقة زملاءه وهو الأمر الذي أراح الطاقم الفني كثيرا، طالما أنه يعول على خبرة شاوي الكبيرة في "داربي" البليدة، كما أنه حل المشكلة التي كان يعاني منها الفريق على الجهة اليمنى من الدفاع. "الفايكينڤ" يطالبون بحصتهم من التذاكر شرع أنصار الأربعاء في التفكير في المباراة القادمة لتنقل وتشجيع لاعبيهم، وما زاد من رغبتهم هي التصريحات التي أدلى بها رئيس اتحاد البليدة محمد زعيم عن المباراة على أمواج إذاعة "البهجة" في حصة " بكل روح رياضية"، حين رحب بلاعبي، مسيري وأنصار الأمل، وهو ما جعل الأنصار يطالبون إدارة الفريق بضمان تذاكر المباراة القادمة من أجل التنقل وتشجيع الفريق. "البليديون" حضوا باستقبال مميز في "بولوغين" والأربعاء تنتظر رد الجميل ونقطة أخرى جعلت الأنصار ينتظرون رد الجميل من "البليديين" هي مباراة الذهاب التي جمعت بين الفريقين، إذ حضي مسيرو اتحاد البليدة ولاعبيها باستقبال جد رائع من قبل إدارة الفريق التي وفرت لهم كل شيء ولم تدع شيئا ينقص ممثلي الفريق الجار، وحتى أنصار اتحاد البليدة قامت إدارة الفريق بتخصيص لهم مدرجات وحدهم، إذ تنقلوا بقوة وشجعوا فريقهم في أحسن الظروف، وهو الأمر الذي ينتظره الجميع في بيت "الزرڤا" لرد الجميل لهم. الحدث أكبر من "براكني" والنقطة السلبية التي يراها الجميع في بيت الأمل، هو الملعب الذي عينته الرابطة لاحتضان المباراة وهو ملعب "براكني" والذي أجمع حوله الجميع أن الحدث أكبر بكثير منه وكانوا يتمنون أن تجري في ملعب "مصطفى تشاكر" الذي يعد مناسبا لاحتضان "عرس متيجة" ككل بين فريقين يجمع بينهما العديد من الروابط المشتركة، كما أنها فرصة أيضا لإعادة إحياء ليلة من ليالي مباريات المنتخب الوطني. الجميع متأكد من كرم "البليديين" ورغم النقطة السلبية التي أشرنا إليها من قبل، إلا أن عشاق اللونين الأزرق والأبيض يجمعون على نقطة مهمة أيضا وهو كرم "البليديين" المعروفون به وتجلى ذلك في ترحاب رئيسهم بالجميع في بيت الأمل كما سبق لنا وأشرنا إليه، كما أن الأمر المهم أيضا هو أنه لا يوجد أي فريق اشتكى من ملعب براكني طول المباريات التي استقبل فيها الفريق الجار لضيوفه عليه واستطاعت بعض الفرق من تحقيق نتائج إيجابية فيه. "اللي اعطاونا معليهش وإذا ما عطوناش نبقاو خاوة ...خاوة" والخلاصة في ذلك رغم الجدل الكبير في بيت الفريق حول عدد التذاكر التي من الممكن أن توفرها إدارة الزعيم ل"الفايكينڤ" في مباراة الجمعة القادمة والتي أجمع حولها الأنصار أنه إذا منحونهم التذاكر سنتنقلوا ونتابعوا المباراة ونناصروا فريقنهم، وإن لم يستطيعوا توفير العدد الذي يتمنونه فإنهم سيبقون عندهم بنفس الصورة المعروفين عليها وكرمهم الكبير، وتبقى علاقة الأخوة التي تجمع بين سكان المدينتين كما هي، وهم إخوة ولن تفسدها مباراة في كرة القدم. شرفاوي: "بعض اللاعبين لا يستحملون الضغط.. ومباراة البليدة عرس واللي يربح بصحتو" كيف كانت أول حصة تدريبية لكم، بعد فوز "البوبية"؟ الأمور على أحسن ما يرام، خاصة بعد الفوز الذي حققناه في المباراة الماضية أمام مولودية باتنة والذي أعاد العديد من الأمور إلى مجراها الطبيعي، بعدما أفسدتها الهزيمة التي سجلناها في أمام المحمدية وما صحبتها من أحداث. وما هي هذه الأمور التي عادت إلى مجراها الطبيعي؟ أقصد بها العلاقة بيننا وبين الأنصار الذين لم يتقبلوا هزيمة المحمدية. رغم أنه هذه هي كرة القدم، فدائما فيها رابح وخاسر، كما أن الجميع تحرر من الناحية النفسية بعد الضغط الكبير الذي كان مفروضا علينا في الآونة الأخيرة. ولكن أنتم القدامى تعرفون "العقلية"جيدا. أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، نحن نعرف "العقلية" جيدا بصفتنا لاعبين قدامى في الفريق، ولكن ليس الجميع قادر على تحمل الضغط الذي فرض علينا أمام باتنة، وهو ما جعلنا نلعب ونحن خائفون ولم يسمح لنا بفرض طريقة لعبنا واضطررنا إلى غاية الدقائق الأخيرة من الوصول إلى شباكهم، كما أريد أن أضيف شيء. تفضل... الكلمة أوجهها للأنصار وهي الكف عن ذلك الضغط، خاصة أن ما يقومون به يضر أكثر مما ينفع والفريق لن يستفيد شيئا من الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبون والجميع شاهد كيف سارت المباراة الماضية أمام مولودية باتنة، لولا لطف الله. ستكونون أيضا تحت الضغط في "داربي" البليدة القادم. فكيف ستتصرفون إذن؟ الأمر في المباراة القادمة يختلف كثيرا، خاصة أن ضغط المنافس ليس كضغط أنصارك، ونحن متعودون على مثل هذه الوضعيات، كما أن المباراة القادمة ذات طابع خاص ومعطيات مختلفة تماما عن المباريات الماضية. كيف ذلك؟ مباراة القادمة أمام الجار اتحاد البليدة هي بمثابة "داربي" بين الفريقين و"عرس متيجة" بصفة عامة، والمباراة مفتوحة على كل الاحتمالات ومن الصعب جدا التكهن بنتيجتها خاصة أن حظوظ الفريقين متساوية، ونحن سنتنقل لدفاع عن حظوظنا كاملة من أجل العودة بنتيجة إيجابية تسمح لنا بالحفاظ على كرسي الريادة. وبماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ الشيء الذي نختم به، أنه على الجميع أن يتذكر شيئا واحدا وهو أن مباراتنا أمام البليدة هي مباراة في كرة القدم لا أكثر ولا أقل وعلى الجميع تغليب الروح الرياضية لتكون هي الفائز في المباراة، وأما عن النقاط "فاللي يربح بصحتو" المهم أن تبقى الأخوة بين الجميع.