نادر السيد هو حارس المنتخب المصري سابقا، حيث اعتزل كرة القدم منذ 5 سنوات ويعتبر من الحراس القلائل الذين سنحت لهم الفرصة للإحتراف في أوروبا وحمل قميص المنتخب المصري قرابة 10 سنوات وهو الذي كان بطلا لإفريقيا مع “الفراعنة” في دورة 1998، ويتواجد حاليا في أراضي جنوب إفريقيا من أجل التحليل مع بعض القنوات التي تغطي كأس العالم، واقتربنا منه لمحاورته والتطرق معه إلى حظوظ منتخبنا الوطني في هذه الدورة ونظرته التحليلية ل “الخضر“... في البداية ما رأيك في خسارة المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره السلوفيني في أول مواجهة؟ لا أحد كان يتوقع انهزام المنتخب الجزائري في أولى مبارياته في هذا المونديال أمام المنتخب السلوفيني، وكلنا كنا نتمنى أن يحقق منتخب الجزائر الفوز في تلك المباراة لأنه ممثل العرب الوحيد في كأس العالم، وحسب ما رأيته فإن الجزائريين لم يريدوا تحقيق الفوز أمام سلوفينيا بالنظر إلى طريقة لعبهم، لأنهم إذا كانوا يريدون الظفر بنقاط اللقاء حقا لتمكنوا من ذلك بسهولة. إذن أين يكمن المشكل حسب رأيك؟ بكل بساطة المشكل كان كما قلت لك في الطموحات وإرادة اللاعبين من أجل تحقيق الفوز كانت غائبة لأنهم لم يثقوا في إمكاناتهم وكانوا ينتظرون المنافس فقط، وكما تابعنا اللقاء جميعا فإن لاعبيكم كانوا أحسن تمركزا فوق الميدان وسيطروا على مجريات المباراة بالطول والعرض وكانت لديهم حظوظ في تحقيق الفوز أكثر من الهزيمة لكنهم استسلموا للمنافس الذي سجل هدفا بدون فرصة حقيقية، وعليه فإن المنتخب الجزائري ضيع ثلاث نقاط ثمينة في هذه الدورة. هل تعتقد أن هناك لاعبين يلعبون لقاء في المونديال دون نية تحقيق الفوز فيه؟ وفي حال كانت الأمور كذلك فإن ذلك سيحدث مشكلا كبيرا، أليس كذلك؟ لا يمكنني الرد على هذا السؤال لأنني لست متواجدا داخل المجموعة وبين اللاعبين لأعرف كيف يفكرون، لكنني أعطي انطباعا حول ما شاهدته من خلال متابعتي للمباراة والمردود الذي قدمه اللاعبين، وهناك احتمال أنه كانت لهم نية وإرادة في تحقيق الفوز لكنهم لم يتمكنوا، لكن هذه العزيمة لم تكن واضحة فوق أرضية الميدان لأن من يريد الفوز في أي لقاء عليه أن يبين ذلك في الميدان ويُظهر قوته بالإضافة إلى السرعة في التنفيذ والضغط في منطقة المنافس فهي صفات الفريق الذي يبحث عن الفوز ويكون له في نهاية المطاف بنسبة كبيرة، وخلاصة القول هي عندما نريد تحقيق الفوز في أية مباراة فإن ذلك يظهر جليا فوق أرضية الميدان حتى لما لا تتنصر في الأخير وهو ما لم نراه أمام سلوفينيا على الرغم من أن “الخضر“ كانوا أحسن من منافسهم. بحكم أنك حارس مرمى سابق كيف يمكنك أن تحلل مردود الحارس شاوشي وما قولك عن الخطأ الذي ارتكبه في لقطة الهدف الوحيد أمام سلوفينيا؟ وهل تعتقد أن الكرة الجديدة هي المتسببة في ذلك؟ لا أعتقد ذلك لأن الجميع تعود على هذه الكرة الجديدة وفي لقطة الهدف المسجل لا دخل للكرة في تسجيل الهدف لأن التسديدة كانت سهلة بعض الشيء وكان بإمكان الحارس إبعاد الخطر بكل سهولة، ومن جهتي أحمّل الدفاع والحارس مسؤولية تسجيل الهدف لأن المدافعين سمحوا للاعب المنتخب السلوفيني بالتسديد وشاوشي لم يكن ينتظر تسديد الكرة، لكنني لا أدافع عنه بحكم أن الخطأ الذي ارتكبه لا يغتفر في مثل هذا المستوى العالي وكما ترى فقد كلّف منتخب بلاده هزيمة في أول مبارياته في المونديال لا لشيء إلا لأن شاوشي لم يختر القرار المناسب في كيفية التصدي لتلك الكرة. هل تقصد بالخيار المناسب هل إبعاد الكرة إلى الركنية بدل محاولة إمساكها بتلك الطريقة من طرف شاوشي؟ ليس هذا بالتحديد، ففي البداية الحارس شاوشي لم يكن متمركزا كما ينبغي قبل تسديد الكرة وكذلك كان عليه إبعادها بكل بساطة وتفادي المغامرة في هذا المستوى لأن التصدي بتلك الطريقة يعتبر مجازفة وها هو ذا قد كلفه غاليا وتسبب كما قلت في هزيمة المنتخب الجزائري في مباراة لا يستحق فيها الخسارة. هل تعتقد أن سبب ارتكاب شاوشي لهذا الخطأ هي الثقة المفرطة وهو الذي ضمن مكانة أساسية منذ تصريحات المدرب؟ من وجهة نظري فإن شاوشي حارس من المستوى العالي ولديه إمكانات كبيرة لكنه يعتمد بنسبة كبيرة على لياقته وإمكانياته البدنبة كثيرا ويفتقد إلى الذكاء في العديد من الحالات وهو ما وقفت عليه من خلال معاينتي له في المباريات التي شارك فيها مع المنتخب الجزائري، فبالنسبة لحارس مرمى في المستوى العالي فيجب عليه أن يكون رزينا ومتزنا وأن يفكر جيدا قبل اتخاذ القرار في الميدان من أجل تفادي الأخطاء المتكررة، وكما تعلمون فإن خطأ حارس المرمى يعني تلقي الأهداف التي من شأنها أن تسبب الخسارة لفريقه والجميع يلقي اللوم عليه، وبالنسبة لي فإن الحارس الآخر ڤاواوي يتمتع بإمكانات الحارس الكبير ويؤدي بطريقة جيدة ولا يجازف مثل شاوشي وهو أحسن منه في مثل هذه المباريات وكان على المدرب سعدان أن يعتمد عليه في هذا المونديال لأنه الأخير بالنسبة له على عكس شاوشي الذي لا يزال صغيرا في السن وبإمكانه المشاركة في حال تمكّنت الجزائر من التأهل مستقبلا. إذن نفهم من كلامك أنك ترجح كفة ڤاواوي على شاوشي، أليس كذلك؟ عليك أن تعلم جيدا بأن على حارس مرمى أن يمتاز بإمكانات عديدة قبل المهارات العالية والإمكانات البدنية، فيجب عليه أن يحسن الحديث مع رفاقه وتسييرهم فوق الميدان خاصة المدافعين وتحفيزهم حتى عند تلقي الأهداف، وأنا متأكد أن شاوشي سيتعلم هذه الأمور في المستقبل يكتسب الخبرة اللازمة وعليه فإن ڤاواوي في الوقت الراهن أحسن منه بكثير لأنه هادئ ولديه خبرة طويلة ولطالما قدّم مباريات كبيرة مع منتخب بلاده. هل تعتقد أن كأس العالم ستنتهي بالنسبة للمنتخب الجزائري بعد لقاء هذا الجمعة أمام المنتخب الإنجليزي؟ لا، لدي ثقة شديدة في اللاعبين الجزائريين من أجل تقديم الكثير وعدم الخروج مبكرا من هذه الدورة، فأنا أنتظر حقا منهم في مباراة إنجلترا أن يقدموا مباراة كبيرة وإذا لعبوا بطريقتهم الخاصة والمعروفة فإنهم سيحدثون المفاجأة، ولنتذكر كأس إفريقيا الأخيرة فلا أحد كان يتوقع أن تقصي الجزائر منتخب كوت ديفوار المدجج بالنجوم الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية لكنها أخرجتهم بجدارة في الدور ربع النهائي، وعليه ففي كرة القدم كل شيء ممكن ولا يوجد شيء مستحيل. هل ترى أن الهزيمة التي مني بها المنتخب الإسباني أمام نظيره السويسري ستكون حافّزا للاعبين الجزائريين أمام إنجلترا؟ لا يمكن المقارنة بين هاتين الحالتين، لكن الأمر الأهم بالنسبة لي والأكيد أن الجزائريين قادرون على تقديم مباراة كبيرة أمام إنجلترا وبإمكانهم خطف نقطة التعادل التي ستبقي الحظوظ قائمة من أجل المرور إلى الدور الثاني في حال تحقيق الفوز أمام الولاياتالمتحدة في المباراة الثالثة. مهما كان الحارس الذي سيشركه المدرب سعدان في مباراة إنجلترا، ما هي النصائح التي يمكنك أن تسديها له؟ أتمنى له في البداية أن يقدم مباراة كبيرة ويثق في نفسه وقدرة منتخب بلاده على تحقيقي الفوز في هذه المباراة، على الرغم من أن المنافس هو منتخب إنجلترا أحد أكبر المرشحين إلى التتويج باللقب العالمي، وأطلب من الحارس الذي سيشارك أن يتذكر فقط أنه المسؤول الأول عن هزيمة أو فوز منتخب بلاده وألا يُجازف في هذا النوع من المباريات، وعليه أن يفكر جيدا قبل اتخاذ القرارات ويوجّه رفاقه المدافعين طيلة 90 دقيقة ويتمكن من صد كرات صعبة تمنح ثقة أكبر لزملائه، وكما تعلم فإن حارس المرمى يحاسب في نهاية المباراة بعدد الكرات التي تصدى لها، وعليه أن يبقى مركزا حتى نهاية اللقاء ومن الجيد أن يتصدى لتسديدة من بعيد لكن عليه ألا يستهين بالكرات السهلة لأنها قد تكلفه غاليا وهو ما حدث مع شاوشي في لقاء سلوفينيا عندما تصدى لكرات قوية وصعبة لكنه تلقى هدفا بطريقة ساذجة، وأتمنى للحارس الذي سيشارك حظا وفيرا وأن يشرّف الجزائر والعرب ككل في هذه المباراة التي نعلق فيها آمالا عريضة عليهم ونتمنى التوفيق لإخواننا الجزائريين.