عرفت مواجهة أمس اعتماد الناخب الوطني على الحارس رايس مبولحي عوضا عن الحارس فوزي شاوشي الذي تعذّرت عليه المشاركة بسبب الإصابة التي كان يعاني منها.. ورغم أن الجميع كان متخوفا من مبولحي كون هذه المواجهة هي الرسمية الأولى بالنسبة إليه وأمام منتخب كبير مثل إنجلترا، إلا أنه في النهاية أكد أنه يستحق مكانة في المنتخب الوطني، حيث ظهر بمستوى عال بشهادة جميع المختصين والحراس الدوليين الجزائريين السابقين أمثال سرباح، دريد وعمر حمناد، حيث أوقف جميع تهديدات زملاء لامبارد والجزائر ربحت بطلا آخر يمكنها الاعتماد عليه في اللحظات الصعبة مثلما فعلت مع شاوشي في أم درمان. كسب ثقة كبيرة في النفس بعد الكرة الأولى في بداية اللقاء كان الحارس مبولحي متخوّفا نوعا ما، حيث ظهر عليه ضغط شديد، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحارس يشارك مع منتخب بلاده لأول مرة في منافسة كأس العالم وأمام منتخب كان الجميع ينتظر أن يسحق الجزائر بنتيجة عريضة. ارتكب مبولحي أول خطأ في (د4) لما أراد إعادة الكرة إلى وسط الميدان فأهداها إلى المهاجم روني الذي كاد أن يسجل عليه لولا أن تسديدته مرت جانبية، لكن بعد الكرة الأولى التي تصدى لها في (د29) بعد تسديدة جيرارد كسب مبولحي ثقة كبيرة في النفس ودخل في المباراة كما ينبغي. أنقذ مرماه من هدف محقق في (د32) من بين اللقطات التي تعتبر جديرة بالذكر هي تلك التسديدة التي تصدى لها مبولحي في (د32) والتي سددها المهاجم لامبارد بعد ركنية محكمة، فرغم أن الحارس الجزائري لم يتمكن من رؤية الكرة كما ينبغي بسبب تجمع المدافعين في منطقة العمليات، إلا أن طريقة تمدده وتصديه للكرة تؤكد أنه حارس محترف وله قاعدة جيدة، كما أن تلك اللقطة تشبه الهدف الذي تلقاه شاوشي أمام سلوفينيا والذي يتحمّل فيه جزءا كبيرا من المسؤولية. المنافسة ستشتد بينه وبين شاوشي بعد المستوى الذي ظهر به الحارس مبولحي أمس أمام المنتخب الإنجليزي، من المؤكد أن المنافسة على المناصب ستكون مشتعلة بينه وبين زميله فوزي شاوشي الذي لا ينكر أحد أنه كان وراء تأهل الجزائر إلى المونديال بعد ما قدّمه أمام المنتخب المصري، وهو من سمح لمبولحي بالمشاركة في منافسة كأس العالم بطريقة غير مباشرة بعد تأهل الجزائر، وعلى هذا الأساس فإن الجزائر ربحت حارسين بارعين يمكنها الاعتماد عليهما، وبالمنافسة يرتفع المستوى أكثر لأن كل حارس يريد كسب مكانته الأساسية في التشكيلة الوطنية. سرباح : “كنت متخوّفا من مبولحي لكنه أكد أنه حارس كبير” وقصد التعرف على بعض أراء الحراس الدوليين السابقين حول مستوى الحارس الدولي مبولحي، اتصلنا بالدولي مهدي سرباح الذي شارك في ملحمة خيخون وأطاح بالألمان في مونديال 82 فصرّح قائلا : “في البداية أود أن أؤكد أننا سعداء بهذه النتيجة غير المنتظرة بالنسبة للجميع، لقد أدى المنتخب الجزائري مباراة جميلة، ورغم تواصل العقم في الهجوم، إلا أننا أثبتنا أننا نستحق أن نكون في المونديال، أهنّئ اللاعبين على هذا المردود، أما بخصوص الحارس مبولحي فأرى أنه حارس يملك إمكانات عالية، صحيح أنه في البداية كان متخوّفا نوعا ما وهذا أمر طبيعي لأنه يشارك لأول مرة كأساسي في مباراة رسمية وأمام منتخب مرعب، إلا أنه سرعان ما استرجع ثقته بنفسه في الدقائق الأولى من اللقاء، لقد كان حاضرًا في كل اللقطات من الناحية الذهنية والبدنية، وأنقذ الفريق من هدف محقق في الشوط الأول، لا أخفي أني كنت متخوّفًا منه في بداية الأمر لأنني لا أعرف مستواه وهذا أمر طبيعي، لكن في النهاية كشف أنه يستحق أن يكون في المنتخب“. “لا زلنا بحاجة إلى خدمات شاوشي” أما عن سؤالنا عما إذا كان الحارس شاوشي قد فقد مكانته الأساسية في التشكيلة الوطنية بعد المردود المتميّز الذي ظهر به مبولحي أمس أمام إنجلترا، فأكد مهدي سرباح قائلا : “صحيح أن مبولحي أظهر اليوم مستوى رفيعًا وكان حاضرًا في كل تهديدات المنتخب الإنجليزي، لكن لا يجب أن ننسى أن شاوشي أيضا يتمتع بمستوى عال، وقدم الكثير لهذا المنتخب، يجب تحفيزه وتشجيعه أكثر لأن الجزائر تبقى دائما بحاجة إلى خدماته”. دريد : “مبولحي يستحق أن يكون الحارس رقم 1” من جهة أخرى فقد اتصلنا بالحارس الدولي ناصر دريد الذي شارك مع الخضر في مونديال 86 والذي أكد أنه منبهر بخدمات الحارس مبولحي، موضحا ذلك في قوله : “فعلا أنا راض جدا عن المستوى الذي ظهر به الحارس مبولحي اليوم أمام إنجلترا، لقد كان محضّرا كما ينبغي من الناحية النفسية والبدنية، وزاد اللاعبين ثقة بنفسهم خاصة بعد الكرة الأولى التي تصدى لها، ويستحق أن يكون الحارس رقم واحد في التشكيلة الأساسية الوطنية”. “ضيّعنا فوزًا آخر أمام إنجلترا” أما بخصوص المواجهة ككل فقد أكد ناصر دريد وبكل ثقة في النفس قائلا : “صحيح أننا لعبنا أمام منتخب إنجلترا الذي يعتبر من أقوى الفرق في العالم، لكن بالنظر إلى معطيات اللقاء أرى أننا ضيّعنا نقطتين وفوزا آخر في هذا المونديال، أنا أعي ما أقول، لو كان هناك صانع ألعاب حقيقي في المنتخب الوطني، لتمكن مطمور من التسجيل دون عناء، لكن للأسف ينقصنا اللاعب الذي يتولى تقديم الكرات بدقة إلى المهاجمين، كما أن تغييرات المدرب لم تكن في محلها، ففي الوقت الذي كان من الضروري إخراج اللاعب زياني أخرج سعدان اللاعب بودبوز الذي كان من بين أحسن العناصر فوق الميدان، ودقائق فيما بعد طلب زياني الخروج اضطراريا، وهكذا فقد خسرنا تغييرًا كان سيكون مفيدا أكثر لنا، عموما هذه نتيجة إيجابية ويبقى التفكير الآن في الفوز على الولايات المتحدة”. حمناد : “مبولحي حارس محترف بأتم معنى الكلمة” عمر حمناد الحارس الدولي السابق والمدرب المساعد الحالي في اتحاد البليدة أكد من جهته بخصوص الحارس مبولحي قائلا : “أولا أريد أن أؤكد أني تكهنت قبل المواجهة بانتهائها بالتعادل، وقد حصل ذلك بالفعل، الحمد لله أننا وقفنا الند للند أمام فريق كبير، “ما تبهدلناش” ويجب ألا نستحي كوننا جزائريين، أما بخصوص الحارس مبولحي فأرى أنه يتمتع بإمكانات عالية جدا، صحيح أنه بدأ المواجهة متخوّفا وهذا أمر طبيعي بالنظر الى قيمة المنافسة والمواجهة على وجه الخصوص لكنه أدى دورا كبيرا، وتصرف كحارس محترف بأتم معنى الكلمة”.