كشف أرسين فينڤر مدرّب أرسنال الإنجليزي أنّ المنتخب الوطني اصطدم البارحة بمنتخب أمريكي قوي على جميع المستويات، وهو ما جعل العناصر الوطنية تجد صعوبات بالغة في فرض طريقة لعبها، حيث صرّح قائلا: “يجب أن نحيي الفريقين، ومن سوء حظ المنتخب الوطني الجزائري أنّه اصطدم بمنافس قوّي ومستواه ثابت، لكن هذا لا يمنعني من القول إنّ الجزائر لعبت مباراة في المستوى لكن مشكل نقص فعالية الخط الأمامي بقي يطارد الجزائر منذ المباراة الأولى، فلا يمكن التأهّل إلى الدور الثاني من كأس العالم دون تسجيل أي هدف. غير أنّ هذه التجربة تبقى مفيدة بالنسبة للاعبين الجزائريين في المستقبل”. “نقص خبرة الجزائر صنع الفارق لصالح أمريكا” أمّا عن السبب الجوهري الذي يراه وراء فشل المنتخب الوطني في اقتطاع ورقة الترشح إلى الدور ثمن النهائي، فقال فينڤر: “أعتقد أن عامل الخبرة لعب دورا هاما في هذه المجموعة ولم يخدم الفريق الجزائري الذي عاد إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم بعد غياب طويل، وهذا عكس المنتخب الأمريكي الذي تعوّد على المشاركة في هذه المنافسة، وهو عامل صنع الفارق في مباراة اليوم (يقصد البارحة)، كما أنّ أمريكا تعتمد كثيرا على قوّة المجموعة التي استطاعت الصمود رغم البادية المتعثرة”. وأضاف المدرّب الفرنسي أنّ الجرأة واللّمسة الأخيرة غابت عن عناصر المنتخب الوطني في لقاء أمس، قبل أن يستطرد قائلا: “المستوى العالي يتطلب الموازنة بين العزيمة والهدوء وهذا الأخير كان ينقص الفريق الجزائري”. “خروج زياني أثّر، هو الباترون وتمنّيت رؤيته خلف مهاجم واحد” كما تحدّث مدرّب أرسنال عن كريم زياني الذي قال عنه: “لقد حاول زياني التسديد من بعيد في محاولة لمباغتة الحارس الأمريكي رغم أنّه في بعض الأحيان كان بإمكانه التمرير إلى زملائه، وهذا راجع في نظري إلى الضغط الشديد المفروض عليه وضرورة تسجيل الفريق الجزائري لهدف التقدّم في أسرع وقت من اللقاء. لكن على العموم، أقول إنّ زياني ظهر بمستوى جيّد بدليل أن الفريق الجزائري تأثّر كثيرا بعد استبداله، لأن زياني هو “الباترون” في التشكيلة”. وكان فينڤر كشف قبل مباراة أمس، أنّه كان يتمنى رؤية زياني يلعب في الوسط (وليس على الأجنحة) خلف المهاجم، وليس بالاعتماد على مهاجمين كما فعل سعدان أمام أمريكا، وهي الخطّة التي تقلص كثيرا من حظوظ “الخضر” في الوصول إلى الشباك، حسب فينڤر. “الجزائر تملك كنزا وعليها إستغلاله” ورفض المدرّب فينڤر الربط بين إقصاء المنتخب الفرنسي والجزائري في ظلّ عدم تشابه وضعية الفريقين، حيث قال: “الأمر مختلف كثيرا، فأنا أرى أنّ المنتخب الفرنسي مهيكل من جميع النواحي وبإمكانه العودة بقوّّة في المستقبل القريب، وحتى الجزائر تملك كنزا غاليا يجب استغلاله أحسن استغلال مادام أنّ التشكيلة الحالية نصف تعدادها يقلّ سنّه عن 20 عاما، لذا يجب على الهيئات الرياضية المسؤولة في الجزائر الاهتمام بالتكوين، فلا يخفى على أحد أن المستوى الذي وصل إليه كلّ من زيدان وبن زيمة وناصري لم يكن هكذا، وإنما جاء بفضل التكوين الذي تعتمد عليه كثيرا فرنسا. لذا أنصح دول شمال إفريقيا بضرورة الاهتمام والاعتناء بالتكوين”. واعترف فينڤر في النهاية أنّه يصعب على الجزائر التأهّل إلى الدورة المقبلة من نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.