“هناك حملة ضدي الهدف منها قطع الطريق أمامي حتى لا أعود إلى الخضر وتشويه سمعتي في أوساط الجماهير، لكن بإذن اللّه لن يقدروا على ذلك وربّي معايا” “مشواري الكروي أحسن شهادة وحتى مارادونا تجربته قصيرة في التدريب، فلماذا نجح!؟” “من قال إنني أُبعدت من الجزيرة الرياضية فقد كذب ولا تنسوا أنني أحد مؤسسيها والقدر هو الذي قادني إلى العربية” “الجميع يعرف أنني لم ألعب كأس إفريقيا 1988 بسبب إصابتي الخطيرة والتي حرمتني من الإنتقال إلى إنتير ميلان” لنبدأ من مشاركة “الخضر” في هذا المونديال، كيف تقيّمها باعتبارك تقنيا ولاعبا قديما؟ بما أني مدرب وتقني فقد لاحظت أمورا إيجابية وأخرى سلبية في الفريق الوطني في هذه الدورة، فكأس العالم لها مستوى عال وتشارك فيها منتخبات قوية وبالتالي لا بد من الاستعداد لها جيدا من كافة النواحي. فمقابل ظهور مواصفات منتخب جزائري قوي في الأفق والتشكيلة الوطنية كشفت عن عزيمة وأداء مشرّف، فإن النقائص كانت واضحة لا سيما في المباراة الأولى، فقد ضيعنا على أنفسنا فرصة سانحة لتحقيق الفوز وهو ما كلّفنا غاليا في نهاية الدور الأول. المنتخب السلوفيني كان متواضعا إن لم أقل ضعيفا لكننا للأسف لم نستغل الفرصة. فبالنظر إلى إمكانات لاعبينا مقارنة بالمنافس، يمكن القول إن الفوز كان في متناولنا وهذه المباراة “هي اللّي غاضتني”. ماذا كان ينقص منتخبنا ليفوز؟ شعرت أن اللاعبين لم توضع فيهم الثقة الكافية في الظهور بمستواهم الحقيقي واللعب بارتياح، فالحذر كان السمة السائدة في فريقنا الوطني وأظن أننا ضخّمنا سلوفينيا كثيرا قبل بداية المونديال حتى بدأ يتخيّل لنا أن التعادل يعتبر إنجازا وهو الخطأ الذي وقعنا فيه لأن الميدان كشف أن منتخب سلوفينيا كان منافسا متواضعا جدا والأكثر أننا خرجنا دون أي نقطة أمامه وهذا هو المؤسف. وأمام إنجلترا؟ حتى إنجلترا لم تكن إنجلترا التي نعرفها وواجهناها بحذر شديد، لكن يبقى التعادل نتيجة إيجابية لفريقنا الوطني، كما لم يكن بالإمكان مطالبة اللاعبين أكثر من طاقتهم وبذلوا مجهودات جبارة يستحقون عليها كل التقدير والثناء. لتأتي المباراة الأخيرة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية التي خسرها “الخضر” رغم أنهم كانوا مطالبين بالفوز من أجل التأهّل إلى الدور الثاني؟ كان من المفترض أن نلعب الكل في الكل في هذا اللقاء وكما يقال “ما كان عندنا حتى شي نخسروه” لكننا لم نلعب بطريقة هجومية محضة، فظهر الفرق بين المنتخب الجزائري الذي يهاجم بأقل عدد من اللاعبين والأمريكان الذين هاجموا بعدد كبير بدليل ما حدث في نهاية المباراة، حيث ضيع صايفي فرصة سانحة ولكن في هجوم معاكس لأمريكا كان هناك خمسة لاعبين في 18 م للحارس مبولحي. فالإشكال كان في شخصية اللاعبين فوق الميدان الذين لم يغامروا كثيرا ربما لنقص خبرتهم أو لتعليمات تلقوها من الطاقم الفني، فمن غير المعقول أن نجد مهاجما واحدا معزولا في وقت لم يكن أمامنا أي خيار آخر إلا تسجيل الأهداف والفوز إذا كنا نريد التأهل. هل نفهم من كلامك أن خطة سعدان لم تكن ناجعة ولم يحسن التصرف مع المقابلات الثلاث؟ أحترم سعدان ولست هنا لانتقاده، فلكل مدرب طريقته في العمل وخططه ومنهجيته. هناك مدربون يعتمدون على الهجوم بأكبر عدد من اللاعبين وآخرون يلعبون بحذر مع تأمين المنطقة الخلفية ومحاولة مباغتة المنافس بهجمات معاكسة. لكن أمام أمريكا الكثير من المحليين والتقنيين عاتبوا سعدان على عدم مغامرته في الهجوم وهو المطالب بالتسجيل والفوز في مباراة مصيرية، أليس كذلك؟ الكرة الحديثة تفرض على كلّ اللاعبين أن يدافعوا كلهم ويهاجموا كلهم في الوقت نفسه، كما نراه مثلا في المنتخب الألماني. فالمشكل في المنتخب الوطني أن المهاجم الوحيد كان معزولا وبين الوسط والهجوم كانت هناك مسافة بعيدة، في وقت كان من المفترض أنه عندما تكون الكرة بحوزتنا في الهجوم يتقدّم لاعبو الوسط والدفاع إلى الأمام حتى يحدث التفوّق العددي على المنافس ونضغط عليه في منطقته، وهذا للأسف لم نره ولم يقم به الفريق الوطني. بعد نهاية مغامرة”الخضر” في جنوب إفريقيا، كثر الحديث عن خليفة سعدان واسمك تردّد بقوة لتولي العارضة الفنية للمنتخب الوطني، أين الرسمي من كل هذا؟ الشيء الرسمي أنني لم أتلق أيّ اتصال من أي مسؤول في الاتحادية، لذا لا يمكنني الحديث عن موضوع عودتي لتدريب المنتخب الوطني مادام أنه لا يوجد عرض رسمي. ولكنك تعرف أن غالبية الجماهير الجزائرية تطالب بعودتك وترى فيك المدرب المناسب في هذه المرحلة لقيادة المنتخب؟ أستغل هذه الفرصة لكي أشكر الجمهور الجزائري جزيل الشكر على الثقة الكبيرة التي يضعها في شخصي ومطالبته الدائمة بعودتي لتدريب “الخضر“، هذا يشرّفني وبالمقابل يجعلني أشعر بأني لازلت مُدانا لهذا الشعب العظيم بعدما كنت لاعبا وكنت أحاول دائما أن أفرحه، واليوم بعدما أصبحت مدربا وتقنيا لازلت أحسّ الشيء نفسه. أقول للجمهور الجزائري الذي يريد ماجر مدربا ل “الخضر”: الله غالب القرار ليس في يدي. أتفسّر عدم اتصال “الفاف” بك إلى حدّ الآن يعود إلى الخلافات القديمة التي كانت لك مع روراوة وبالضبط منذ المباراة الودية أمام بلجيكا سنة 2003 ليتبعه قرار إبعادك من تدريب المنتخب؟ صحيح أنه وقع مشكل حينها، لكن بعد مدة اكتشف روراوة بأنه “غلطوه”. وضّح أكثر؟ حتى أؤكد بأن علاقتي مع روراوة طيبة ونسينا الماضي ولست الإنسان الحاقد على الآخرين، هو أننا تصالحنا منذ حوالي ثلاث سنوات بالضبط في مطار “شارل ديغول” في فرنسا، حيث تحدثنا لمدة طويلة وتكلمنا عن كلّ شيء وقال لي بالحرف الواحد إنه ذهب ضحية بعض الأشخاص “اللي غلطوه“، وأنه تسرّع في قرار إقالتي قبل أن يحقّق في القضية. وما هو تفسيرك لمن يحاول أن يقّلل من وزنك في الساحة الكروية الجزائرية كالإشارة مثلا إلى أنك رفضت المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم التي جرت في المغرب سنة 1988؟ البعض يحاولون بشتى الطرق النيل مني وتشويه صورتي وسمعتي وعندما لم يجدوا شيئا أصبحوا “ينبشو” في الماضي، لكن المؤسف أنهم يزّيفون الحقائق فيما حدث في كأس افريقيا للأمم في المغرب سنة 1988. الحمد لله أن الشعب الجزائري يعرف جيدا “واش يسوا ماجر”، ولم أرفض في حياتي الفريق الوطني. فعدم مشاركتي في “كان” 1988 يعود إلى أنني كنت مصابا بتمزّق عضلي، كنت في ذلك الوقت لاعبا في نادي “فالنسيا” الإسباني وربما لا يزال الكثيرون يتذكرون الإصابة الخطيرة التي تعرّضت لها والتي أبعدتني عن الميادين أربعة أشهر كاملة، فكان من المستحيل أن أكون حاضرا في تلك الدورة. وأضيف شيئا آخر. ماهو؟ تعرفون كذلك أنني كنت أمضيت في نادي الإنتير الإيطالي، لكن إدارة هذا الفريق ألغت العقد بعدما اكتشفت خطورة إصابتي. هذا دليل قاطع أنني لم ألعب دورة المغرب مع “الخضر” بسبب الإصابة، بالرغم من أنني أعرف أن كل الجزائريين يعرفون ذلك ولست في حاجة لكي أقنعهم مرّة أخرى. ولن أتحدّث عن هذا الموضع ثانية. ولماذا في رأيك يحاول البعض التقليل مما قدّمته للكرة الجزائرية؟ ربما لهم أغراض من وراء ذلك يريدون الوصول إليها لكنهم لن يتمكنوا من ذلك. ماجر هو ماجر الذي يعرفه الشعب الجزائري ودافع عن الألوان الوطنية منذ 1978 إلى 1992 وكنت ألبّي الدعوة دون تردّد ومهما كانت العواقب مع فريقي الذي ألعب له. بعد دورة 1988 لماذا يتنكّرون لما حدث بعد ذلك عندما قدت المنتخب في دورة الجزائر سنة 1990 إلى التتويج بأول كأس إفريقية للأمم. الفضل لا يعود إليّ بل إلى كل اللاعبين والطاقم الفني والجمهور و”درنا اليد في اليد” لكي نهدي الجزائر أول كأس إفريقية للأمم، أليس هذا دليلا آخر يقطع ألسنة من انتقدوني بسبب غيابي عن دورة المغرب وأنا الذي كنت مصابا إصابة بليغة. نفهم من كلامك أنك متيّقن بأن هناك حملة ضدك؟ نعم، فلا يوجد أي تفسير لما اكتشفته مؤخرا سوى أن هناك حملة ومؤامرة ضدي يدبّرها البعض الغاية منها تشويه صورتي في أوساط الجمهور الجزائري حتى يقطعوا أمامي طريق العودة إلى تدريب المنتخب الوطني، فإذا أرادوا أن لا أدرّب الفريق الوطني يقولوها صراحة وسأتقبّل الأمر لكن ليس باللجوء إلى سيناريو مفتعل لتشويه سمعتي حتى يصدّقهم الجمهور، لكنهم بإذن الله لن يتمكنوا من ذلك و“ربي معايا” فهناك حتى من يشكك في كفاءتي وفي أنني أملك شهادة مدرب. ما هي إذن الشهادات التي تملكها حتى يكون الأنصار في الصورة؟ وما هي فائدة أن أقنع الجمهور بشهاداتي في ميدان التدريب، فمشواري الطويل والحافل بالألقاب والإنجازات مع المنتخب أو الفرق التي لعبت لها وخبرتي الطويلة في الميادين أحسن شهادة بالنسبة لي، ورغم ذلك أقولها للمرة الأخيرة ماجر متحصل على شهادة تدريب من الاتحادية الجزائرية وأخرى من وزارة الشباب والرياضة وشهادة عليا من الاتحادية الفرنسية من مركز “كليرفونتان” أمضى عليها المدرب القدير “إيمي جاكي”. تحاول التأكيد على أنك أهل لتدريب المنتخب الوطني وقادر على النجاح في هذه المهمة ... حتى مارادونا لا يملك مشوارا طويلا في ميدان التدريب لكنكم تشاهدون ما يفعله مع منتخب الأرجنتين، فالمهم ليس اسم المدرب أو شهاداته بقدر ما يهم أن يكون محاطا بطاقم فني كفؤ ويجد الحماية من مسؤولي الاتحادية. النجاح هو ثمار عمل جماعي وليس المدرب وحده “لازم وضع اليد في اليد” من أجل هدف واحد. لماذا ابتعدت عن ميدان التدريب كل هذه السنوات؟ أشكرك على هذا السؤال لأن هناك من يعتقد أن ماجر لم تصله أي عروض ليدرّب فريقا أو منتخبا، بالعكس فالعروض تهطل عليّ في كل موسم لكنني أرفض قيادة فريق معين ثم أستقيل بعدها، فسبب عدم تدريبي أي فريق منذ سبع سنوات أنني لا أقبل أن يتدخل أحد في صلاحياتي أو يملي عليّ أوامره لأنني في هذه الحالة سأفشل في مهمتي. الرئيس الوحيد الذي كانت تربطني به علاقة جيدة هو الشيخ فهد رئيس نادي الوكرة إذ ساعدني كثيرا ومنحني كل الظروف للقيام بعمل جيد فكانت النتائج باهرة وتاريخية لهذا النادي، ففي موسم واحد توّجنا بثلاثة ألقاب هي كأس الشيخ جاسم، كأس ولي العهد ولقب الدوري. وهل وصلتك عروض جادة في الآونة الأخيرة؟ لابد أن تعرفوا أن ماجر طيلة حياته لم يطرق بابا ليبحث عن عمل. الحمد للّه الناس كلها تحترمني في كل بقاع العالم وهذا أمر أعتز به كثيرا ولن يقدّر بثمن، وهنا أكشف لك أنني منذ أسبوعين فقط تلقيت رسالة إلكترونية من مسؤول ناد سعودي كبير يطلب فيها خدماتي، لكن إلى حد الآن لم أرد على عرضه. قيل الكثير عن انتقالك من التحليل في “الجزيرة الرياضية“ إلى “العربية“ وهناك شائعات تقول إنك أُبعدت من “الجزيرة“، هل لك أن توضّح لنا الأمور جيدا؟ قلت إنها إشاعات وتبقى كذلك لأن الحقيقة أن القدر قادني إلى قناة “العربية” بعدما قضيت سبع سنوات في الجزيرة. كان لي الشرف أني كنت أحد مؤسسي قناة “الجزيرة الرياضية“ ولا تنسوا ذلك وساهمت رفقة أيمن جادة في بعث الدوري الإسباني لأول مرة من الدوحة. صحيح أنني كمحلل هناك من أعجبه في تحليلاتي وهناك من لا أعجبهم وهذا أمر طبيعي جدا مثل المدرب، لكن الأكيد أن علاقتي بهذه القناة طيبة جدا لكن “المكتوب خلاص معاها” فقط، ومن قال إنني أُبعدت منها فقد كذب. اليوم أنا محّلل في “العربية“ ومرتاح جدا فيها وفي ميدان التحليل الذي تعلّمت فيه أمورا كثيرة حيث اكتشفت الأخطاء التي يقع فيها المدربون واللاعبون وذلك تجربة مفيدة جدا لي في المستقبل. نتمنى لك كل التوفيق وفي فرصة قادمة إن شاء الله ... شكرا وأبلغ سلامي الحار عبر “الهدّاف” إلى كل الجمهور الجزائري وقراء الجريدة.