منذ أن وعينا على الدنيا صغارا وبدأنا نتابع أفلام الكرتون على شاشات التلفزيون بالأبيض والأسود كنا نغضب ونزعل عندما نرى كلمة لم نعرف كيف نقراها ولكننا كنا نعرف معناها .... وهي The endكنا نعرف أنها تعني النهاية وعلى أيامنا لم يكن هناك ديشات ولا صحون لاقطة ولا أنترنت ولا يوتيوب ولا فضائيات بل تلفزيون واحد وحيد محلي يعرض أفلام الكرتون خمس مرات في الأسبوع ولمدة ربع ساعة وفي أحسن الأحيان نصف ساعة وكان علينا محاولة التقاط قناة حكومية جارة ولكن ظروف الجو هي التي كانت تتحكم بمصائرنا التلفزيونية... نفس المشاعر أحس بها اليوم وأنا أتابع نهاية المونديال الإفريقي الأول في التاريخ وأكتب قبل النهاية الفعلية للمونديال فلا أعرف اسم المتوج وهل هو إسبانيا أم هولندا وكلاهما يستحق اللقب لأن من يفوز على ألمانيا والبرازيل يستحق أن يلعب في النهائي ... كما أن هولندا هي التي اخترعت الكرة الشاملة وإسبانيا هي بطلة أوروبا ونجومها خليط من نجوم برشلونة وريال مدريد وإن كان الفعالون منهم هم أبناء المدرسة الهولندية التي دربت براعم البارصا وكباره ومنهم ميكلز وكرويف وفان غال وغوارديولا ولعب العشرات منهم في النادي الكاتالوني وهو ما منح الكرة الأسبانية نكهة قريبة الملامح من الهولندية وإن كان الدوري فيها أحلى وأمتع وأجمل وأقوى من شقيقه الهولندي الذي يتميز بأنه مفرخة لنجوم الكرة ومركز تصدير عالمي لهم ... اليوم هو الأخير للمونديال و“الهداف “ هي المساحة التي كنا فيها معكم خلال كأس العالم وفي يوم كتابة هذه المقالة وهو يوم المباراة النهائية في أول مونديال إفريقي وأول مونديال تصل فيه إسبانيا للنهائي أقول للكرة الجزائرية بأنك شرفتينا حتى لو لم تفوزي لأن الفوز ليس هو المعيار الوحيد للعطاء بل الرجولة في الأداء والقتالية في الملعب حتى النفس الأخير والأهم أنكم كسبتم منتخبا واعدا وأبقيتم على الشيخ رابح سعدان وان شاء الله نلتقي في بطولات أخرى. كل عام وانتم بخير وكل مونديال وانتم بألف خير