كانت “الهدّاف” قد كشفت منذ أيام قليلة عن الاحتمال الكبير لتدعيم المدرب عبد الكريم بيرة العارضة الفنية للمنتخبين المحلي والأولمبي، ليكون إلى جانب المدرب الوحيد حتى الآن عبد الحق بن شيخة، وكنا قد تطرقنا إلى تفاصيل الاتصال الذي تم بينه وبين هذا الأخير بطلب من رئيس “الفاف” روراوة، وها هي الرؤية تتضح حسب مصادرنا التي كشفت لنا أنّ بيرة قرّر أن يشرف على العارضة الفنية للمنتخبين المحلي والأولمبي إلى جانب بن شيخة في المستقبل، بعدما اقتنع بالمشروع الكبير الذي تنوي الاتحادية ومختلف المسؤولين على الرياضة في البلاد القيام به، فغلب مصلحة الوطن، ولبى نداء الواجب، ورفض كلّ العروض التي أتته من هنا وهناك، والتي كانت آخرها عروض رائد القبة، النادي الإفريقي (كي يخلف براتشي الذي لم يقنع المسؤولين هناك) والنصر والأهلي الليبيين. حديث سيجمعه بروراوة عن قريب وحسب مصادرنا الموثوقة فإنّ بيرة منح موافقته النهائية للمدرب بن شيخة ظُهر أمس، وذلك بعدما كان هذا الأخير في انتظار ردّه النهائي حول ما اقترحه عليه منذ أيام قليلة، حيث اتفقا حول الخطوط العريضة للصلاحيات والبرنامج الذي سطّره بن شيخة في وقت سابق، في انتظار الحديث الذي سيجمع روراوة وبيرة في الأيام القليلة القادمة لترسيم انضمامه إلى العارضة الفنية للمنتخبين الثاني والثالث. كان مرشّحًا بقوة لمساعدة سعدان ولكي نذكّر القارئ بما كنا قد كشفنا عنه من قبل، فإن بيرة كان مرشحا أكثر من أي مدرب آخر لتدعيم العارضة الفنية للمنتخب الأول، حيث كان قد تلقى اتصالا من أطراف مقربة جدًا من رئيس “الفاف” روراوة الذي كان يرغب في الاستفادة من خبرته وكفاءته في المنتخب الأول، غير أنه تلقى في الفترة ذاتها اقتراحًا ثانيًا بتدعيم العارضة الفنية لبن شيخة، فوافق على الاقتراح الثاني في انتظار ترسيم ذلك عن قريب، هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطراف ممن اعتادت الاصطياد في المياه العكرة، أزعجها تداول اسم بيرة لتدعيم العارضة الفنية للمنتخب الأول، فسعت بكل قوة حتى لا يتحقق ذلك بما أن الأمر لا يخدم مصالحها الشخصية، وها هو بيرة يسهّل المهمة على تلك الأطراف بتفضيله العمل مع بن شيخة على رأس المحليين والأولمبيين، في انتظار انضمام طرف ثالث لتشكيل طاقم محلي من ثلاثة مدربين. مبادئ، شخصية، حنكة، صرامة، كفاءة وتجربة كلها عوامل تجمعه وبن شيخة وبغض النظر عن العلاقة الوطيدة التي تجمعه ببن شيخة، فإن ثمّة عوامل عدّة تجمع بيرة والمدرب السابق للنادي الإفريقي، ما يرشحهما للذهاب بعيدا على رأس المنتخبين المحلي والأولمبي اللذين يعدان مستقبل الكرة الجزائرية بعد المنتخب الأول، فللرجلين مبادئ يرفضان أن يدوس عليهما أي أحد مهما كان، وما رد بن شيخة العنيف على مدرب وفاق سطيف زكري في “الهدّاف” أمس إلا خير دليل على ذلك، وللرجلين شخصية قوية للغاية تسمح لهما بفرض نفسيهما وآرائهما داخل المجموعة مهما كانت قيمة ووزن العناصر التي سيدربانها، فضلا على حنكتهما، صرامتهما، خبرتهما، تجربتهما وكفاءتهما في مجال التدريب، وهي كلها عوامل ترشحهما لفعل الكثير والكثير على رأس المنتخبين. قادران بخبرتهما على إعادة الاعتبار للمحليين ولم يعد يخفى على أحد أن ورقة اللاعب المحلي وباستثناء منصب حراس المرمى، قد سقطت نهائيا من حسابات الطاقم الفني للمنتخب الأول، حيث صارت الأوراق مكشوفة بأن الرهان على اللاعبين المحترفين سيتواصل إلى أمد طويل وبعيد، غير أن بن شيخة وبالتنسيق مع ذراعه الأيمن الجديد بيرة قادران على بعث الروح من جديد في اللاعب المحلي، وقادران على رد الاعتبار للمنتخب المحلي حتى يكون ولمَ لا خزانا هو والمنتخب الأولمبي للمنتخب الأول الذي سيحتاج عاجلا أم آجلا إلى نَفَس جديد، مثلما هو في أمسّ الحاجة في الوقت الحالي إلى العصافير النادرة التي تحد من العقم الذي يعرفه في الهجوم. كأس إفريقيا 2011 بالسودان فرصة لهما ولسنا إلا على بعد ستة أشهر فقط عن أول تحدٍ سيخوضه المنتخب المحلي هناك بأرض الخرطوم بالسودان، عندما يشارك خلال شهر جانفي من السنة المقبلة في أول كأس إفريقية للمحليين، وهي فرصة لهذا المنتخب وللاعب المحلي كي يثبتا ذاتيهما، وفرصة للطاقم الفني بقيادة بن شيخة وبيرة كي يثبتا كفاءتهما الكبيرة في هذا المجال، وهي الكفاءة التي ترشحهما في الحقيقة للإشراف مستقبلا حتى على المنتخب الأول، ما دام الميدان والواقع حتى الآن قد أثبتا أنهما رجلا ميدان بأتم معنى الكلمة، وما الأندية الكبيرة التي أشرفا على تدريبها إلا خير دليل على ذلك. بيرة أعلم مسيّري القبة أول أمس وباحترافية كبيرة تصرّف المدرب بيرة بعدما اتخذ قرار تدعيم العارضة الفنية للمنتخبين، حيث عقد جلسة مع مسيّري فريق رائد القبة الذي كان مرشحا لتدريبه الموسم القادم، واعتذر لهم عن تولي المهمة بعدما شرح لهم الأسباب الحقيقية التي كانت وراء تراجعه هذا، فتفهّم المسيّر مشري والشخص الذي اشترى الحصة الأكبر من الأسهم الأمر، وتأكدوا من أن الرجل لبى نداء الوطن، ورفض أن يغلق الباب في وجه المنتخب الوطني الذي هو في أمسّ الحاجة إليه، وافترق الطرفان بالابتسامة وبتمني كل طرف حظا سعيدا للآخر رغم مرارة الأمر على مسيّري القبة الذين بنوا مستقبل ناديهم على بيرة وخبرته حتى يقود الفريق إلى بر الأمان الموسم القادم. الموقع الرسمي ل “الفاف” سيؤكد الخبر ومباشرة بعد إعطائه موافقته النهائية لبن شيخة أعلم هذا الأخير رئيس “الفاف” روراوة بالأمر، فما كان هذا الأخير إلا أن طالبه بأن يعلمه بأنه سوف يلتقيه لترسيم الاتفاق على أرض الواقع فور عودته إلى أرض الوطن في الأيام القليلة المقبلة (روراوة يتواجد في عطلة). فيما سينشر موقع “الفاف” خبر تعيين بيرة إلى جانب بن شيخة مدربًا للمنتخبين المحلي والأولمبي في الساعات القليلة القادمة.