لم تكن تتوقع الاتحادية المغربية لكرة القدم أن التعاقد مع المدرب إيريك غيراتس سيثير جدلا واسعا في الأوساط المغربية، خصوصا أن كل المختصين في المغرب كانوا يريدون التعاقد مع مدرب كبير يمكنه أن يتحكم في مجموعة اللاعبين المحترفين المغاربة الذين أثاروا الجدل بعد إقصاء المنتخب المغربي من نهائيات كأس العالم، حيث كشف العديد منهم أن الصراعات الداخلية في المنتخب المغربي بين مجموعة اللاعبين المحترفين في هولندا والآخرين المحترفين في فرنسا وبلجيكا هي التي أدت إلى النتائج المتواضعة للمنتخب المغربي التي تحصّل عليها بمناسبة الاقصائيات المزدوجة لكأس العالم وكأس إفريقيا 2010. الجرائد السعودية تتكلّم عن ارتباط غيراتس مع الهلال وما زاد من سخط المغاربة بعد التعاقد مع المدرب البلجيكي هو ما نشرته الجرائد السعودية ومن بينها جريدة عكاظ الواسعة الانتشار بالمملكة السعودية، والتي أشارت بأن غيراتس لازال مرتبطا بعقد ساري المفعول مع نادي الهلال السعودي إلى غاية جوان 2011، وقالت أيضا أن زعيم الأندية السعودية لا ينوي أن ينهي تعاقده مع المدرب البلجيكي إلى غاية نهاية مغامرة النادي في البطولة الآسيوية التي يشارك فيها، خصوصا أن الاتحادية المغربية لكرة القدم بقيادة رئيسها علي الفاسي الفهري لم تعلن بعد تاريخ استلام غيراتس مهامه رسميا على رأس المنتخب المغربي، وهذا ما جعل الجدل يتسع بين وسائل الإعلام المغربية التي لم يعجبها حال أسود الأطلس وانتقدت التعتيم الذي صاحب التعاقد مع المدرب السابق لأولمبيك مرسيليا. راتب غيراتس لا زال يشغل الرأي العام المغربي عدم كشف الاتحادية المغربية لكرة القدم عن بنود العقد الذي أمضى عليه المدرب البلجيكي بعد مفاوضات طويلة مع الاتحادية المغربية جعل الإشاعات تنتشر بسرعة في الشارع المغربي، حيث تحدّث الكثيرون عن أن غيراتس يتقاضى شهريا ما قيمته 250 ألف أورو، إضافة إلى استفادته من عدة امتيازات أخرى كبيت وسيارة فخمة، وهو ما جعل الأشقاء في المغرب يثورون في وجه الاتحادية المغربية من أجل الكشف عن الراتب الحقيقي لغيراتس، وهو ما لباه وزير الشباب والرياضة المغربي بلخياط حيث نفى ما تداولته وسائل الإعلام المغربية في إجابته عن أحد أسئلة البرلمانيين المغاربة، وقد أعلنت وسائل الإعلام المغربية أن راتب غيراتس يتراوح بين 80 ألف إلى 100 ألف أورو شهريا، وهو ما فنّدته بعض الأطراف التي قالت أن رئيس الاتحاد المغربي كان عليه من البداية أن يكشف على العقد الذي أمضى عليه التقني البلجيكي بكل شفافية لأن المغاربة –حسبها - يملكون الحق في معرفة كم يتقاضى مدرب منتخبهم الوطني، بالإضافة لهذا كتبت “هسبريس“ وهي جريدة مغربية إلكترونية أن العقد الذي يربط الجامعة المغربية لكرة القدم مع المدرب إريك غيراتس، لا ينص في بنوده على تجريم كشف المدرب عن قيمة راتبه الشهري للرأي العام، فإذا ما رغب في الكشف عنه، فذلك من حقه. وزير الرياضة المغربي : “غير صحيح أن راتب غيراتس قيمته 250 ألف أورو“ وفي نفس الصدد وبعد أن أصبح راتب غيراتس حديث العام والخاص في المغرب، طلب أحد البرلمانيين المغاربة من وزير الشباب والرياضة المغربي أن يجيب عن سؤاله المتعلق بالكشف عن المبلغ الحقيقي الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي، وهو ما حدث فعلا حيث خصص الوزير المغربي بلخياط وقتا للإجابة عن سؤال النائب المغربي، ونفى أن يكون راتب غيراتس قد وصل لقيمة 250 ألف أورو، وقال أن وزارته قامت بتحريات خاصة من أجل معرفة راتب غيراتس، لكنه لمّح في الأخير إلى أن راتب المدرب البلجيكي مرتفع بالنظر إلى أن أجر المدربين في العالم وصل تلك الدرجة، حيث قال : “غير صحيح ما تداولته بعض وسائل الإعلام من أن راتب الناخب الوطني يبلغ 250 ألف أورو، فقد قامت الوزارة بتحريات لدى رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، حيث تبيّن لها أن هذا الخبر بعيد عن الصواب“. وأضاف في هذا الصدد : “قمنا بدراسات لرواتب المدربين وبالفعل وجدنا بأن رواتب المدربين سواء في المغرب أو في العالم هي رواتب عالية جدا، تفوق في بعض الأحيان رواتب رؤساء الوزراء“. الكل في المغرب كان يطالب ب “بادو زاكي” تعاقد الاتحاد المغربي مع مدرب أجنبي جعل الأوساط المغربية تتوقّع فشل وصول منتخبها إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة، خصوصا بعد وقوعها في مجموعة تضم الجزائر والتي يتأهل منها منتخب واحد فقط، وتحدثت عن التجارب الفاشلة للمدربين الأجانب الذين سبق لهم الإشراف على أسود الأطلس من بينهم “روجي لومار” و“هنري ميشال” في تجربته مع المغرب سنة 2008. وقد طالب المغاربة بالتعاقد مع الحارس السابق في سنوات الثمانينيات بادو زاكي الذي استطاع أن يصل بالمنتخب المغربي إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم بتونس سنة 2004 وخسره أمام البلد المنظم تونس، وما زاد من إلحاح المغاربة للتعاقد مع المدرب المحلي هو نجاح تجربتي الجزائر ومصر مع المدرب المحلي، حيث استطاع الشيخ رابح سعدان أن يقود الجزائر إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة، و كذا نجاح حسن شحاتة في تحقيق رقم قياسي مع المنتخب المصري بفوزه بثلاث كؤوس إفريقية متتالية، لكن الخلافات الحاصلة بين زاكي والاتحاد المغربي لكرة القدم لم تمكّنه من الوصول للإشراف على منتخب بلاده.