في إحدى ندواته الصحفية السابقة، ذكر المدرب السابق ل"الخضر" رابح سعدان عددا من الأسماء التي نالت إعجابه في البطولة المحلية. وذكر بالاسم حارس بجاية سدريك ومدافع البرج وقتها عبد الرحمان حشود، الاسم الذي يسطع في سماء الكرة الجزائرية والذي وإن تأخر سعدان في دعوته، فإن الأمر قد يختلف مع خليفته بن شيخة الذي وجه الدعوة للاعب الوفاق في خطوة أولى نحو دعوته للمنتخب الأول، خاصة في حال ما واصل ابن العطاف تألقه هذا، وأكد على موهبته الكبيرة كمدافع عصري من الدرجة الأولى. الانطلاقة من شباب العطاف من مواليد 2 جويلية 1988، خطا عبد الرحمان حشود أولى خطواته مع الكرة المستديرة في أحياء وشوارع مسقط رأسه بالعطاف(ولاية عين الدفلى)، وقدر لموهبته أن تنمو وتتطور بعد أن انضم باكرا لفريق المدينة الشباب في فئة الأصاغر، ليمكث هناك أربع سنوات قبل أن يرتقي لموسم واحد مع الأشبال ومنها للأواسط. وهنا بدأ يلفت إليه الأنظار، خاصة بعد أن انضم للمنتخب المدرسي الذي قاده لتحقيق أمنيته في اللعب للنادي الذي يناصره مولودية الجزائر. باجي والنجوم يقطعون عليه الطريق وصل الصغير حشود للمولودية التي بأحلام كبيرة للسير على خطى قدوته عامر بن علي، لكن أحلامه تبخرت بعد أن اصطدم بالأسماء الكبيرة التي كانت تعج بها تشكيلة المدرب أنريكو فابرو، يتقدمها فيصل باجي، وأدرك ابن العطاف سريعا أنه لن يحظى بفرصته أمام هؤلاء ومصلحته كانت تقتضي الرحيل لنادٍ يمنحه فرصته كاملة. ولم يكن ليعرف أن المعطيات ستتغير نحو الأفضل ويحصل على فرصته مثلما كان الحال مع زملائه آنذاك في فريق الأواسط كودري، بوشامة وعمرون بالخصوص، لتقتصر تجربة حشود على موسم واحد غادر بعده نحو البرج. معوش يقوده للأهلي وتيكسيرا يحوله لمدافع وكانت الأيام القليلة التي قضاها حشود في المولودية كافية ليكشف فيها على علو كعبه، هذا ما أدركه لاعب الفريق السابق كمال معوش الذي عرض عليه أخذ فرصته في أهلي البرج، وهو الذي حوله إلى هناك. وهو ما أدركه مسيرو الفريق لاحقا لما علموا بتوقيعه هناك وتضييعهم واحدا من أبرز مواهب الفريق في السنوات الماضية. وهذا لم يكن يهم اللاعب كثيرا بقدر ما كان يبحث على فرض نفسه في تجربته الجديدة التي بدأها مع المدرب البرتغالي تيكسيرا الذي وإن لم يترك بصمته على الأهلي بعد أن غادر سريعا إلا أنه ترك بصمته على حشود لما طلب منه في مباراة أمام عنابة التحول من منصبه الأصلي كوسط ميدان هجومي لظهير أيمن، قرار سيقلب مسيرة اللاعب الذي تألق وأبدع فيه. ظهير أيمن يحرز 22 هدفا وبكل الطرق وخلال ثلاثة مواسم قضاها في البرج، برز فيها حشود بشكل لافت، خاصة أنه لم يكن مجرد ظهير أيمن عادي يكتفي بتغطية منطقته، بل كان أهم أوراق كل المدربين الذين تعاقبوا على الأهلي، بن يلس، دريد، يعيش، مشري وغيرهم، سيما أنه صار ورقة هجومية إضافية بإحرازه العديد من الأهداف بلغ مجموعها 22 هدفا ما بين البطولة والكاس، أغلبها من كرات ثابتة التي يجيدها بفعالية كهدفه في مرمى اتحاد العاصمة أو كرات على الطائر كما فعل في أحد أجمل أهدافه وكان ذلك في وهران في مرمى جبارات، أو من انطلاقاته وانفراداته بالمرمى كما فعل في مباراة ربع النهائي للكأس أمام العلمة لما أحرز هدف التأهل أو هدفه من زاوية مغلقة على فريقه المفضل المولودية وحارسها بن حمو. الوفاق سيفتح له الآفاق وبعد موسم ثالث أقل تألقا ومع ذلك كان من بين أحسن لاعبي الفريق، فضل حشود مغادرة الأهلي للانضمام للجار وفاق سطيف في نقلة نوعية له، ستفتح له آفاقا جديدة لم يكن ليحققها مع الأهلي المتخبط في مشاكله الإدارية في كل موسم. المهمة لم تكن سهلة مع تواجد أفضل ظهير أيمن في الجزائر خلال العشرية الأخيرة سليمان رحو، لكن هذا لم يمنع حشود من فرض نفسه سريعا مع ناديه الجديد من خلال مشاركاته في مباريات المجموعات من دوري أبطال إفريقيا. صحيح أنه لم يسجل لحد الآن وعانده الحظ لما رد القائم والعارضة كراته في ثلاث مناسبات أمام الترجي، إلا أنه كان الأفضل بين زملائه رغم أنه شارك في ثلاثة مناصب مختلفة. وأكيد أن القادم أفضل، خاصة بعد هذه الدعوة التي وصلته من المنتخب المحلي. صراع مرتقب مع مفتاح للوصول للمنتخب الأول وبعد أن أحال سليمان رحو على مقعد البدلاء لأول مرة، وهو إنجاز ليس في متناول أي لاعب، يتأهب حشود للالتحاق بتربص المنتخب المحلي بمعنويات عالية. وهناك سيكون في مواجهة مباشرة مع منافس قوي في شخص ربيع مفتاح من أجل الوصول للهدف الأغلى وهو حمل الألوان الوطنية لدى الأكابر. ويبدو حشود في رواق أفضل، خاصة أنه يتفوق على منافسه في بعض الميزات الهجومية ومردوده أكثر استقرارا من لاعب بجاية الحالي. ويرشح حشود بالتالي للوصول سريعا للنخبة الوطنية، وهو حل جيد لمشكل الظهير الأيمن الذي تعاني منه التشكلية الوطنية. حشود لا يضع سقفا لطموحاته لأنه بعد المنتخب فهو يتطلع لخوض تجربة الاحتراف في أوروبا، والمنتخب الأول سيكون بوابته لتحقيق هذه الغاية. ------------- حشود: "هدفي المنتخب الأول ولا أرى نفسي صغيرا عليه" كيف استقبلت دعوتك الجديدة لمنتخب المحليين؟ أكيد أن دعوة المنتخب الوطني أمر مفرح لأي لاعب جزائري يتطلع لتشريف الألوان الوطنية، وستكون حافزا كبيرا بالنسبة لي من أجل العمل أكثر حتى أبرهن على أني أستحق ثقة المدرب الوطني. هي ليس أول دعوة بالنسبة لك؟ صحيح، بن شيخة كان قد وجه لي الدعوة في تربص سابق رفقة زميلي وصديقي المقرب جدا بيطام، لكنه لم يدعوني فيما بعد، فهو أكيد يملك أسباب ذلك. وهذا لا يهم الآن، والأهم أني سأكون مع المنتخب مرة أخرى وعلي أن أعمل حتى أفرض نفسي أكثر. فرضت نفسك سريعا في الوفاق رغم وجود رحو؟ يجب أن أقول إن لي الشرف أن ألعب بجوار لاعب كبير مثل سليمان رحو، الذي كنت في وقت قريب أتفرج عليه وأتمتع بطريقته في اللعب. شرف لي أن أجد نفسي مع كل هذه الأسماء في وفاق سطيف، وتواجد رحو في الفريق يخدمني أكثر لأني أتعلم منه وأستفيد كثيرا من خبرته الطويلة. في المنتخب المحلي ستجد منافسا قويا في شخص مفتاح؟ مفتاح أيضا مدافع ممتاز، وتواجده في المنتخب إضافة كبيرة، أنا لا أرى الأمور من منظور المنافسة، بل من منظور مصلحة المنتخب الوطني. ولهذا أتمنى دائما مزيدا من التألق لمفتاح ولكل اللاعبين الجزائريين من أجل خدمة ومصلحة المنتخب الوطني. هل تتطلع للمنتخب الأول؟ أكيد، المنتخب الوطني الأول هو هدفي المقبل الذي أسعى إليه بكل اجتهاد، وأعتقد أن تواجدي في المنتخب المحلي تحت إشراف المدرب بن شيخة سيمنحني فرصة أكبر لتحقيق هذا الهدف. هل تعتقد أنك قادر على حل الإشكال الذي يعاني منه المنتخب في الجهة اليمنى من الدفاع؟ لا يمكنني الرد على سؤالك لأنه يضعني في حرج، هناك فنيون ومدربون وعلى رأسهم المدرب الوطني بن شيخة فهم من يقدرون على تقدير ذلك. في سن ال 22 هل أنت قادر على طرق أبواب المنتخب الأول مع كل لاعبي الخبرة الذين تعج بهم التشكيلة؟ لا أتفق معك في هذه النقطة، لا أرى نفسي صغيرا، ماجر لعب للمنتخب وهو لم يبلغ العشرين، وهذا مثال من عندنا، ولا داعٍ للتذكير بما فعله بيلي مع البرازيل في سن 17. بالعكس أعتقد أن السن مناسب جدا لي ولجابو قبلي، هذا اللاعب كان يستحق الدعوة من الموسم الماضي. ماذا تضيف في الأخير؟ أريد أن أحيّي أنصار البرج فريقي السابق الذين أدين لهم بالكثير، كما لا أنسى شبيبة القبائل التي أقول للاعبيها، كلنا وراءكم في نصف النهائي بقلوبنا وجوارحنا ونتمنى لهم أن يصلوا النهائي ويتوجوا بالكأس إن شاء الله.