من تونس:خيرة بوعمرة لقي أداء الممثلة الشابة وهيبة باعلي, نجاحا كبيرا لدى الجمهور التونسي.عن دورها في مونودراما"ريق الشيطان" لمخرجها عزوز عبد القادر ،الذي وقعت به الجمعية الثقافية للفنون الدرامية صرخة الركح لولاية تمنراست مشاركتها ضمن منافسات اليوم الأخير من فعاليات المهرجان الدولي "مرا" المقام حاليا بتونس . أبدعت الممثلة وهيبة باعلي في تقديم صورة المرأة التارقية على خشبة قاعة الثقافة ابن خلدون ،حيث استطاعت أن تظهر قدرتها على التحكم في الخطوط الدرامية للنص الذي جاء بلغة عربية فصحى بليغة بلاغة الأداء. و بين المرا القوية و الحالمة و المنكسرة و الضعيفة و المستضعفة و العائدة من تحت الركام، تعددت أوجه المرأة التارقية المنغمسة في عمق رمال الصحراء التي عبثت بها البطلة ذهابا و إياب ضحكا و بكاء وهمسا و صراخا لتقول بتعابير جسدية قوية بأن مرآة التارقية هي أساس قوة مجتمع الطوارق . تختزل المسرحية خلال ساعة من الزمن المشحون بالثورة حكاية سيدة الصحراء أما و زوجة و حبيبة و بنتا، تضيء البطلة وهيبة باعلي شمعة لكل منهن لتطفئها في ذرة الانكسار.التي تحيل المشاهد في كل مرة إلى بداية جديدة لامرأة جديدة بوجه واحد، تتقاطع فيه ملامح الألم و الحسرة على الابن وعلى الزوج وعلى الحبيب وعلى الأب .. إخراجيا وقّع عزوز عبد القادر التميز من خلال زوايا ديكور المسرحية التي نقلت الحياة التارقية البسيطة بتفاصيلها الدقيقة إلى خشبة قاعة ابن خلدون في تونس. حيث مثّل حضور آلة الامزاد على الخشبة دلالة تعبيرية واضحة على حمل العمل لهموم المرأة التارقية التي تمنع على الرجل العزف على هذه الآلة المرتبطة بأنامل التارقيات دون غيرهن من النسوة . و للإشارة فقد توجت عمل "ريق الشيطان " بجائزتين خلال مشاركته في منافسات مهرجان المسرح النسوي منذ أيام حيث حصدت الممثلة وهيبة باعلي على جائزة أحسن أداء نسائي في المهرجان فيما عادت جائزة أحسن سينوغرافيا للمخرج المبدع عبد القادر عزوز الذي يعتبر حاليا أول مخرج مسرحي في مدينة تمنراست و هو المعروف بالإغراق في استعمال السينوغرافيا على حساب كل شيء،ويمتلك قدرة على أن يقيم مسرحية دون الاعتماد على النص. واتفق المشاهدون العرب من ممثلين ومخرجين ونقاد على القوة الإبداعية للممثلة وهيبة باعلي التي قالوا إنها تميزت في تقديم الأبعاد الجمالية والعمق الأخلاقي للمرأة التارقية،إلى جانب إشادتهم بالحضور القوي للزّيّ التقليدي التارقي الذي ظهرت به الممثلة وهي تؤدي دورها إضافة إلى موسيقى التيندي و ألوان منطقة الهقار التي قالوا إنها أضافت على ديكور العرض لمسة جمالية إضافية . كما شهد اليوم الأخير من منافسات المهرجان مشاركة متميزة للممثلة الجزائرية "تونس آيت وعلي"، من خلال عرضها الموندرامي الفكاهي "دهاليز"، وسط حضور معتبر من الجمهور المسرحي، الذي أشركته الممثلة تونس باحترافيتها المعهودة ضمن أحداث العمل وهي تشاركهم الضحك والتهكم بكل ما هو مزعج بالنسبة للمواطن الجزائري بصفة خاصة و العربي بصفة عامة . و يذكر أن المشاركة الجزائرية في فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدَّولي للمسرح النسوي "مرا"، تأتي إلى جانب مشاركة أربع دول عربية هي تونس و مصر و العراق و ليبيا .