أما بعد : .. يريد البعض أن يصور لنا بل يروج للحرب في اليمن السعيد على أساس أنها مذهبية ما بين السنة والشيعة وبأن السعودية تحارب نيابة عن السنة هذا الاخطبوط الايراني والغزو الشيعي بل تغوله وتوغله في العالم العربي …. وهذا من وجهة نظري غير صحيح تماما. الحرب هي بين نظام أل سعود ومن معه نيابة عن حلف دولي ضد إيران الفارسية، وليس بين السنة والشيعة والضحية هم أشقاؤنا في اليمن السعيد سنة وشيعة حوثيين، وما يحدث في اليمن حدث في الجزائر بداية التسعينات تماما، الفرق فقط أن الحوثيين وقفت معهم إيران علنا بينما الاسلاميين عندنا وقفت معهم السعودية وإيران سرا… إذا كان ولابد من الحديث عن الخطر المذهبي ومحاولة نشره وانتشاره بكل الوسائل، علينا أن نقول وبكل صراحة بأن خطر الوهابية لا يقل عن خطر شيعة إيران كلاهما يريد فرض منطقه و بسط نفوذه على العالم الاسلامي وليس العربي فقط بالمال والقوة … إذن دعونا من الترويج لخطاب ديني متطرف مفاده أن السعودية السنية تحارب إيران الشيعية على أرض اليمن … بينما الصحيح أن نظام أل سعود وحلفائه يحاربون إيران الفارسية الطامحة لإعادة مجد الامبراطورية الفارسية ما قبل الاسلام أصلا، خاصة إمبراطورية الفرس التي حطمها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وبالتالي فالجزائر لا علاقة لها بالصراع لا من بعيد ولا من قريب، والحرب في اليمن لا تعنينا أصلا لأننا واجهنا الخطر الوهابي والشيعي الايراني معا عشرية دموية كاملة من خلال تمويلهما للإرهاب المتطرف بالمال والفتاوي المتطرفة والتدخل غير المباشر بل المباشر أحيانا كثيرة في أمورنا الداخلية … والجزائر التي كانت بحاجة إلى كلمة طيبة ولا إلى أرز أو قمح في بداية التسعينات ليست بحاجة إلى دروس في القومية العربية والدفاع عن الاسلام السني ضد الاسلام الشيعي، فالحرب في اليمن لا تعنينا أصلا لا من قريب ولا من بعيد وما فينا يكفينا ويغنينا عن التدخل في شؤون الغير عرب كانوا أو عجم.