أحدثت تكنولوجيا الهواتف الذكية ثورة في عالم التواصل، وحولت العالم إلى قرية صغيرة بسبب الخصائص الجديدة التي تتميز بها هذه الهواتف الذكية، من بين هذه الخصائص إمكانية تصفح الانترنت في أي مكان تريد دون الحاجة لحاسوب متنقل يثقلك حمله، فيمكنك التواصل مع الأفراد من كلا الجنسين ممن يبحثون عن علاقات صداقة بعيدا عن الواقع، عبر هاتفك بلمسة سحرية وشفرة في متناول الجميع، أطفال وشباب ونساء وشيوخ، إنه" الفيسبوك" الهوس أو الجليس الجديد أوالصاحب والرفيق الذي لا يكاد يفارق شباب وشابات اليوم. انتشرت عدوى "الفيس بوك" كالنار في الهشيم، مكنتها التطبيقات الجديدة التي تتميز بها الهواتف العصرية، فأصبح حديث العام والخاص عن التواصل والإعجاب والتعليق، وحديث عن الصداقات، وفتح" فيس بوك" المجال لفتح علاقات صداقة افتراضية بعيدة عن الواقع وأعين المجتمع، فأصبح سلاحا ذو حدين لما يشكل من خطر على الشباب والنساء والأسر الجزائرية، لأنه يسهل عملية التواصل بين الأفراد وفي سرية بعيدا عن مقص الرقابة الذي يفرض في الحواسيب. أصبح موقع "الفيس بوك" لمميزاته المختلفة، يشكل خطورة كبيرة على الشباب والنساء، وهذه الخطورة لا يمكن حصرها ولا حصر تداعياتها، وتشكل أزمة كبيرة ومشكلة ضخمة ما لم يتم معالجتها بالشكل الصحيح، ومن أهم هذه المخاطر أن هؤلاء لا يدركون كون هذا الموقع هو عالم افتراضي، وأن هذه الشخوص التي يتعرف عليها قد تكون حقيقتها مغايرة تماما لما تعرف بها نفسها أو تظهر، ومع عدم خبرة هؤلاء ، فإنهم قد يصبحون ضحايا لشبكات النصب والاحتيال، أو شبكات القرصنة التي باتت تستغل "فيس بوك "مؤخرا بشكل كبير في اختراق أجهزة الحاسوب والحصول على كل المعلومات والبيانات والصور العامة والخاصة التي يحتوي عليها، ثم يقومون باستغلالها في ابتزاز هؤلاء الأشخاص، من خلال تركيب الصور مثلا، خصوصا عندما يضع المستخدم بياناته الشخصية ومحل سكنه في الحساب الخاص به، وتبدأ هنا مأساة كبيرة تكون الفتيات هن ضحاياها، كما يقوم المحتالون من ذوي النفوس المريضة والذمم البالية والضمائر الميتة، بمحاولة خداع الفتيات المراهقات، من خلال محادثتهن عبر حسابات وهمية وأسماء مستعارة، لإثارة عواطفهن، وإشغال عقولهن بما لم يكن في حسبانهن في هذه السن الحرجة، وتبدأ الفتاة منهن تستجيب شيئا فشيئا، وتظن أنها بهذا تشبع عاطفتها، حتى تقع في فخ محكم نصبه ذلك الذئب البشري. إن تواصل الفتيان والفتيات عبر الفيس بوك دون رقابة جيدة، قد يجعلهم يقضون وقتهم في تبادل الصور أوالأحاديث الجنسية، أوإقامة علاقات مع الجنس الآخر، وإضاعة الوقت في التعارف والأحاديث ليلا ونهارا، بما يفسد العقول والقلوب والفطر السليمة، وتطورت هذه العلاقات على الشبكة العنكبوتية إلى علاقات حقيقية على أرض الواقع، خصوصا مع ضعف الجانب التربوي وفشل كثير من الأسر في احتواء أبنائها وتوجيههم التوجيه السليم الذي يحفظ أخلاقهم وأعراضهم ودينهم، وكم من جرائم وكوارث حدثت جراء ذلك الموقع الذي لا يفرض قيودا ولا يضع حدودا لتعامل هؤلاء المراهقين. نادية .. حب افتراضي نهايته اغتصاب سنكتفي بذكر نماذج حية وواقعية من قصص يرويها ضحايا هذه الجرائم، حب افتراضي نهايته اغتصاب، القصص التي سنذكرها لا هي من الخيال ولاهي من نسج شهرزاد في حكايات ألف ليلة وليلة، قصص واقعية ضحاياها رواد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، هذا الأخير الذي اكتسب شعبية كبيرة وأصبح في متناول الجميع، أطفال شباب شيوخ، رجال ونساء، لأنه يقدم خاصيات غير متاحة في العالم الواقعي، ففيه يمارس الشباب والنساء طقوسا بعيدا عن الأعراف والمعتقدات التي تمنع هذه الطقوس في الواقع. الفايسبوك أخذ العقول وسلب ألباب الشباب والنساء على حد سواء، وأخذ كل اهتماماتهم وشغل كل أوقاتهم، فلا تجد لك مكانا في مقاهي الانترنت التي عجت بالمبحرين في الشبكة العنكبوتية، بحثا عن إشباع الغرائز بعيدا عن عيون المجتمع، قصص سنذكرها على لسان أصحابها الذين سردوا قصصهم من أجل أن يعتبر الآخرون من هذا السلاح الفتاك المدمر الذي فتك الأعراض ودمر الأسر. البداية بفتاة قاصر من ولاية داخلية بالغرب الجزائري، اسمها "نادية" لايتعدى سنها 16 سنة، انطلت عليها حيلة لم تكن تخطر في مخيلتها تماما، الفتاة القاصر انتقلت من بيئة ريفية للعيش مع جدتها في المدينة، جمعتها علاقة صداقة بإحدى جارات جدتها، وهي فتاة موظفة في العشرين من العمر، كانت تجلس معها لساعات طوال تتصفحان الانترنت وتسبران أغوار هذا العالم المجهول. هذه الفتاة القادمة من بيئة محافظة، صاحبة العشرين عاما كانت تربطها علاقة حب مع شاب تعرفت عليه عبر الفايس بوك، كانا يتبادلان طقوس الحب عبر هذا الحاسوب الملعون، ومع مرور الأيام عرفته بصديقتها القاصر "نادية" مقدمة له أوصاف وشكل الفتاة دون أدنى حشمة، مما جعل الشاب يفكر في حيلة للانقضاض على الفتاة القاصر. حدد الشاب موعدا لمحبوبته مشترطا منها جلب الفتاة القاصر قصد التعرف عليها عن قرب، الفتاة التي كانت غارقة في شباك حبه لم تتوان في تلبية طلب معشوقها، فأقنعت الفتاة القاصرة بالذهاب معها من أجل تعريفها بصديقها، استسلمت الفتاة القاصر تحت طائل الإصرار والإلحاح من صديقتها الموظفة، التي أخذت معها الفتاة القاصر وركبتا في سيارة الشاب التي أخذتهم نحو مكان مجهول، كان ساحة لجريمة اقترفها هذا الوحش البشري الذي انقض على الفتاة القاصر مغتصبا إياها أمام مرأى صديقتها، التي أصيبت بدهشة وحالة هستريا لم تفارقها لأيام، لم تكن تعتقد أن صديقها مجرد وحش بشري هوايته أكل لحوم البشر. الشاب بعدما أشبع رغباته ونزواته الشيطانية أعادهم إلى المكان الذي أخذهم منه، ورمى الفتاة القاصر التي كانت منهارة على الأرض وغادر مزهوا منتشيا بفعلته الشيطانية، الفتاة بقيت طريحة الأرض دون حراك إلى غاية أن جاء والدها فصدم من هول المنظر، وقام بنقل ابنته على جناح السرعة لطبيب شرعي، ليسقط الخبر كالصاعقة على الوالد"إن ابنتك مغتصبة"، قضية عالجتها المحكمة وتم سجن المتهم، بينما الضحية تعيش حياة تعيسة أشبه بالجحيم.
بديعة .. الهدية المسمومة فتاة أخرى اسمها "بديعة" اتخذت من موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ملاذا لتتلهى به وتتلاعب بمشاعر الشباب، فكانت تنتقل من شاب لآخر، فوقع أحد الشباب في شراك حبها، وتطورت العلاقة إلى الحديث عبر الهاتف، لكن الفتاة كانت تتلاعب بمشاعر الشاب فهي لم تحبه يوما، وكانت الصدمة كبيرة يوم اعترفت للشاب أنها لم تحبه ولا يمكنها أن تحبه، الشاب لم يستسلم وراح يبحث عن منفذ لينتقم من الفتاة فاهتدى لحيلة شيطانية لا تخطر في بال أحد، استغل الشاب جشع الفتاة واستغلالها الشباب، ليقدم لها هدية بمناسبة عيد ميلادها، فتواعدا على الوقت والمكان المحدد فقام باغتصابها عنوة، لتضيع حياة الفتاة التي لم تتعد 23 سنة، رحل وتركها بعدما أشبع نزواته تاركا الفتاة تائهة تبحث عن مكان تدفن فيه عارها. فتاة أخرى من العاصمة تتحدث عن قصتها تقول: إن قصتها الرومانسية بدأت على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، لتنتقل إلى السكايبي، فظلت لمدة طويلة على تواصل مع شاب من ولاية غربية، فوقعت في شراك حبه، ولم تستطع العيش دون ملاقاته، فضربت له موعدا، فحددا المكان في أحد فنادق العاصمة، لكن الشاب تحجج بعدم امتلاكه مصاريف ونفقات الفندق، مما جعلها تقنعه من جديد وتتحمل نفقات الفندق على عاتقها، لم تكن تعتقد أن ذلك الشاب الذي كانت تحبه سيتحول إلى وحش بشري يفقدها عذريتها في ليلة حولت حياتها إلى مأساة، حيث تعرضت للاغتصاب تحت طائل التهديد والحرق بالسيجارة. قصص أخرى حدثت في دول عربية نأخذها على سبيل المثال من أجل أن تكون عبرة لفتيات اليوم حتى لايكون مصيرهن مثل مصير هؤلاء الفتيات اللواتي سقطن في فخ الرذيلة بسبب لعنة"الفايس بوك". فتاة من المغرب تسكن إحدى المدن الداخلية، رفضت ذكر اسمها صاحبة 23 سنة، تحكي قصتها بحسرة ومرارة كبيرتين، قالت أنها تعرفت على شاب عبر "فايسبوك" بداعي الزواج، وأوهم بأنه سيسكنها العش الزوجي ويعيشان حياة رغدة مليئة بالمسرات، فطلب منها لقاء من أجل التعرف عليها عن قرب، وضربا موعدا في المكان المحدد في أحدى المناطق الخالية بعيدا عن أنظار المجتمع، فذهبت بمحض إرادتها لتصبح في يد وحش أدخلها بيت الأحزان لا بيت السعادة، بعدما تداول على اغتصابها هو واثنين من رفاقه. قصة أخرى لطفلة من دولة في الخليج العربي، استطاع شاب يبلغ من العمر 26 سنة توظيف "فايسبوك" بخبث، مدفوعا بنوازعه الشيطانية، فتسنى له خداع طفلة قاصر لا يتجاوز عمرها 11 عاما، من خلال بناء علاقة "صداقة" معها عبر الإنترنت، لتنتهي به الحال إلى ما وراء القضبان بتهمة الاغتصاب . حلم يتحول إلى رعب تفصيلات الحكاية أن الطفلة (ج. م) 11 سنة، التي تقيم مع عائلتها ، حيث يعمل والدها مدير شركة، تعرفت من خلال إحدى غرف الدردشة على شخص استطاع إقناعها بأنه عطوف ومحب ومهتم بها أيما اهتمام دون أن يخطر ببال الطفلة المسكينة أن مصيرها سيكون كالفريسة بين أنياب وحش كاسر، وذات يوم عاد والد الطفلة إلى البيت ليفاجأ بوجود شاب غريب في المطبخ، ولدى سؤاله للشاب عن غرض وجوده، بادرت الطفلة إلى القول إن الشاب هو عامل صيانة أرسله صاحب البناية لتفقد التمديدات الصحية، للوهلة الأولى اقتنع الرجل بالأمر، سيما أنه لم يلاحظ ارتباك ابنته، غير أن الشك تسلل إلى نفسه بعد ذلك، فنزل إلى حارس البناية ليسأله عن أمر عامل الصيانة، ففوجئ بأن الحارس لا علم له بوجود عمال في المبنى، وعندها اتصل بالشرطة التي جاءت على الفور واعتقلت الشاب، ليتضح لاحقا أن الشاب قام باغتصاب الطفلة عدة مرات خلال لقاءات عديدة لهما ليس في المنزل فحسب، بل في أماكن عدة كان يحددها لها من خلال الدردشة عبر الشبكة. واعترف الشاب بأنه تمكن من استدراج الفتاة من خلال إرسال رقم هاتفه النقال لها، وإبرام أول لقاء معها في أحد المراكز التجارية القريبة من منزلها، وبعد ذلك قام باغتصابها في أحد الأماكن التي استدرجها إليه، وبعد أن امتصت الطفلة الصدمة الأولى، أصبحت أكثر تقبلا لإعادة الكرة معه، بل أصبحت تبادر إلى الاتصال به وتحديد المواعيد، التي كان بعضها يتم في البيت أثناء غياب الأهل. قصص مرعبة ومؤلمة وحزينة في نفس الوقت أبطلها وحوش كاسرة، وضحاياها نساء دخلن عالم الفايسبوك من أجل التسلي فتسلي بهن، ليت الأمر توقف عند العازبات بل العدوى انتقلت إلى المتزوجات اللواتي دخلن هذا العالم من أجل طرد الرتابة والملل الذي أصابهن بسبب مكوثهن طوال اليوم في المنزل، متزوجات سبرنا أغوار "الفايسبوك" فسقطن في فخ الرذيلة بعد خيانتهن لأزواجهن في هذا العالم الافتراضي، وانتهى بهن المطاف في المحاكم ليدخلن بعدها إلى عالم المطلقات ضحايا موقع فايسبوك، قصص مدمية للقلوب على لسان أصحابها الذين كانوا ضحايا هذا الموقع التواصلي، سنسردها في الجزء الثاني الذي سنخصصه لظاهرة المطلقات بسبب الخيانة الافتراضية على الفايسبوك التي تحولت إلى خيانة واقعية وعلى أرض الواقع بعد وقوعهن في شراك محتالين من ذوي النفوس المريضة والذمم البالية والضمائر الميتة …انتظروها في الجزء الثاني….يتبع