حسناء شعير واحدة من الوجوه الإعلامية التي برزت في الساحة الصحفية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة واستطاعت أن تفرض نفسها في المجال الثقافي بكتاباتها المتميزة ولقاءاتها التلفزيونية عبر حصة نلتقي مع، هي حاليا صحفية في فضائية البلاد. حاورتها: حنان حملاوي
* حدثينا عن تجربتك الإعلامية ما بين الصحافة المكتوبة والتلفزيون ؟ – في البداية دعيني أتوجه بالتحية إلى جميع قراء جريدة "الحوار" المحترمة وأنا واحدة من قرائها، تجربتي الإعلامية ليست كبيرة مقارنة بتجارب أهم وأكبر بل تفوتني بأشواط، ولكنها تجربة بالنسبة لي قد تكون مميزة .. فكوني خريجة كلية الحقوق لم يمنع هذا دخولي عالم الصحافة من أضيق الأبواب، أقصد هنا كمتربصة بإحدى الجرائد الوطنية، ثم صحفية بجريدة "البلاد" التي فتحت لي أبوابها ومنحتني فرصة التكوين أكثر، وها أنا اليوم أتم سنواتي الست بهذه المؤسسة الإعلامية التي فتحت قناة تلفزيونية إلى جانب الجريدة، وأشرف على إعداد وتقديم برنامج ثقافي بها اسمه" نلتقي مع" إلى جانب عملي في الجريدة كصحفية محررة بالصفحة الثقافية. * ما الفرق بين التجربتين، وأين تجدين نفسك أكثر ؟ – الفرق قد لا يكون في المضمون ولكنه في الوسيلة فقط ..وإن كان مجال السمعي البصري لم يترك مجالا للصحافة المكتوبة اليوم "بشكل نسبي"، ولكني أجزم أن كلاهما مكمل للآخر، لأن كتابة التقارير الإخبارية أو إعداد الربورتاجات والتحقيقات لا يمكن أن يتأتى إلا إذا كان للإعلامي قدرة على التحرير، وأسلوبا خاصا في الكتابة سيساعد على الرفع من مستوى التقريرات والربورتاجات والتحقيقات، وبين هذا وذاك أجد نفسي ملزمة باحترام قلمي لأنه وسيلتي وأداتي في أي قناة تلفزيونية. * أنت من بين الإعلاميين الذين يراهنون على الصفحة الثقافية ؟لماذا ؟ – فعلا ..أراهن على الصفحة الثقافية بل وأشد على أيدي كل زملائي بنفس القسم وفي مختلف الجرائد الوطنية، ما نقدمه من أخبار ثقافية لا يمكن أن يستهان به، لأننا نحرص على تغطية جميع ومختلف الفعاليات وتقديم حوارات لأهم الشخصيات الثقافية الفاعلة، ونحاول أن نضع القراء من المهتمين بالشأن الثقافي في الصورة * كيف ترين واقع الإعلام الثقافي في الجزائر وطريقة تناوله للأحداث الثقافية ؟ – الحديث عن واقع الإعلام الثقافي في الجزائر يفرض الحديث عن مستوى الإعلام الذي يبقى متفاوتا بين المهني وغير المهني، بين الجاد وغير ذلك، فكل وسيلة إعلامية تحاول تتبع أثر الخبر الثقافي أو آثار المشهد الثقافي من وجهة نظرها هي وتوجهها السياسي وحتى الثقافي، وبناء على اعتبارات كثيرة تفقد في كثير من الأحيان الخبر مصداقيته. * ما رأيك في وضعية الصحفي الجزائري اليوم ؟ – إن كنت قد فهمت سؤالك جيدا فوضع الصحفي في الجزائر ودعيني أحدد القطاع الخاص لا يعكس أهمية ما يقدمه هذا العنصر الفعال، وهنا أفتح قوسا وأتحدث عن بطاقة الصحفي المحترف التي أقرها وزير الاتصال، استغربت الأمر. * ما الأمر الذي استغربت له، هل لك أن توضحي ؟ – مسألة منح هذه البطاقة لصحفيين مبتدئين لم ينهوا عامهم الأول في المهنة، وأنا هنا لا أدعي الاحترافية، ولكني لا أفهم معنى هذه الكلمة الفارغة من مضمونها بالنظر إلى اسم هذه البطاقة المهنية، كان من الأجدر تكوين الصحفيين وتقديم دورات تكوينية حتى نكون أهلا لكلمة الاحترافية. * هل وصل الإعلام الجزائري إلى الاحترافية ؟ – ليس بعد زميلتي ..نحاول ولكننا لم نصل بعد، فمعايير الاحترافية كما قلت لك سابقا واضحة ولا يجب أن نضحك على أنفسنا أو على القراء، فما نقدمه اليوم مادة إعلامية تبقى قابلة للتصفية والغربلة. * تطلعاتك ؟ – أتطلع إلى تطوير برنامجي "نلتقي مع" إلى توسيع دائرة عملي دائما بالنسبة لهذا البرنامج، وأتطلع إلى نقابة للصحفيين الجزائريين لما لا ككل المجالات الأخرى وكباقي الدول، لماذا لا تكون لدينا نقابة للصحفيين في الجزائر ؟