يعمد معظم مذيعي قناة "الجزيرة" الفضائية إلى "نصب" الفعل المضارع يشكر، عندما يشكرون ضيوفهم، دون أن يكون ثمة أي داع لنصبه، لأنه لم تسبقه أية أداة نصب لا ظاهرة ولا محذوفة.."أشكرَك سيدي.."، "سيد فلان أشكرَك".. "نَصْبٌ" يمارسه هؤلاء وغيرهم من المذيعين والصحفيين والتابعين وتابعيهم بخطأ منذ سنين، ولم ينْتَبِهوا، ولم يُنَبَّهوا رغم أن كل المؤسسات توظف مصححين ومدققين لغويين.. لست أدري لماذا…!؟ ويُعرف الفعل المضارع على أنه ما دلَّ على حدَثٍ يجري مستمرّاً، ولا بدّ من أن يكون أوَّلُه حرفاً مزيداً من أربعة حروف هي: الياء ( يشكرُ عبدالقادر)، والتاء (تعودُ غادة) والنون (نشاهدُ القناة)، والهمزة (أشكرُك سيدي).. وفيما يهمنا في هذا المقام، يُرْفَع المضارع بالضمة (يشكرُ عبدالقادر)، ويُنصَب بالفتحة إذا سبقته أداة نصب: (لن أشكُرَك سيدي)، ويُجزَم بالسكون إذا سبقته أداة جزم (ولم نشكُرْ أحدا).. ف "الشُّكْرُ – كما جاء في لسان العرب – عِرْفانُ الإِحسان ونَشْرُه.. وفي الحديث: لا يَشْكُرُ الله من لا يَشْكُرُ الناسَ؛ معناه أَن الله لا يقبل شكرَ العبد على إِحسانه إِليه، إِذا كان العبد لا يَشكُرُ إِحسانَ الناس ويَكْفُر معروفَهم لاتصال أَحد الأَمرين بالآخر.." فكيف لنا نشوه هذا "الفعل" السليم الجميل، والخلق الحميد ب "نصبه"، جورا , وإن كان سهوا وهو "مرفوع" الهامة، "مضموم" الجناح لين الجانب…!