جاء في لسان العرب في تعريف كلمة جهَّز:"جَهاز العَرُوس والميت وجِهازهما: ما يحتاجان إِليه، وكذلك جهاز المسافر، يفتح ويكسر؛ وقد جَهَّزَه فَتَجَهَّز وجَهَّزْتُ العروسَ تَجْهِيزاً، وكذلك جَهَّزت الجيش. وفي الحديث: من لم يغز ولم يجهز غازياً؛ تجهيز الغازي: تَحْمِيله وإِعداد ما يحتاج إِليه في غزوة، ومنه تَجْهِيزُ العروس: وتَجْهِيز الميت… وجَهَّزت فلاناً أَي هَيَّأْتَ جَهاز سفره…وتَجَهَّزْت لأَمْرِ كذا أَي تهيأَت له". لم يرد في اللغة العربية الفعل الثلاثي "جَهَزَ"، وإنما ورد الفعل "جهَّزَ" المضعف، جهزَّه بمعنى هيأه وأعد له ما يحتاج إليه.. لذا من الخطأ قول الطفل "أنا جاهز للإجابة على السؤال"، وقول المعلق الرياضي "الفريق الفلاني جاهز لخوض غمار البطولة"، أو "الفريق الوطني في كامل الجاهزية والجهوزية لمواجهة فريق اللوزوطو.." أو القوات المسلحة جاهزة للتصدي لأية مخططات إجرامية".. والصحيح أن الطفل مستعد للإجابة، وليس جاهزا، والفريق الفلاني مهيأ وعلى أتم الاستعداد لخوض غمار البطولة، والفريق الوطني أكمل استعدادته وتدريباته لمواجهة فريق اللوزوطو.. والقوات المسلحة مجهزة للتصدي لأية مخططات… نبهني الأستاذ سالم بن جلول وهو أستاذ ضليع في اللغة العربية أن المجمع اللغوي المصري أجاز استعمال كلمة "جاهز" فيقال ملابس جاهزة أو مسكن جاهز، بمعنى مهيأة ومعدة للبس أو للسكن وما إلى ذلك.. إلا أن ذلك لا يجيز تعميم استعمال الكلمة في المواطن المشار إليها أعلاه لأنها لا تؤدي المعنى نفسه بل تصبح غير ذات معنى أصلا.. وحتى المعاجم المعاصرة التي عادة ما تضفي "الأهلية" اللغوية على الكثير من الكلمات الخاطئة والاستعمالات المجانبة للصواب، لا تورد كلمة جاهز أو جاهزية أو جهوزية، لا مرادفة لكلمات جَهَّزَ وتَجَهَّز، ولا لأي معنى آخر..