لا يفرق الكثير من الناس بين "القارئ، والمُقرئ".. فعادة ما يطلقون كلمة مُقرئ على مرتلي القرآن والمجودين ويقصدون بذلك القارئ.. كأن يقول أحدهم نستمع إلى آيات بينات من ترتيل المقرئ عبدالباسط عبدالصمد.. وكانت الجزيرة للأطفال تنظم مسابقة سنوية لقراء القرآن الصغار تحت عنوان "المقرئ الصغير"، وكان يراد بذلك القارئ الصغير قبل أن تنتبه القناة وتعيد النظر في العنوان وتغيره.. وقد جاء في لسان العرب:"وأَقْرَأَه القُرآنَ، فهو مُقْرِئٌ… ومعنى قَرَأْتُ القُرآن: لَفَظْت به مَجْمُوعاً أَي أَلقيته". كما جاء في معجم المعاني:" قارئ: (اسم) قارئ: فاعل من قرَأَ.. وقرَأَ: (فعل) قرَأَ يَقرَأ، قِراءةً وقُرْآنًا، فهو قارئ، والمفعول مَقْروء".. وال"مُقْرِئ: (اسم) مُقْرِئ: فاعل من أَقرَأَ.. أَقرَأَ: (فعل) أقرأَ يُقرئ، إقراءً، فهو مُقْرِئ، والمفعول مُقْرَأ للمتعدِّي.. أَقْرأَ الأمِّيَّ: جَعَلَهُ يَقْرَأُ.. أقرأه القُرْآنَ: عَلَّمه قواعِدَ قراءتِهِ". فالمُقرئ هو الذي يعلم الناس كيفية قراءة القرآن.. فعندما نقول المقرئ نقصد وظيفته أي تعليم الناس كيفية قراءة القرآن.. وعندما تقول القناة "المُقرئ الصغير" فهذا يعني "الصغير الذي يعلم الناس كيفية القرآن، وليس القارئ الصغير أي الطفل الذي يقرأ القرآن ويحفظه ويجوده.. وهذا يعني أننا عندما نقصد القارئ أي الذي يرتل علينا آيات من الذكر الحكيم نقول القارئ فلان وليس المقرئ.. وعندما نعني المعلم الذي يقرئ الناس القرآن ويعلمهم كيفية ترتيله وقراءته، نقول المُقرئ الفلاني.. ولا يجوز لغويا استعمال كلمة المقرئ بدل القارئ، لأن الفرق بينهما كبير وظاهر..