س زقاري تشهد معظم بنوك الدم على مستوى مستشفيات ولاية سكيكدة هذه الأيام نقصا كبيرا في أكياس الدم، مما يضطر المرضى وخاصة منهم المصابون بفقر الدم إلى الانتظار لأيام طويلة من أجل الحصول على كيس أو كيسين من الدم، أو يجد أهل المريض أنفسهم مضطرين للتبرع بالدم من أجل إنقاذ حياة مريضهم، وهو ما ينذر بخطر كبير في حالة وقوع زلزال أو حادث يكون فيه عدد المصابين كبيرا. ولمعرفة أسباب نقص أكياس الدم بالمستشفيات قامت "الحوار" بزيارة عدة مستشفيات بولاية سكيكدة ومنها مستشفى عبد الرزاق بوحارة بعاصمة الولاية ومستشفى محمد دندن بعزابة ومستشفى 18 فيفري بتمالوس وتقربت من المسئولين على بنوك الدم، الذين أجمعوا على نقص أكياس الدم، وأرجعوا ذلك إلى ضعف إقبال المواطنين على التبرع بالدم، وخاصة في شهر رمضان، حيث وعلى رغم أن مديرية الصحة لولاية سكيكدة تنظم بصفة دورية حملات للتبرع بالدم، و قد خصصت لذلك شاحنة مهيأة يرافقها يوميا طاقم طبي، ترسل في كل يوم إلى بلدية من بلديات الولاية ال 38 أو إلى حي من الأحياء الكبرى في مدينة سكيكدة، إلا أن هذه الشاحنة في معظم الأحيان تعود فارغة أو بكيس واحد أو كيسين من الدم، وذلك لا يغطي الاحتياجات المتزايدة لدى مستشفيات سكيكدة لهذه المادة الحيوية، خاصة وأن ولاية سكيكدة يسكنها قرابة المليون نسمة، وتشهد يوميا مختلف الحوادث التي يفقد فيها المصابون كميات من الدم، وتتطلب أكياسا من الدم لإنقاذ حياتهم، ناهيك عن الكم الهائل من المصابين بمرض فقر الدم، الذين يحتاجون بصفة دورية إلى أكياس جديدة من الدم لتعويض ما نقص منهم. وبحسب بعض العاملين في بنوك الدم فإن إقبال المواطنين على التبرع بالدم تراجع في السنوات الأخيرة بشكل كبير، مقارنة بالسنوات الماضية، فلم تعد لدى عامة المواطنين رغبة في التبرع بالدم، وأصبحت العملية تقتصر تقريبا على أقارب المرضى.