جعفر -خ يتواصل مسلسل الكر والفر بين مختلف تشكيلات المعارضة الجزائرية فبعد رفض تنسيقية الانتقال الديمقراطي لمقترح الإجماع الوطني الذي طرحته جبهة القوى الاشتراكية، كشف الأفافاس عن رفضه المطلق لمقترح الانضمام إلى هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة قبل أيام من عقد اجتماع لتوسيع صفوفها في التاسع جويلية القادم. صرح المكلف بالإعلام في حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش بأن التصريحات المنسوبة للأمين الوطني الأول محمد نبو التي أعلن فيها رفض حزبه الانضمام إلى هيئة التشاور "صحيحة ويمكن الاعتداد بها"، مضيفا بأن "الأفافاس لم يتلق دعوى رسمية" لحد الآن من طرف أعضاء هيئة التشاور. من جهته قال رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي في تصريح ل"الحوار" بأن جبهة القوى الاشتراكية حرة في قراراتها، مذكرا بأن هيئة التشاور والمتابعة فتحت الأبواب أمام جميع الأحزاب المعارضة وكذا فعاليات المجتمع المدني من جمعيات ونقابات في الجزائر لمحاولة توحيد الصفوف وتقديم عمل مشترك، قائلا بأن "الأفافاس حضر ندوة زرالدة في العام الماضي" دون أي إشكال وقراره الآن "قد يستجيب لدواعٍ داخلية حزبية هو أدرى بها". وعن إمكانية رفض الأفافاس الانضمام إلى هيئة التشاور كرد مباشر على رفض معظم أحزاب المعارضة الانخراط في مسار الإجماع الوطني الذي عرضه الأفافاس أجاب القيادي في تنسيقية الانتقال الديمقراطي بأن القضية ليست بيع وشراء بين المبادرات السياسية، مضيفا "في حال اقتنع الأفافاس بأنه سيجد الحل وحده" سنكون أول المصفقين له. من جهته رفض رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش التعليق على قرار جبهة القوى الاشتراكية قائلا بأن هيئة التشاور لم توجه دعوة خاصة لأي حزب "بل فضلت الإبقاء على عمومية الدعوة"، مضيفا بأن قرار الأفافاس في حد ذاته لا يمثل إشكالا بالنسبة للمعارضة لأن الهدف واحد في الأخير وإن تعددت سبل الوصول إليه. تعيش المعارضة الجزائرية منحى تنازليا بعد أن بلغت أوج قوتها في ندوة المزفران السنة الماضية، التي شارك فيها معظم أطراف الساحة السياسية المحسوبة على أطراف المعارضة، بالإضافة لغير الراضين على الوضع الحالي من أبناء النظام السابقين، فبعد انسحاب رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش مباشرة بعد الندوة، برزت إلى السطح مشكلة تنافس المبادرات التي بذلت فيها المعارضة مجهودا كبيرا عوض التركيز على هدف واحد.