كلمة السياسة لطالما شغلت بالي وتفكيري كذا مرة، كنت دوما أتساءل وأقول، ما المقصود من هذه الكلمة، وما معناها ومصدرها، وكيف ظهرت للوجود، من أول من استعملها، لماذا لا يتشابه اسمها في اللغة العربية بما يقابلها في اللغات الأجنبية، و لماذا يتكرر فيها حرف السين المميز مرتين؟. كل هذه الأسئلة طرحتها في سهرة أمس، على صديقي إبليس، و نحن مجتمعان على طاولة الشاي التيميموني ومكسرات إيران بشواطئ" كلاب دي بان"، افتجأ الملعون للوهلة الأولى من كلامي، وقال غريبة هذه الأسئلة والله ومهمة في نفس الوقت، لكن الإجابة عنها أغرب وأهم، قلت هات ما عندك، قال أولا يجب أن تعرف أن الكلمة ملعونة و لم يرد ذكرها لا في القرآن ولا في السنة ولا حتى في التوراة والإنجيل المحرفان، قلت ما معنى ذلك؟، قال السياسة يا عموري علم شيطاني خليط من الكذب والنفاق والغرور والخيانة والحسد والخداع والتزوير، قلت هذا كلام خطير يا إبليس، قال لا خطير ولا هم يحزنون هي الحقيقة. بربك هل سمعت عن سياسي صادق ووفي ومتواضع وكريم؟، لا طبعا، اللهم إلا بعض من يحاول أن يكون استثناء لغيره، لكن هيهات جميع من يدخل هذا العالم المتعفن يلطخ نفسه دون أن يشعر. قلت اااه، فهمت الآن لماذا يصر العديد من السياسيين على فصل الدين عن السياسة، قال إبليس إذا فهمت "فهمني معاك"، قلت مادامت قواعد السياسة تتنافى مع المبادئ والقيم التي يرتكز عليها الدين، هم يطلبون ذلك دوما، قال ساخرا مني، يا غبي، تأكد أن السياسة دين في الأصل، دين أتيت به أنا من تلقاء نفسي، وبناء عليه تستطيع تسميتها آية شيطانية، قلت، عليك اللعنة، ذكرتني بسلمان رشدي، أين هو الآن؟.