كان من المفترض يا دكتور مقري، أن أراسلك منذ مدة، لكنني كنت أتعمد مع كل "ثلاثاء" أن أؤجل الأمر لوقت لاحق، والسبب بسيط جدا، فيقيني أنك أنت، و"رهطك" من إخوان، حساسون جدا من أن تسألوا عما تفعلون رغم أنكم السائلون "الدائمون" لكل الفاعلين، منعني من ذلك، والمهم يا سيد مقري ويا شيخ مقري ويا دكتور مقري، أنني اضطررت اضطرارا أن أوجه لك رسالتي هذه لأن ضرورة، أن استفتيك في مبطلات الغسل "السياسي" الذي قادك إلى مسبح أويحيى دفعتني، أي الضرورة، لأن أراسلك على أمل أن لا تغضب، ولا تتهم كل سائل لك بأنه "أجندة" مخابراتية أقلقتها فتوحاتكم العظيمة في هذا الشهر والعام والقرن العظيم.. مشكلتك يا سيد مقري، بسيطة جدا، فأنت ومذ عرفناك، نائبا لرئيس البرلمان يوم كانت حمس، عربة في قطار السلطة وكنت أنت أول المفاخرين والمهزوين بأنك أصغر شيخ "إسلامي" وصل لهذا المنصب "كولوا امعاهم وكسروا الماعون"، قلت مشكلتك البسيطة، أنك يا مقري "زمانه"، لا تؤمن بأن للتاريخ صحائف لا تمحى، وأنه كما نعرفك اليوم معارضا شرسا "لا يشق له "حمس" ولا "حمص" فإننا نعرفك يوم كنت فتى أغر يزهو بأنه "نائب رئيس البرلمان"، الذي عرف كيف يرتزق من السلطة باعترافه بأنه تحصل على شقة في "كوطة" ولاية لا تنتمي لها وذلك بعد أقررت بنفسك أن "الإخوة" أهدوها لك، فقبلتها على مضض لتبيعها وتتصدق بمالها على الفقراء وهو ما يعني في عرف المتصعلكين أمثالي،، أنك من قوم، "من لحيتو بخرلو"، والمهم وفي سياق، أنك تنسى لكن التاريخ لا ينسى، أنك يا سيد مقري وعكس سابقك أبوجرة الذي لا يدّعي "نبوة" ولا طهرا فقيدا في هذا البلد، أنك أردت خلال سنوات في رئاستك لحركتك أن تقنعنا أنك منقذ ومهدي واستثناء منتظر رغم أن معارضتك لبوتفليقة مثلا غالبا ما تتوقف عند إنتاجكم الحمسي "عمّار غول"، فلا أذكر أنك سجلت موقفا ضد بضاعتكم القديمة المسماة "غول السيار" و"غول الطيار".. انتقدت الجميع، عارضت الكل فضحت حتى كأس حنون حينما كانت تحمل الخمرة في حضرتك، لكنك مع "غولك" كنت الصديق الحميم، الذي تلقى يوم ترأسه لحمس تهنئة حارة من "غول" الوزير،،، ما لم تفهمه يا دكتور في مسيرة فتوحاتك العظيمة، أن زمن "قال الشيخ" انتهى وأنه حتى في حمسك لم يعد أحد يؤمن بتناقضات ذلك الزعيم الغارق في وهمه، فمرة هو سيد تنسيقية المعارضة التي ترفض أي كلام مع السلطة وأخرى هو صاحب "مبادرة" أحادية يمدها للسلطة من وراء المنسقين معه وفي نهاية الأمر، كنت يا سيد مقري، ضيف أويحيى بعد أن تقدمت بطلب استقبال، كأي مواطن عادي، لتجعل من جلوسك مع أويحيى "العفريت"، فتحا متزامنا مع "غزوة بدر" الكبرى، فأهلا بك من بدر و"مبادر" و "غازي" كبير، لم يغزو إلا نفسه حين امتهن من كل "حبة" قبة، حيث لك في المعارضة تبرير وفي "المعاضدة" تبرير وبين هذا وذاك،، معارك مع الصحافة واتهام لها بالعمالة والتجني حين تسألك: أين مكانك يا هذاااا،،، هل أنت "مقري" عتيد أم "عبدالرزاق" الذي تاه به "الرزق" السياسي فلم يعد يبحث إلا على فرصة ظهور إعلامي ليصرح وينطح وينازل ويساجل غيره،،، بعبارة بسيطة وخاتمة يا سيد مقري، لقد أعطاك العفريت "أويحيى" فرصتك، لتكون رسولا و"هدهدا" يبلغ أصدقائه من شخصيات معارضة بأن أبوابه مفتوحة، فشكرا على الرسالة وشكرا لهدهد سليمان الذي قال له،، لقد جئتك بنبأ من سبأ،،،، وطبعا، لقد جئتنا من أويحيى بنبأ مفاده: من أراد أن يجالس العفريت فليقدم طلبا للرئاسة.