"مجمع بلاط" يبرئ ذمته بالوثائق سهام حواس من المسؤول عن التسممات الغذائية التي تحصد أرواح عشرات الجزائريين كل صيف هل هو تقصير في عمل مصالح الرقابة أم غياب الثقافة الاستهلاكية لدى شريحة واسعة من الجزائريين ولماذا توجه أصابع الاتهام إلى مادة "الكاشير"بعد كل حادث تسمم يجهل مصدره ؟
لا تزال حوادث التسمم تحصد أرواح الجزائريين وآخرها التسمم الذي أدى إلى وفاة عدد من المواطنين بولايات باتنة وخنشلة والمسيلة، حيث تضاربت التكهنات حول الأسباب الحقيقية للوفاة بعد أن برأت التحاليل المخبرية المتعددة مادة الكاشير المتهم الأول في الحادثة، والذي حسب زيارة قادتنا لمجمع بلاط لتحويل اللحوم فرع تسالة المرجة يتم تصنعيه وفق شروط عالمية ومقاييس تخضع لنظام مراقبة متطور جدا حسب القائمين على مراحل الإنتاج من مهندسين ومراقبين ومخبريين، فالمصنع يمتاز حسب جولة قادتنا إليه باحترام كبير لشروط النظافة واتباع محكم لشروط الحفظ والتخزين، والمشكل الذي يطرح نفسه بقوة هو أن المصنع يقوم بفحص عينات من المادة المصنعة قبل تسويقها ولا يتم شحنها إلا بعد صدور النتائج المخبرية فهو بهذه الحالة حسب المدير العام للمصنع سيد علي عمور يخلي مسؤوليته من عدم صلاحية المنتوج الذي وصل ببعض التجار إلى حد عرضه على قارعة الطريق وفي الأسواق الشعبية في تقصير واضح لمصالح الرقابة وانعدام تام للضمير لدى بعض التجار الذين يعمدون إلى قطع التيار الكهربائي عن أجهزة التبريد أو حتى عرض مادة الكاشير على طاولات البيع في الأسواق الشعبية، والمثير للاستغراب والأسف في نفس الوقت هو إقبال المواطنين على اقتناء الكاشير من هذه المواقع رغم الخطورة الكبيرة التي تشكلها الحرارة على صلاحية المنتوج.
الأسواق الشعبية ….بؤرة القتل السريع
تحوّلت الأسواق الشعبية إلى نقطة سوداء يتم فيها عرض مختلف أنواع المواد الغذائية تحت درجة حرارة عالية، حيث تتكدس على حواف الطرقات أنواع من مادة الكاشير وبمختلف الأحجام يقبل عليها المواطنون وسط انعدام تام لثقافة الاستهلاك التي وجد فيها بعض منعدمي الضمير فرصة لبيع منتجاتهم وسط ظروف لا تتماشى مع أبسط المعايير المتبعة، فجولة بسيطة في أسواق الحراش بومعطي ساحة الشهداء وباب الوادي يلحظ المتجول الإقبال الكبير على اقتناء المواد الغذائية سريعة التلف والتي تتوسط تلك الأسواق وبأسعار تقل بكثير عما تباع به في المراكز التجارية والمحلات الصغيرة، حيث يلعب السعر دورا كبيرا في زيادة حجم الإقبال على هذه المواد رغم ما تشكله ذلك من خطورة كبيرة على صحة المواطن الذي أصبح غير مكترث تماما بما تشكله تلك المواد من خطورة كبيرة على صحته.
*سيد علي عمور المدير العام لمؤسسة بلاط لتحويل اللّحوم:
بعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حول تسبب كاشير بلاط في وفاة بعض المواطنين في بعض ولايات الوطن تنقلت "الحوار" إلى مصنع بلاط وحدة تسالة المرجة للاستفسار ومحاولة سماع الطرف الآخر المتمثل في المدير العام لمصنع تحويل اللحوم سيدعلي عمور.
* ما هي الإجراءات التي اتخذها مجمع بلاط بعد الضجة التي أثيرت حول صلاحية منتجاته ؟
– يعمل المجمع رغم كل ما أشيع حوله حاليا بنفس الوتيرة وهو بعيد كل البعد عما ما أثير في الساحة لأن المجمع ليس وليد اليوم بل يملك 45 سنة خبرة في الميدان وعنده ثقة كبيرة في جودة منتجاته التي تسيّر بتقنية عالية جدا، هذا الكلام ليس كلام المجمع بل كلام المديرية العامة للتجارة التي أخذت عينات من السوق وكل العينات كانت سليمة، منتوج معقم وذو نوعية جيدة ولا يتم توزيعه إلا بعد مروره على المخبر الخاص بالمجمع ومخبر خارجي بالإضافة إلى مخبر باستور.
* على من تقع مسؤولية الحوادث المؤسفة التي راح ضحيتها مواطنون في بعض الولايات ؟
– التحاليل التي أجرتها كل المصالح المختصة بما فيها وزارة الصحة والتجارة أثبتت براءة منتجات المجمع من داء البوليتزم، وما وجه من اتهامات لمجمع بلاط الهدف من روائها كان النيل من سمعة المؤسسة بالترويج لإشاعات مغرضة، ولكن رغم ذلك المواطن يقتنع بالدليل والثقة المبينة بيننا وبينه بفضل الصرامة والحزم الذي يوليه القائمون على المجمع خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة وأرواح المستهلكين"، والحقيقة الغائبة عن ذهن المواطن الجزائري أن هناك 40 متعاملا في تحويل اللحوم ينشطون في السوق الجزائرية لكن الاتهام في كل مرة يلتصق بمؤسسة بلاط لأن اسم الكاشير اقترن دائما بعلامة بلاط، ولكن رغم كل الإشاعات المنتوج لم يتوقف ولم يتعرض للهزة بل الأمور تسير بصورة طبيعية جدا والمنتوج لا يزال يلقى الرواج مثل السابق.
* ما هي الاحتياطات التي اتخذها مجمع بلاط للحيلولة دون الوقع في نفس المشكل مستقبلا ؟
– المجمع لا يستطيع أن يلعب بمسيرة طويلة من العطاء خمس وأربعين سنة كلها كانت حافلة بالإنجازات وتحقيق الطموح الذي انطلق من تحويل اللحوم وانتهى بصناعة وإنتاج المادة الأولية التي يحتاجها حيث حقق الاكتفاء الذاتي في تربية الدواجن وتفقيس البيض وحتى صناعة العلف الخاص بها كل ما يتم صناعته في مجمع بلاط هو خاضع لرقابة خبراء المصنع من البداية حتى وصوله إلى المستهلك.
* وماذا كان موقف مديرية التجارة ؟
– مديرية التجارة تحركت منذ بداية المشكل حيث قامت بأخذ عينات من مادة الكاشير من المحلات القريبة من الضحايا، التحاليل كلها أثبتت براءة منتوج بلاط بالوثائق الرسمية ولم يكن السبب في وفاة المواطنين وهو ما صرح به مؤخرا والي ولاية المسيلة ومدير الصحة، حيث أكدا أنه لا علاقة بالكاشير في وفاة مواطنين في الولاية والمعروف أن فصل الصيف فرصة لتكاثر البكتيريا بمختلف أنواعها وكل المواد الغذائية معرضة للتلف إذا لم تراع فيها شروط الحفظ.
* ما هو سر نجاح مجمع بلاط ؟
– مسارنا لن يتوقف اليوم بدأنا تذوق ثمرة النجاح بإيصال المنتوج إلى 48 ولاية ونسعى إلى إيصال المنتوج الحلال إلى أوروبا وكندا، المهاجرون والمغتربون يرتاحون للمنتوج المصنع في الداخل على عكس المنتجات الحلال الأخرى نسير بخطوات متفائلة للوصول إلى قلب أوروبا وحتى كندا، خبرتنا وسر نجاحنا اكتسبناهما من خلال الاحتكاك بالتجربة الألمانية التي تملك باعا وسمعة عالمية في تحويل اللحوم، نسعى حاليا إلى طرح منتجات جديدة تلائم المستهلك الجزائري ومنها بيع الدجاج بالقطع بالإضافة إلى فتح نقاط بيع كبرى في مختلف ولايات الوطن.
*سارة قصير مسؤولة وحدة الجودة والنوعية: منتجاتنا تخضع للمقاييس العالمية
مجمع بلاط برئ من الاتهامات التي وجهت له فالمجمع يقوم بمراقبة كل منتوجاته عن طريق تطبيق نظام التحكم في النقاط الحرجة لتجنب المخاطر وهو نظام وقائي يعمل على تجنب أي خلل يصيب عملية الإنتاج التي ينتج عنها منتوج ذو نوعية رديئة وقد تشكل خطرا على صحة المستهلك، الإنتاج يمر بعدة مراحل في البداية نستقبل المادة الأولية من الممون قبل دخولها للمصنع يقوم مراقب الجودة والنوعية الذي يتكفل بمراقبة المعايير المطابقة للجودة والنوعية وبعدها يتم وضع المادة الأولية في مخازن تحترم شروط التخزين ويأتي دور المخبر الذي يقوم بأخذ عينات من المادة ثم يمنح الترخيص بإدخالها للمصنع بغرض تصنيع منتوجات بلاط تخضع لشروط طهي عالمية وجد متطورة، ما قيل حول تسببها في حالات تسمم هي مجرد إشاعات فالمصنع يخضع لنظام تعقيم عالي جدا، أما فيما خص المادة نقوم باستعمال مواد أولية مصنعة في المجمع ومحضرة تحت أيدي مختصين، أما فيما يخص التلوين يتم استعمال E129 وهي مادة أولية مسموح بها، وأود أن أنوه إلى أن المنتوج خال من المادة E 120 التي ادعى البعض أننا نستعملها وهي ملون غذائي ذو طبيعة حيوانية المصنع يسير وفق المقاييس العالمية والشروط التي وضعتها وزارة الصحة والتجارة وحسب ما جاء في الجريدة الرسمية.