تلقى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف تقريرا أسودا بخصوص تجهيز عدد من المستشفيات بعتاد طبي لا يطابق معايير الجودة المعمول بها عالميا، رغم تكليفها الخزينة العمومية ملايين الدولارات. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحوار" بأن وزارة الصحة وبأمر من المسؤول الأول عبد المالك بوضياف كلفت لجنة بوزارة الصحة بفتح تحقيق معمق حول هذه التجهيزات الطبية المغشوشة والتي تم اقتناؤها بالملايير، حيث طالب بوضياف بكشف كل التلاعبات من أجل ردع المخالفين بعد تسجيل وجود عدد معتبر من الأجهزة تحمل علامات غير معترف بها دوليا في مجال التجهيزات الطبية، ولا تتوفر على المعايير والجودة والضمان. وأشارت المصادر ذاتها أن هذه التجهيزات والتي تم اقتناؤها خلال السنوات الماضية من بعض الموردين لم تكن مطابقة للمواصفات، كما أن التحقيقات بينت أن هذه المعدات الطبية ذات علامة تجارية مقلدة، وأن بعضها تعطل بمجرد وضعه حيز الخدمة من طرف المصالح الصحية، ما جعل بعض مسؤولي المؤسسات يلجؤون إلى هؤلاء الموردين من أجل الحصول على فترة ضمان الخدمة وعليه تم تكليف لجنة بوزارة الصحة للقيام بزيارات إلى المؤسسات الصحية عبر عدد من الولايات لمعاينة التجهيزات التي تم اقتناؤها من عند نفس الموردين، والوقوف على مدى مطابقة طريقة اقتنائها مع التشريعات والقوانين المعمول بها. يشار أن بوضياف قد أكد في وقت سابق في رده على سؤال يتعلق بإبرام موردين وإطارات بوزارة الصحة صفقات مشبوهة لاستيراد تجهيزات طبية مغشوشة من الصين على أنها تعود لماركات عالمية ذات جودة عالية، بالقول أن هذا الأمر عارٍ من الصحة، مؤكدا أن الوزارة أبرمت اتفاقيتين مع شركتين أمريكيتين هما « فريون» و اليكتا» لاستيراد التجهيزات التي تحتاجها المستشفيات مع ضمان تكوين التقنيين لصيانتها وإصلاحها في حال العطب، ليتبين فيما بعد ومن خلال التقرير الذي وصل إلى مكتب الوزير أن عدد من المستشفيات تجهز بتجهيزات خردة يتم اقتناؤها بالملايير وهو ما يستدعي تدخلا من أعلى مستوى لردع هذه المخالفات التي تتكرر بقطاع الصحة الذي يعاني من الفوضى لسنوات وهو ما دفع بالوزير الحالي لتكثيف نشاطه من خلال الخرجات التي يقوم به للمستشفيات. سفيان.ب