خصصت يومية "الحوار" يومها أمس، لتأبين المناضلة.. مدربة التنمية البشرية والصحفية باليومية، التي رحلت عن عالمنا الأسبوع الماضي إثر حادث مرور على الحدود التونسية-الجزائرية، صباح غيغيسي، حيث استذكر الحاضرون من شخصيات عربية وقيادات أحزاب سياسية وإعلاميين مسار الفقيدة الحافل بالنجاحات والأعمال الخيرة وكذا خصالها الطيبة التي شهد لها الجميع. وافتتحت التأبينية بآيات من الذكر الحكيم تلتها الطفلة رنيم عرفة، ليتم بعدها تسليط الضوء على سيرة المرحومة من خلال شريط فيديو تضمن أهم المحطات التي عايشتها فقيدة الإعلام والسياسة النزيهة، التي عشقت القضية الفلسطينية واشتهرت بقولها "فلسطين قضية ظلم حقيقي وقع على شعب"، وقالت في حق العدو الصهيوني "نقول لهذا الكيان المسخ إننا أدركنا حينما دخلنا أنك زائل"، كما تضمن الفيديو كلمة رئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية، إسماعيل أحمد عبد السلام هنية التي أكد من خلالها أن الأخت صباح امرأة قلبها قلب رجل، لما قامت به من أعمال جهادية ولحبها فلسطين والقضية العادلة التي يناضل من أجلها الفلسطينيون والعرب، حتى وافتها المنية وهي ذاهبة للمشاركة في مؤتمر للقدس بتونس، مقدما لروحها الطاهرة هنية تحية إكبار وإجلال ومعزيا الجزائر فيها. وقد كانت المرحومة صباح غيغيسي المولودة في 1972، من مؤسسي الاتحاد الطلابي الحر بتبسة، حيث التحقت بعد تخرجها بالمكتب الولائي لحركة مجتمع السلم، وعرفت بمشاركتها في كسر الحصار على غزة في عدة قوافل، منها أسطول الحرية، شريان الحياة وأميال الابتسامة.
المدير العام ليومية "الحوار" محمد يعقوبي: دهشت في عملي معها من تفرعها وتشعبها في عدة مجالات قال المدير العام ليومية "الحوار" محمد يعقوبي، إن التأبينية التي أقامتها اليومية أمس للمناضلة الراحلة صباح غيغيسي، كانت واجبة على القائمين عليها كون الفقيدة رافقت إطلاق الجريدة منذ بدايتها وشاركت في تأسيسها من خلال أفكارها ومقترحاتها. نعى محمد يعقوبي الفقيدة باستعراض ما قدمته الراحلة غيغيسي للجريدة والمجتمع بصفة عامة، بقوله إنها لا تكل ولا تمل في مد يد المساعدة للآخرين ومرافقتهم في فعل الخير، وأنها من القلة القليلة الذين يسارعون ويخلقون في فضاءات عديدة ومتنوعة من النشر، معبرا عن دهشته من تفرعها وتشعبها في عديد المجالات، التي كان أولها السياسي الحزبي، مؤكدا يعقوبي أنه عرفها فيه كما عرفها في التنمية البشرية التي لا يعلى على عملها فيها، وكذا في الصحافة التي أعرب مدير يومية "الحوار" عن اندهاشه من قدراتها العالية فيها، حيث التزمت منذ أول يوم لها في اليومية بالعمل على صفحتين يوميا بلغة راقية جدا تعج بالأفكار والاتصالات مع المختصين إلى غاية يوم وافتها المنية. كما ذكر يعقوبي ببراعتها في تصوير الأحداث التي عايشتها بأساطيل الحرية التي قادتها إلى غزة، منذ انطلاق البواخر إلى حين عودتها، قائلا يعقوبي إنه لم يجد في سعيه إلى أرشفة الأسطول أحسن منها، مشيدا بالروح المتجددة التي كانت تملكها الفقيدة والطاقة الإيجابية التي كانت تغدق بها على محيطها، مشيرا إلى أنه والراحلة كانا بصدد التحضير لبرنامج تلفزيوني قبل وفاتها لكن إرادة الله كانت أسبق.
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد نزال: اشتعال مواقع التواصل الفلسطينية بخبر وفاة صباح غيغيسي دليل على مكانتها قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمد نزال، إنه تلقى خبر وفاة الفقيدة صباح غيغيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الصفحات الفلسطينية عبر الفايسبوك، بعدما أشعل النبأ هذه المواقع، مما أثار انتباهه خاصة وأن اسمها لم يكن مألوفا لديه لكن سرعان ما استذكر نضال الراحلة وأدرك "حجم المصيبة" عندما رأى صورتها. وأكد محمد نزال خلال كلمة ألقاها بالتأبينية التي نظمتها يومية "الحوار" أمس، أنه لم يتشرف بمعرفة الفقيدة معرفة وثيقة، وإنما معرفته بها كانت عامة من خلال المناسبات الاجتماعية فقط، قائلا بأن تلقيه لخبر وفاتها بتلك الطريقة جعله يتأكد أن "أختا ناشطة عاملة في سبيل القضية الفلسطينية هي من وافتها المنية"، مسترسلا نزال بالقول إن الموت مهما قلنا عنه إلا أنه يظل مصيبة حتى ولو كان على مواقع القتال مع العدو، ولأننا نؤمن أنه حق وأنه يأتي بشكل مفاجئ لا يسعنا إلا القول إنا لله وإنا إليه راجعون. وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه أدرك عظمة المرأة من خلال ما جاد به أخوها أمام الحاضرين بالتأبينية من خصالها والمناصب التي تقلدتها خلال حياتها المهنية، قائلا "عاشت صباح حياة مكثفة قصيرة كأنها تسارع الوقت لإدراك ملاقاة ربها"، مضيفا أن السيرة الذاتية للفقيدة التي تعج بالفعاليات والمواقع التي تقلدتها لا تعد طويلة وإنما دليل على استثنائيتها وتميزها في نشاطها وعملها، مذكرا بمقولة الشيخ قطب رحمه الله في كتابه أفراح الروح "إن كلماتنا تظل عرائس من شمع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة". وتابع بالقول "نحن في يومنا هذا لا نتكلم عن كلمات وإنما على أقوال وأفعال وأعمال فعلتها الفقيدة"، داعيا إلى الالتفات إلى إيجابيات بعضنا البعض والتذكير بها في حياتنا، لأن طبيعة الإنسان في الغالب تنسيه مآثر أخيه وتذكره بها عند موته، قائلا بأنه من الواجب علينا رؤية بعضنا البعض بمنظار الإيجاب والابتعاد عن السلبيات. هذا وأضاف نزال بأن سيرة الراحلة تجسد الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويتجسد ذلك من خلال الرسالة العظيمة التي كانت تحملها وعشقها الأبدي لفلسطين والقضية ومعتقدها بأن الأخيرة قضية حق مقابل باطل الكيان الصهيوني، قائلا إن التأبين اليوم لا نريد منه قضاء الوقت أو تسجيل موقف بقدر ما نريد به التذاكر بين بعضنا البعض لأن الفقيدة الآن أصبحت بين أيدي بارئها، داعيا إلى استخلاص العبر والدروس من سيرة الراحلة ومسيرتها. وفي الأخير تقدم محمد نزال بجزيل شكره إلى القائمين على يومية "الحوار"، على وفائهم للراحلة كوننا في زمن يقل فيه الوفاء.
الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي: صباح تمنت موتتها تلك ووفقها الله لذلك قال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، إنه تمنى أن تكون الفقيدة صباح غيغيسي الشهيدة رقم 11 من شهداء أسطول الحرية لأنها تمنت ذلك بشدة، كاشفا أنها تمنت أن تموت موتتها تلك ووفقها الله لذلك. وأعرب ذويبي في كلمة موجزة ألقاها ضمن فعاليات تأبينية الفقيدة صباح غيغيسي بمقر "الحوار" أمس، عن تمنيه أن تلتحق الراحلة بركب الشهيدات والصالحات، كونها إنسانة طيبة وتملك من الخصال الجيدة ما تملك، قائلا إنه يعتبرها واحدة من أفراد أسرته، وإنه التقاها في عديد المناسبات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والرحلات إلى غزة، كما أنه اكتشف مدى وسعة بالها وفكرها خلال زياراتها المتكررة له في بيت العائلة. كما تقدم الأمين العام لحركة النهضة بجزيل الشكر للقائمين على يومية "الحوار"، لإقامتهم للتأبينية، معتبرا إياها دليلا على الوفاء والقيم العالية. /////////////// رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بموريتانيا محمد غلام: الفقيدة صباح كانت صاروخا في وجه الصهاينة عبر رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بموريطانيا، محمد غلام عن تقديره لفقيدة الجزائر المناضلة صباح غيغيسي مؤكدا أنه تشرف بمعرفة المرحومة في رحلة من رحلات الجهاد وفي لحظة من لحظات صفاء الروح، رحلة تخلو من مظاهر البهرجة والرياء لأن أهلها كانوا في مواجهة مع الموت، وهناك تصفى المعادن ويظهر المقبل من المدبر وشهد محمد غلام أنها كانت مقبلة. وأضاف المتحدث بأنه كان يعرف عظمة الشعب الجزائري وروعته، لكن زاده الوفد الثلاثيني في معرفة هذا الشعب أكثر، مشيرا إلى أن الفقيدة كانت شعلة من النشاط ومصرحا "كانت أشدنا على اليهود في تلك السفينة، بل كانت صاروخا منطلقا في جرأتها". وقد تركت الأخت صباح بصمة كبيرة على الحياة، حسب ذات المتحدث لأن عطاءها متدفق ولم تبخل بشيء، وتركت نفسها لكل ما تستطيع، وكان من الممكن أن تكون كالأم تريزة، حيث حزن لموتها إخوانها وأخواتها في فلسطين، وتعزى فيها تونس وتصاب فيها موريطانيا ومصر وتعزى فيها الجزائر، وهذا اللفيف يعبر فعلا على القيم، إلا أنه من المفروض أن تكون هناك عدالة لإبراز الناس وإعطائهم المكانة التي يستحقونها، واختتم محمد غلام مداخلته باقتراح إنشاء جمعية أو منبر باسم الفقيدة.
ممثل عن المشاركين بأسطول الحرية زين الدين بن مدخن: صباح لم تسكن أو تلين حتى في سجن بئر السبع استهل زين الدين بن مدخن مداخلته التي ناب من خلالها عن جميع الرجال المشاركين في أسطول الحرية بتأبينية المرحومة صباح غيغيسي كلمته بالقول "هل يحتاج الصباح إلى مصباح"، مشيرا إلى أن المرحومة كانت من طينة المناضلين الأقحاح، وتربت في مدرسة الشيخ محفوظ نحناح. كما وضح بن مدخن بأنها عايشت أحداث جسام في الجزائر، وكانت خطيبا مصقعا ومحاورا ذكيا، فهي ممن صمدوا في وجه العدو الفلسطيني، حيث لم تسكن أو تلين حتى في سجن بئر السبع، كما أضاف أنها كانت كالطود الشامخ في صمودها مع أخواتها، وكانت السباقة في المشاركة بالقوافل المتجهة لنصرة الشعب الفلسطيني، كما عبر على حزنه لوفاة الفقيدة، مؤكدا "قد فارقنا صباح جسما لكنها ستظل معنا رسما"، وأضاف "ستظل صباح ما بقي شريان ينبض بالحياة"، وختم زين الدين بن مدخن مداخلته بالقول وداعا يا صباح، لا تحتاجين ولا لألف مصباح.
عبد الكريم غيغيسي أخ المناضلة والصحفية الراحلة: صباح عاشت حياة عريضة مليئة بالعطاء لأنها عاشت لغيرها القضية الفلسطينية سكنت قلبها وعقلها وروحها ووجدانها بكلمات ملؤها الحزن والأسى ودموع صادرة من ولع الفراق على رحيل الشقيقة "صباح" تحدث عبد الكريم غيغيسي عن مسيرة المناضلة الفذة التي دافعت عن القضية الفلسطينية بالنفس والنفيس، وقال إن الراحلة عاشت حياة عريضة مليئة بالعطاء كونها عاشت لغيرها. وسرد خلال التأبينية التي نظمتها جريدة "الحوار" بالتنسيق مع أعضاء أسطول الحرية، أمس، ما كانت تتمناه قبل 3 أيام من أن يأذن لها الله تعالى بالرحيل، وذلك عندما قدمت من العاصمة لتعزي في أحد الأخوة المناضلين الذي توفي إثر حادث مرور في سوق أهراس، حيث روى أن صباح عندما كان يقلها بنفسه دعت أن يرزقها الله موتة كموتة الأخ عبد الله، ليشاء الله أن ترتقي إثر حادث مرور وهي تقطع الحدود الجزائريةالتونسية للمشاركة في مؤتمر حول فلسطين ومزاولة الدراسات السنة الثانية ماجيستر في العلوم الجزائية. وعبّر عبد الكريم عن امتنانه وشكره للوقفة التأبينية التي نظمتها جريدة "الحوار" والأخ أحمد لطيفي الذي كان رفيق نضال الراحلة "صباح غيغيسي"، فيما أعطى نبذة عن حياة الراحلة منذ نعومة أظافرها وإلى أن أخذ الله أمانته. المناضلة والصحفية المرحومة صباح غيغيسي ولدت سنة 1972 في 31 جانفي بولاية سوق أهراس، هي رابع ثماني أخواتها من أب مجاهد وأم صابرة، درست صباح بابتدائية بسوق أهراس وارتدت الحجاب وهي في سن 8 سنوات وهي تدرس السنة الثانية بعد اقتناعها قناعة شخصية تامة بارتدائه ورغم محاولات البعض من الأقربين نزعه عنها بحجة أنها صغيرة في السن، إلا أنها أبت وزادها ذلك إصرارا. تفوقت صباح في الدراسة بين زميلاتها ودرست شعبة الرياضيات في الثانوية إلا أن ذلك لم يمنعها من دراسة تفسير القرآن والإعجاز، حيث تميزت بقدرة الفهم والتلخيص مما دفعها لإلقاء دروس على زميلاتها في الاحترام والآداب، كما شاركت في اللجنة الثقافية والعلمية بالثانوية وعملت بالموازاة على إعانة المعوزين في العديد من المناسبات. في الجامعة أسست صباح رفقة زملائها نواة الاتحاد العام للطلابي الحر في سنة 1991، وأنهت دراستها الجامعية بنيل شهادة مهندس دولة، لتشغل بعدها منصب عضو مجلس وطني بحركة حمس منذ 2008، كما كانت عضو مكتب وطني مكلف بأمانة المكتب في العهدة الأخيرة لحمس، وكانت صباح عضو في الهيئة العالمية لنصرة فلسطين رفقة الحاج أحمد لطيفي الذي كان سندا لها في العديد من المحطات، مثلما شهد به أخ الراحلة. صباح غيغيسي اسم بارز في نصرة القضية الفلسطينية من خلال مشاركتها في عدة مؤتمرات دولية لنصرة فلسطين وتحرير الأقصى وقوافل فلسطين من أسطول الحرية لرفع الحصار عن قطاع غزة على سفينة "مرمرة" سنة 2010، وفي أسطول الحرية 2 سنة 2011، وأبدت الراحلة تأثرها بالشيخ أبو سليماني والشيخ محفوظ وغيرهم من الشيوخ. قضية فلسطين سكنت قلبها وعقلها وروحها ووجدانها فتحدثت عنها وعرّفت بها وحذرت من المتآمرين عليها ودافعت عنها بالنفس والنفيس، وجعلت العائلة تتابع باهتمام تطور القضية الفلسطينية إذ كانت لا تفوت فرصة للحديث عن مناقب الأبطال والتحدث عن صبرهم وإيمانهم الراسخ، خصوصا أسر الشهداء الذين كانت تصفهم بأهل الإيمان الذي لا يتزعزع.
نجوى سلطاني رفيقة درب الراحلة في النضال: صباح "الغزاوية" عاشت كبيرة وماتت كشهيدة فلسطينية قالت السيدة نجوى سلطاني حرم الرئيس السابق لحركة حمس أبو جرة سلطاني وصديقة الراحلة "صباح غيغيسي"، إن حصار الفرقة قد حاصر المشاركين في أسطول الحرية وصار من واجبهم اليوم تجسيد الحلم التي عاشت من أجله "صباح غيغسي" وفارقت الحياة وهي تحتضنه والمتمثل في فك الحصار عن غزة وربط أحياء الوطن الواحد المحتل، مؤكدة أن الراحلة حملت قضية أثقل من وزنها لكنها أصرت أن تعيش من أجلها. وأردفت أن صباح التي كانت تسمي نفسها "أم الشهيد" وكنا نسميها نحن صباح الغزاوية رفعت رأسها من الجزائر وقالت لهم إن شعبا رزح تحت الاحتلال 132 سنة ثم تحرر لجدير بقراءة ملحمته والسير على دربه، وأكدت بكلمات متثاقلة أن صباح ماتت وتركت وراءها فراغا كبيرا لأنها عاشت بقدرها وثقافتها وفكرها وخطبها وعلاقاتها السياسية والاجتماعية من أجل القضية وكأنها شهيدة فلسطينية. صباح كانت أعلى قامة وعاشت كبيرة رغم صغر سنها، كانت مثالا للاستقامة والمروءة ولما غادرت العالم علمتنا درسا وهو أن من يعيش لنفسه يموت وحده ولا يذكره أحد، أما من يعيش لقضية كبرى فموته خسارة للقضية الفلسطينية، أضافت تقول نجوى سلطاني في رفيقة الدرب بأسطول الحرية وبسجن بئر السبع. وعبّرت المتحدثة في مداخلتها باسم النساء اللاتي شاركن في أسطول الحرية عن امتنانها للفتة الطيبة التي قامت بها يومية "الحوار" التي استغلت اللمسة اليومية للفقيدة في التنمية البشرية، مشيرة إلى الراحلة صباح تركت آثارا طيبة، فيما اقترحت المبادرة بجمع كتابات الفقيدة وما لم ينشر في إصدار تخليدا لذكرى شهيدة العلم.
عبد الرحمان سعيدي قيادي سابق بحمس: صباح عاشت في الفسحة ولم يسعها إلا النضال العالمي نعى بدوره عبد الرحمان سعيدي عضو مجلس الشورى السابق في حركة حمس الفقيدة "صباح غيغيسي" بنت سوق أهراس والأسود التي تنبري لنصرة المستضعفين في أرض فلسطين، وأوضح أنه عرف الراحلة عندما تولى نيابة رئاسة الحركة وكانت هي آنذاك الأمينة الولائية لشؤون الطلبة، ليؤكد أنه تفاجأ عندما وجد هذه المرأة الشهيدة الشاهدة تتولى شؤون الطلبة بتميز مستواها الفكري وصفتها القيادية بامتياز التي كانت تستدعي مزيدا من الرعاية والتوجيه من قبل كبار القادة، مضيفا بأن صباح كانت تعيش في الفسحة ولم يكن يسعها إلا النضال العالمي. واعترف سعيدي بتأثر بالغ بأن المرحومة كانت أفضل منه عطاء وأفضل منه جهادا وعلما مما جعله يتوسم فيها خير خلف الذي يقف من أجل تأبينه وليس العكس، خاصة وأن الراحلة كانت مازالت قادرة على العطاء وخدمة القضية لولا مشيئة الله لترتقي، مقدما شهادة في صباح بأنها كانت في مجلس الشورى صاحبة وضوح وشجاعة وقول صريح ولا تعرف الخذلان. وأضاف سعيدي يقول إن صباح كانت امرأة بقلب امرأة وليس بقلب رجل لأنها ومثيلاتها من المناضلات اللواتي يعملن بوصايا الشيوخ والعلماء، كانت تعيش للإسلام والجزائر، مشيرا إلى أنه كان يتابع أعمالها باهتمام.