تغطية: عامر دراجي في حفل فني مميز وبحضور أعيان مدينة بوسعادة خاصة وأبرز مجاهدي الناحية السادسة وعلى رأسهم المجاهد عمر صخري وأيضا الشيخ الدكتور يوسف بلمهدي ونواب البرلمان بغرفتيه والسلطات المحلية وعلى رأسهم رئيسي الدائرة والبلدية، كرمت بوسعادة الإعلامي محمد يعقوبي المدير العام لجريدة "الحوار" وصاحب البرنامج التلفزيوني التوثيقي على قناة الكاي بي سي "الحلقة المفقودة". * بلمهدي والسد: إننا نكرم إعلاميا شريفا تحدث الشيخ يوسف بلمهدي عن يوم الشهيد لما يحمله من رمزية في قلوب الجزائريين، وأثنى الشيخ على مبادرة تكريم الإعلامي محمد يعقوبي واصفا إياه بالقلم الملتزم والحر والباحث عن الحقيقة، كما تدخل الدكتور نور الدين السد في نفس السياق مثنيا على المبادرة ومتحدثا بإسهاب عن مجاهدي الناحية السادسة وعلى رأسهم المجاهد عمر صخري، وقال السد إن تكريم الإعلامي محمد يعقوبي في بوسعادة هو تكريم لصحفي نزيه وشريف. وفي نفس السياق تحدث رئيس دائرة بوسعادة مرحبا بالضيوف ومشيدا بالمبادرة وكذلك فعل رئيس بلدية بوسعادة. * المديح والموشح والملحون ونشطت فرقة البهاء للمديح والموشح وعازفون محترفون على العود وفحول الشعر الملحون الحفل، وقد أدت الفرقة وصلات رائعة طربت لها آذان الحضور، كما تداول على المنصة محترفون في العزف على العود حلقوا بالحضور في سماء الطرب العربي الأصيل الذي تشع به مدينة بوسعادة المعروفة أيضا بالمديح الديني خاصة أنها تزخر بالعشرات من المنشدين الذين أثبتوا نجوميتهم عربيا. * لماذا الحوار ولماذا الحلقة المفقودة؟ وقع اختيار المنظمين لهذا التكريم هذا العام وهم جمعية الهاشمي ومنظمة المجاهدين لولاية المسيلة على الإعلامي محمد يعقوبي على اعتبار أنه يمثل مؤسستين إعلاميتين أثبتتا نجاحهما في وقت قياسي، يتعلق الأمر بيومية "الحوار"، حيث أجمع الحضور أن يعقوبي رفقة زملائه في "الحوار" استطاعوا في وقت قياسي أن يصنعوا جريدة تتوفر على الحد الأدنى من المهنية والموضوعية والصدق، وأيضا يتعلق الأمر بالبرنامج التوثيقي "الحلقة المفقودة" على قناة الكاي بي سي وهو البرنامج الذي وصفه الحضور بأنه الأكثر جرأة وملامسة للحقائق التاريخية من مصادرها خاصة أن هدف البرنامج هو توثيق الشهادات للأجيال اللاحقة ومحاولة استنطاق كل الأطراف بحرفية ومهنية بهدف الاقتراب أكثر من الموضوعية التي كثيرا ما تغيب في المشهد الإعلامي. * يعقوبي: أنتمي إلى جيل الفرص الضائعة وبعد تكريمه ببرنوس عربي أصيل وتحف فنية راقية تحدث الإعلامي محمد يعقوبي بأسف عن الفرص التي ضاعت على جيله في تسجيل شهادات حية عن ثورة التحرير خاصة بما جعل مهمة كتابة التاريخ تضيع بالموت البطيء خاصة مع رحيل كبار قادة الثورة وتضاءلت فرص الحصول على المزيد من الحقائق التاريخية، وشكر الإعلامي يعقوبي كل من بادروا بتكريمه خاصة في بوسعادة حيث الشعر والمديح والفن والجهاد والفروسية وكل قيم الجزائر العميقة. * ناصر لمجد خادم التاريخ ناصر لمجد هو مؤرخ من جيل الاستقلال حمل على عاتقه مسؤولية البحث والتنقيب على الشهادات التاريخية وتوثيقها للأجيال المتعاقبة، لا يتردد في تكريم المجاهدين ومن يخدمهم وإقامة الملتقيات التاريخية حول شهداء المنطقة ومجاهديها، يبذل جهدا خرافيا رفقة جمعية الهاشمي ببوسعادة من أجل استنطاق الجغرافيا واستنطاق الشهود من المجاهدين حول كل تفاصيل الثورة رغم قلة الإمكانيات وبساطتها إلا أن اهتمام الرجل والكثير من أمثاله في بوسعادة بالتاريخ جعل منها قطبا تاريخيا تقام فيه الملتقيات ويكرم فيه المجاهدون والشهداء ولأنه إعلامي مهتم بالتاريخ فهو لا يتردد في إنصاف الإعلاميين المشتغلين بالتاريخ أمثال الإعلامي المكرم محمد يعقوبي. * الشهيد بلقاسم لقرادة يعود إلى بوسعادة كعادتها كل سنة أقامت جمعية الهاشمي بالتنسيق مع منظمة المجاهدين ملتقى حول حياة وتاريخ الشهيد بلقاسم لقرادة واحد من قادة الناحية السادسة والذي حضر بعض أحفاده ورفاقه في السلاح والذين تكلموا عن جسارته وشجاعته وإقباله على الشهادة منذ بداية الثورة، وتداول الكثير من المجاهدين لتقديم شهادات حية عن البطل في أجواء طبعها الوفاء لروح الشهيد والإقرار له بالتضحية في سن مبكرة من حياته. * زاوية الهامل .. العلم والسكينة لم يفوّت الإعلامي محمد يعقوبي وجوده في بوسعادة ليزور زاوية الهامل، حيث استقبله بحفاوة الشيخ المامون القاسمي وطاف به في أرجاء الزاوية التي أصبحت صرحا علميا ودينيا لا يعلى عليه في خدمة القرآن الكريم، حيث عشرات الطلبة من كل أرجاء الوطن يتلقون تكوينا بتكفل تام من الزاوية، وتشهد الزاوية حالة توسعة لافتة يشرف عليها الشيخ مامون القاسمي ستجعل منها قطبا دينيا ليس فقط في الجزائر بل حتى في العالم الإسلامي، ولا يمكن لزوار زاوية الهامل أن يخرجوا منها إلا وقد شحنوا بطرياتهم الإيمانية بالكثير من القيم المفقودة في مجتمعنا خاصة وأن الأجواء داخل الزاوية لا مكان فيها إلا للسكينة والإيمان والذكر. * إبليس أيضا حاضر حظي الصحفي عامر دراجي المدعو "إبليس" هو الآخر بالتفاتة واضحة من سكان بوسعادة التي تعوّد الكتابة عن انشغالاتها ومشاكلها، وقد حرص "إبليس" أن يوضح لسكان بوسعادة أنه لا علاقة له بإبليس لا من قريب ولا من بعيد، إنما يحاول تقمص شخصيته من أجل اجتثاث الشر الموجود في نفوس الكثير من البشر بحثا عن الإنسانية المفقودة في داخلنا.