كشف الناطق باسم جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، ل"الحوار"، أن تشكيلته لا تزال متيقنة بأن مبادرة الإجماع الوطني هي الحل الوحيد لإخراج البلاد من" الأزمات" التي تواجهها على مختلف الأصعدة والمجالات، مؤكدا أن الأفافاس سيغتنم محطة الاحتفالات المخلدة لذكرى مؤتمر الصومام التي سيعقدها، اليوم، بقرية ايفري بولاية بجاية ليدعو من جديد كافة الفاعلين السياسيين والشعب الجزائري لضرورة تبني هذا الطرح، موضحا أن أكثر من 3 آلاف مناضل من مختلف الولايات سيحضرون هذا الموعد الذي ستتخلله بحسبه كلمة للأمين العام. قال، أمس، يوسف أوشيش، إن جبهة القوى الاشتراكية "من تقاليدها إحياء ذكرى مؤتمر الصمام مع الجزائريين، حيث برمجنا تجمعا شعبيا ضخما على مستوى مقر انعقاد مؤتمر الصومام، بقرية ايفري أوزلاقن"، كاشفا عن إنشاء لجان محلية ووطنية مهمتها الأساسية التحضير لهذه الاحتفالية التي جاءت يقول محدثنا تحت شعار "من إجماع لتحرير الوطن إلى إجماع لتحرير الشعب". وأكد يوسف أوشيش أن إحياء هذه الذكرى ستتخلله كلمة للأمين العام للأفافاس عبد المالك بوشافع وجمع من القيادات البارزة في الحزب، معتبرا أن حزبه سيغتنم هذه المناسبة ليذكر بالتحديات التي تمر بها البلاد، ويؤكد على ضرورة التوجه إلى الإجماع الوطني الذي يبقى بحسبه المفتاح الرئيسي للخروج من" المطبات" التي تواجه البلاد اقتصادية، سياسية، اجتماعية وغيرها.
وقدر يوسف اوشيش الناطق باسم "الأفافاس"، أن عدد الحضور سيكون بالآلاف، نظرا لرمزية المناسبة لدى هذه التشكيلة: "حول تقديراتنا لعدد المشاركين في ذكرى مؤتمر الصومام لهذه السنة، فإنه سيحضر أكثر من 3000 مناضل من كافة ولايات الوطن، لكي يحيوا هذا الموعد الهام والمحطة المصيرية في تاريخ الجزائر، وليشددوا على أن مخرجات مؤتمر الصومام وجب عدم تجاهلها في جزائر الاستقلال".
وحول صحة التعليمات الصارمة التى تكون قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية وجهتها لكل قياديي الحزب ومنتخبيه عبر ولايات الوطن بعدم المشاركة والمساهمة في تنظيم الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى الستين لمؤتمر الصومام، من عدمها، لم ينف محدثنا هذه المعلومات كما لم يؤكدها، مشيرا الى أن: "جبهة القوى الاشتراكية لها برنامجها الخاص مسطر من قبل الحزب لإحياء هذا الموعد، وبالتالي فإن مناضلي الأفافاس سيشاركون في البرنامج المسطر من قبل حزبهم وليس العكس، وهذه الأعراف معمول بها لدى جميع الأحزاب وليست مقتصرة على الأفافاس فقط". وكان تقرير إعلامي، أمس، ذكر أن" قيادة الأفافاس أعطت تعليمات صارمة لكل قياديي الحزب ومنتخبيه عبر الولايات بعدم المشاركة والمساهمة في تنظيم الاحتفالات الرسمية بالذكرى الستين لانعقاد مؤتمر الصومام، احتجاجا على محتوى البرنامج المعد بالمناسبة، ويتضمن تخصيص رئيس الجمهورية بتكريم من قبل الأسرة الثورية ومسؤولين في الجهاز التنفيذي". وجاء في بيان للحزب، أن الأفافاس لا يزال وفيا لروح ميثاق الصومام ومؤمنا بشعاراته المتمثلة في أولوية السياسي على العسكري، وأن الكفاح القادم سيكون من أجل تجسيد هذه المبادئ التي من دونها لن تجد الديمقراطية سبيلا في هذا الوطن، وأن روح الدولة الجزائرية التي مات من أجلها الملايين من الجزائريين، معلق إلى حبل وثيق وفلسفة مؤتمر الصومام".
في السياق، قال يوسف أوشيش، إن الأفافاس لا يزال متمسكا بالمبادرة التى كان قد أطلقها في الساحة السياسية نهاية سنة 2014، ويعتبر أنها الحل لإخراج البلاد من "عنق الزجاجة": "الأفافاس لا يزال متمسكا بمبادرة الإجماع الوطني، ونحن متيقنون بأنها الوسيلة الوحيدة التى تخرج البلاد من الأزمة التى تعيشها وسنعمل على تنفيذها ميدانيا بإشراك كل الفاعلين السياسيين والشعب الجزائري الذي يعد العمود الفقري في كل مبادرة سياسية"، مؤكدا أن الغاية من هذا الإجماع الوطني: "الذي تريده الأفافاس وتلح عليه، تكريس دولة الحق والقانون والحريات العامة والعادلة كما كان قد دعا إليها ميثاق مؤتمر الصومام 1956″. وحول الرغبة الشديدة في التمسك بهذه المبادرة رغم" ثبوت" عدم تبنيها من الطبقة السياسية، أكد أوشيش، أن المبادرة لم ترفض: "على مستوى المشاورات التى باشرناها سنة 2014، قمنا بلقاءات ثرية مع 63 فاعلا سياسيا ولم يكن هناك رفض، بل تجاوب كبير عدا بعض التشكيلات التى سجلت امتناعها"، مشيرا إلى تلك المبادرات السياسية الوطنية التي "فشلت قبل ولادتها باعترافات صريحة لأصحابها، وبالتالي فإن الأفافاس يدعو إلى وجوب التوجه إلى إجماع وطني يضع البلاد في سكتها الحقيقية". نورالدين علواش