كشفت الرئيسة الشرفية لفرقة ''سحرة بدون حدود'' الكندية أندري روفو، عن سرّ انجذابها نحو العمل التطوعي رفقة السحرة، وقالت أنها تسعى من وراء عملها هذا إلى كسر جدار المعاناة عن الأطفال المرضى والمحرومين كما كسرت الحواجز الجغرافية بتنقلها بين قارات العالم الخمس دفاعا عن حقوق الطفل وحمايته من كافة أشكال العنف والاضطهاد الذي يمارس ضده خاصة خلال الحروب والنزاعات التي تشهدها بعض دول إفريقيا. التخفيف من معاناة وآلام الأطفال المرضى و إعادة الابتسامة للأطفال المعوزين وجعلهم يحلمون بعالم أفضل هو ليس هدف فرقة ''سحرة بدون حدود'' المتكونة من عشرة سحرة فقط وإنما هو الهدف الأسمى الذي تناضل من أجله أندري روفو كما ذكرته في لقائها ب''الحوار'' على هامش ندوة صحفية عقدتها الفرقة الكندية بالجزائر نهاية الأسبوع الماضي. المرأة القاضي .. صديقة السحرة تلقت أندري روفو تكوينها الجامعي بمسقط رأسها بكندا أين تحصلت على شهادة الليسانس في البيداغوجيا والفن، ولم تكتف هذه المرأة المليئة بالطاقة والحماس النابعة من حبها للأطفال بهذه الشهادة، بل راحت تواصل مشوارها الدراسي معاودة الالتحاق بمقاعد الجامعة لتدرس الحقوق وتتوج في النهاية بنيل شهادة القضاء وتمارس بعدها مهنتها كقاضي أين كرست جهدها خلال فترة ممارستها لمهنتها لحماية حقوق الطفل والدفاع عنها عن طريق تطبيق القوانين المتوفرة في هذا المجال، لتنتقل بعدها إلى التدريس الجامعي، شغفها الكبير بعالم الأطفال قالت روفو دفعها إلى اعتزال القضاء والتدريس والتوجه نحو العمل الميداني بدل متابعته من منصبها كقاضي، ف روفو تهدف من وراء انضمامها إلى فرقة ''سحرة بدون حدود'' يتمثل في تنمية حب الاعتزاز بالنفس عند هذه الفئة الخاصة من الأطفال قصد تمكينهم من التحكم في مصيرهم، فغالبيتهم من الفقراء والمعوزين وقاطني المناطق النزاعية فلا تعرف وجوههم الابتسامة أبدا فكيف لها أن تعرف الضحكة والتي إن ارتسمت عليها تكون مصطنعة لا تفارقها الدموع أبدا، لتتحول بذلك المرأة القاضي إلى صديقة للسحرة، الذين قالت عنهم أنهم وبفضل خفة ألعابهم ينجحون لا في رسم الابتسامة على الأطفال بل في انتزاع ضحكاتهم وقهقهاتهم لتعبر هي الأخرى حدود العالم. ارتباطها بالأطفال وتواجدهم الدائم إلى جانبهم في كل الظروف دفع روفو إلى الانتقال نحو الكتابة والتأليف ، فكان لها رصيدا لا بأس به من المؤلفات يقدر بالعشرات بين قصص ونقل لظروف البعض منهم من أطفال عاشوا ويلات الحروب والمجاعة محاولة بذلك إيصال رسالتهم إلى قادة العالم في توفير لهم الأمن والاستقرار. بالسحر ننوي تكفيف دموع أطفال فلسطين قالت روفو في سياق حديثها، أن أشد ما يؤثر في نفسها هو منظر الأطفال الذين يلقون حتفهم يوميا بالعشرات جراء الحروب والأوبئة وسوء التغذية والمجاعة عبر العالم، فقد أسرت محدثتنا أنها بتنقلها عبر الدول الإفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية لا يعني أن أطفال كندا لا يعانون من نفس المشاكل حيث تعرف مدينة مونريال مئات الأطفال المشردين يتخذون من شوارع المدينة ملجئ لهم ومن السرقات مصادرا لكسب عيشهم فلا تختلف أوضاعهم عن أوضاع بقية أطفال العالم، فمنذ انضمامي إلى فرقة ''سحرة بدون حدود'' سنة 2001 وتعييني من قبل مؤسسها الجزائري فؤاد فيلالي أضافت روفو جلت العالم تاركة مهمتي كقاضي للأطفال ومؤسسة للمكتب الدولي لحقوق الطفل، من أجل العمل على إيقاظ الضمير الإنساني والمجتمعي لحماية حقوق الطفل فقد كنت أشعر بالرغم من كل جهودي أنني لازلت بعيدة عن الإحساس بشعور الفرحة الذي يشعر به الأطفال وهم متمتعين بكامل حقوقهم، فقررت أن أكون رفيقة السحرة في جولتهم حتى أعيش ذلك الإحساس. وبعد المبادرة التي قمنا بها في الجزائر في 2003 بتقديم عروض بكندا وعلى غير العادة غير مجانية وجهنا مداخيلها إلى أطفال بومرداس حيث ساهمنا في بناء المدارس والروضات وإعادة ترميم بعضها الآخر مع تقديم مساعدات عينية من شراء للكتب وتجهيز للمكتبات واقتناء للأدوات المدرسية للمعوزين واليتامى، ستعمل فرقة ''سحرة بدون حدود'' على مسح دموع أطفال فلسطين وتحديدا أطفال غزة حيث سنقوم قريبا بجولة إلى لبنان نزور عبرها مخيمات اللاجئين نقدم أثناء تواجدنا هناك عروضا مجانية للأطفال مع تمسكنا في المطالبة بالدخول إلى قطاع غزة قبل نهاية 2010 لتقديم عروضنا هناك.