من المنتظر أن تشارك الجزائر في فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل2017 برصيد خاو من المشاريع في المجال، خاصة بعدما جمد المشروع الوحيد لاستغلال الطاقة الشمسية "ديزارتاك" منذ سنوات قليلة، وهو الذي كان سيمكن الجزائر من السير بخطى ثابتة نحو خفض استغلال الكهرباء وتوسيع حقيبة مدخلاتها من العملة الصعبة بتوريدها لهذه الطاقة إلى دول أوروبا خاصة بعدما صنفت الصحراء الجزائرية كأكبر خزان للطاقة الشمسية في العالم. وتجمع القمة العالمية لطاقة المستقبل لسنة 2017، التي تقام ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة بين 16 و19 جانفي 2017، بين "الخطوات العملية نحو مستقبل مستدام" كموضوع رئيسي لأسبوع الاستدامة، وهدفها المتمثل في "الحفاظ على الإجماع بشأن الطاقة النظيفة، وتمكين لاعبين جدداً في القطاع"، حيث من المرتقب أن تقدم القمة عرضا لمجموعة غير مسبوقة من حلول الطاقة النظيفة المربحة مالياً، والتي من شأنها أن توسّع الآفاق أمام شركات التقنيات الخضراء، في ضوء الهبوط الحاد في تكلفة الطاقة الشمسية، وبالتزامن مع حراك واسع تشهده منطقة الشرق الأوسط سعياً وراء تحقيق الأهداف الطموحة للاستدامة. وتُظهر أرقام أوردتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" أن ثمّة فرصا هائلة متاحة في السوق أمام الموردين والمستثمرين، لا سيما في البلدان التي تنعم بوفرة من ضوء الشمس والأراضي الشاسعة غير المستغلة التي يمكن عليها بناء مواقع الطاقة الشمسية.
كما أكدت "ايرينا" انخفاضا فاقت سرعته التوقعات في تكاليف الطاقة المتجددة يعني أن مصادرها أصبحت الآن استثماراً سليماً من الناحية المالية، بعدما انخفضت أسعار تقنيات الطاقة المتجددة الآن إلى نقطة يمكن عندها أن تنافس وفقاً لشروطها، وذلك بعد أن كانت مصادر الطاقة المتجددة في السابق أكثر تكلفة من مصادر الطاقة التقليدية، ما جعلها تحتاج إلى دعم حكومي.
ومن المنتظر أن تجمع القمة العالمية لطاقة المستقبل لسنة 2017، التي تعقب انعقاد الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الأطراف المعنية باتفاقية الأممالمتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي في المغرب هذا العام، والجلسات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، عدداً من كبار الخبراء وصانعي السياسات والمبدعين والمستثمرين في مجال الطاقة المتجددة من أنحاء العالم، بعدما كانت دورة 2016 من القمة قد استضافت 30 ألفاً من الحضور من 150 بلد، و600 شركة عارضة، فضلا عن استضافتها رقماً قياسياً من المشترين التنفيذيين بلغ 1,735 مسؤولاً من 1,322 شركة من 75 بلداً. ويشار إلى أن الصفقات التي شهدت إبرامها القمة العالمية لطاقة المستقبل حدثت وسط حراك قوي في مجال الطاقة المتجددة في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا سيما في مجال الطاقة الشمسية.
* ربراب الوحيد المهتم بمشاريع الطاقات المتجددة.. كمال ديب ل"الحوار" هكذا ستكون مشاركة الجزائر في قمة طاقة المستقبل
قال الخبير الاقتصادي كمال ديب في حوار مع "الحوار" بأنه يتوقع إبرام عقود واتفاقيات جديدة بين الجزائر والمستثمرين الأجانب فيما يخص استغلال الطاقات المتجددة، وذلك لاقتناع الحكومة الجزائرية بأن زمن النفط قد ولى، أملا في إعادة بعث مشروع "ديزارتاك" لاستغلال الطاقة الشمسية، واتجاه المستثمرين الجزائريين إلى الخوض في مشاريع الطاقات البديلة. * يفصلنا عن انعقاد القمة العالمية لطاقة المستقبل 2017 التي سترتكز على تطوير أمن المياه، إدارة النفايات، كفاءة الطاقة والطاقة الشمسية والنقل المستدام، أربعة أشهر فقط، كيف ستكون المشاركة الجزائرية في أشغال هذه القمة؟ – القرن 21 هو قرن الطاقات المتجددة بدون أي نقاش، والجزائر خلال فعاليات قمة طاقة المستقبل 2017 ستكون ممثلة بالشركتين العموميتين سوناطراك وسونلغاز حيث ستشارك الأخيرة عن طريق فرعها المعني باستغلال الطاقات البديلة، حيث سيكون الوفد الجزائري مكونا من مدراء ومستشارين من وزارتي الطاقة والصناعة بالإضافة إلى بعض المستثمرين في المجال، حيث من المرتقب أن تستعرض الجزائر سوقها الطاقوي أمام المستثمرين الأجانب، خاصة بالنسبة للرائدين في المجال كالمستثمرين الألمان، كما من المنتظر أن تبرم الجزائر عقودا مع الأجانب لاستغلال هذه الطاقات.
* هل نتوقع الانطلاق في التحضير لاعتماد هذه الطاقات بعد انقضاء القمة خاصة وأنها تعتبر الطاقات البديلة للطاقة الأحفورية؟ – نأمل إعادة بعث مشروع "ديزارتاك" لاستغلال الطاقة الشمسية الذي كانت شركة "سيمنز" الألمانية صاحبته، وشارك فيه بعض الأطراف كرجل الأعمال وصاحب مجمع سفيتال أسعد ربراب، والذي جسد جزءا منه في المغرب فيما جمد في الجزائر خلال الأزمة الأمنية التي عرفها الجنوب منذ قرابة الأربع سنوات، حيث كان سيجسد ب 500 مليار دولار.
* لماذا هذا التأخر في استغلال الطاقات المتجددة وعلى رأسها الشمسية رغم أن الجزائر تملك من الإمكانيات ما يكفي لذلك؟ – الحكومة بادرت إلى استغلال الطاقات المتجددة إلا أن سيطرة الطاقة الأحفورية على السوق العالمية حال دون اتجاه المستثمرين الأجانب إلى مشاريع استغلال الطاقات البديلة، فالسلطات الجزائرية من خلال شركة سونلغاز تعمل في كل مرة على زرع ثقافة الادخار في الطاقات، إلا أن قمة جانفي القادم ستكون فرصة جيدة لإعادة بعث المشاريع، فبعد انقضاء اجتماع الدول المصدرة للبترول "الأوبك" بالجزائر المعتزم إقامته الشهر المقبل، تكون الرؤية قد اتضحت وتكون النظرة قد اكتملت بالنسبة للطاقة الأحفورية وضرورة الاتجاه إلى الطاقات البديلة وتنويع الاقتصاد.
* هل يمكننا الانتظار من الحكومة أن تخطو خطوات كبرى في استغلال الطاقات المتجددة أو الطاقة الشمسية على أقل تقدير بعد انقضاء قمة طاقة المستقبل، خاصة مع الوضع المالي الذي تشهده البلاد؟ – مشاريع استغلال الطاقات المتجددة في جميع أنحاء العالم تقام بمبادرة من الخواص وتأطير من الحكومات، وحتى البترول في القديم كان اكتشافه بمبادرة من الخواص.
* تعليقا على جوابك، هل نستطيع الاعتماد على رجال الأعمال الجزائريين في مشاريع استغلال الطاقات البديلة؟ – بكل صراحة، أنا أرى أن مشروع "ديزارتاك" مشروع ضخم، وبما أن رجل الأعمال أسعد ربراب كان من المبادرين للمشاركة في المشروع، فأنا أثمن ذلك وأعتبره من رجال الأعمال ذوي النظرة المستقبلية، في حين أرى أن رجال أعمال منتدى رؤساء المؤسسات من الباحثين عن الربح السريع، لذا أدعو جميع رجال الأعمال الجزائريين لأخذ مبادرة استغلال الطاقات المتجددة على عاتقهم. سألته: ليلى عمران