تعيش مئات العائلات في 22 موقعا للبيوت القصديرية ببلدية بئر مراد رايس، مخاوف استثنائهم من عمليات الترحيل الواسعة التي شرعت فيها الولاية، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية للقضاء على البيوت القصديرية، سيّما وأنهم لم تصلهم أي معلومات لا من قبل مسؤول البلدية ولا حتى وسائل الإعلام، عن ترحليهم إلى سكنات لائقة. لا يزال سكان البيوت القصديرية ببئر مراد رايس، على غرار حيي"لاكونكورد" و" المقام" يتساءلون عن أسباب إقصائهم من قبل مصالح الولاية من العملية الضخمة التي شرعت فيها السنة الماضية في إطار القضاء على البيوت القصديرية، مع أن وضعهم المزري يشبه كثيرا وضع المرحلين مؤخرا، بل -بحسبهم- حالهم المتردي أشد داخل بيوت ضيقة مشيدة بالصفيح والخشب، وتفتقد لأدنى الشروط الحياتية.
ومن أفظع ما يعيشه سكان حي"لاكونكورد" الذي يضم 18 عائلة منذ أكثر من 20 سنة و حي المقام الذي يصم بين جنباته 40 عائلة، حسب بعض محدثينا، ما يحدث لهم خلال فصل الشتاء والأيام الممطرة، أين تتحول بيوتهم إلى برّادات ووديان حقيقية تلزمهم في غالب الأحيان المبيت في العراء.
ولا تقتصر معاناتهم على فصل الشتاء، بل تمتد لفصل الصيف، حيث تتحول البيوت القصديرية إلى فرن مفتوح على مصراعيه تعجز المكيفات عن تهويتها وإنعاش المكان، فضلا عن انتشار الحشرات والجرذان بسبب تراكم النفايات.
وبحسب إحدى السيدات التي تحدثت ل" الحوار"، فإن " مسؤولي مصالح البلدية على دراية بمعاناتنا ويعلمون جيدا أنّ هذه البيوت القصديرية غير صالحة للسكن، بيد أنّهم لا يتحركوا تحركا إيجابيا، بل تحركهم لا يتعدى وعودا يقطعونها في كل مرة خصوصا خلال الحملات الانتخابية لأجل كسب صمتنا وصوتنا وإيقاف أي حركة احتجاجية ضاغطة قد تهز منصبهم"، لافتة إلى أن " ما يثير مخاوفهم من استثنائهم هذه المرة من كل عمليات الترحيل التي استفاد منها غالبية سكان البيوت القصديرية بالعاصمة، في إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية هو صمت مسؤول البلدية والولاية وعدم إبلاغنا عن موعد ترحيلنا إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتنا وعزتنا". وتابعت السيدة " سمعنا أنّ كل سكان البيوت القصديرية بالعاصمة سيرحلّون، لكن لم نسمع أي خبر يتكلم عن موعد ترحيل سكان البيوت القصديرية ببئر مراد رايس وكأننا نسكن في بيوت لائقة، وكأنه لا وجود لنا في خريطة العاصمة، وهذا ما يخيفنا من أن نقصى وتضيع منا مثل هذه الفرصة".
إلى ذلك، يكرر سكان الأحياء القصديرية ببئر مراد رايس، مطلبهم بضرورة حمل المسؤولين المحليين وضعهم المتردي على محمل الجد وعدم اقصائهم من هذا المشروع الرئاسي، باعتبارهم لن يبقوا صامتين بل سيتحركون بقوة وسيخرجون إلى الشارع، مثلما ذكر البعض.
* نائب رئيس بلدية بئر مراد رايس بدة زكري عبد الله ل"الحوار" نطالب زوخ شملنا في الترحيل للقضاء على 22 موقعا للبيوت القصديرية من جهته، دعا السيد بدة زكري عبد الله، نائب مكلف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضة والشباب، والي العاصمة، عبد القادر زوخ، إلى منح بلدية بئر مراد رايس حصة سكنية للقضاء على ال22 موقعا للبيوت القصديرية، التي تضم بين أحشائها 600 عائلة. وقال زكري، في اتصال هاتفي ب"الحوار"، إن " بلدية بئر مراد رايس لم تستفد من أي عملية ترحيل منذ سنة 2014 أين تم ترحيل حوالي 50 عائلة في إطار البرنامج الكبير المسطر لدى مصالح الولاية، وهنا أشير إلى أن بلدية بئر مراد رايس تضم 22 موقعا لسكنات هشة، أي بيوت قصديرية وتضم 600 عائلة، لذا أغتنم الفرصة وأدعو المصالح المعنية للنظر في أمرهم وشملهم ضمن عمليات الترحيل. صبرينة كبسي