" ندوة الحج الكبرى" تنهي أشغالها.. مراسلة خاصة من مكةالمكرمة: محمد مصطفى حابس انتهى بحمد الله موسم الحج لهذه السنة وبدأت الوفود تعود إلى بلدانها، وسط إشادة دولية وسعودية غير مسبوقة بنجاح موسم الحج لهذا العام.. وقد أشاد عدد كبير من المسؤولين في العالم الإسلامي والشخصيات التي حضرت معنا أشغال" ندوة الحج الكبرى" بمكةالمكرمة، أشاد الجميع بالنجاح الذي تحقق في موسم حج هذا العام 1437ه، وقال بعضهم إن هذا النجاح الكبير ما كان له أن يتحقق لولا توفيق من الله عز وجل، أولا و آخر، ثم بالجهود الكبيرة والاستعدادات الهائلة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في كافة المجالات، حيث أدت هذه الاستعدادات ذات الحجم الهائل والكبير إلى تقديم حج ناجح بكل المقاييس، كان محل إعجاب وتقدير الجميع في تحقيق هذا النجاح المذهل في تنظيم الحشود البشرية الكبيرة التي تعد بالملايين، تعجز عنه أكبر دولة تنظيما ووسائلا في العالم، لما لا و لتنظيم أية دورة لمباريات كأس العالم لكرة القدم مثلا، تجند لها دول وهيئات وبرامج كل أربع سنوات أو أكثر، علما أن عدد الوافدين لمباريات كرة القدم مثلا لا يتعدى عشرات الآلاف ..
* حفل استقبال العاهل السعودي لضيوف الرحمن وجاء حفل الاستقبال الذي نظمه الملك سلمان على شرف عدد من الشخصيات و الرموز الدبلوماسية والسياسية والدينية والإعلامية، بمقر إقامته بمشاعر منى، ليؤكد الفرحة التي عمت المسؤولين السعوديين بهذا النجاح الباهر، وهو الحفل الذي حضره كل من ولي العهد الأمير محمد بن نايف و ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان و طاقم وزاري ضخم، في تأكيد على أهمية المناسبة وعلى مشاعر الارتياح التي عمت الجميع بعد مرور اليوم الأول من رمي الجمرات بسلام.. كما حضر الحفل و وجبة الغداء شخصيات محلية و دولية من وزراء و علماء ووفود من العالمين العربي و الغربي..
* النجاحات التي تحققت في موسم حج هذا العام مفخرة لكل المسلمين و بعد فقدان كل المبررات التي أثارها بعض الأشقاء في الدين قبيل موسم الحج وتهجم إحدى الدولة المسلمة على السعودية وادعاء فشلها أو عجزها على تنظيم هذه المناسبة الدينية الأكبر بالنسبة للمسلمين، يبقى الثابت الوحيد بين الأشقاء هو ضرورة إخراج هذه الشعيرة الدينية من جميع السجالات السياسية والمذهبية الضيقة، والحج لا و لن يكون إلا لمكةالمكرمة، لا غير، أما الباقي فلا يعدو أن يكون إلا زيارات روحية و ثقافية لا لشيء إلا لأن النجاحات الكبيرة التي تحققت في موسم حج هذا العام هي مفخرة ليس للمواطن السعودي أو العربي فحسب بل لكل المسلمين في كافة أصقاع المعمورة، حيث شهد الحج استعدادات كبيرة وهائلة تليق بهذه الفريضة والأماكن المقدسة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الذين شهدوا للمملكة قدرتها الكبيرة في حماية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها والتي وضعتها هدفاً أسمى وغاية عظمى منذ توحيدها على يد المغفور له الملك عبد العزيز..
* "ندوة الحج الكبرى" بمكةالمكرمة بمشاركة 200 عالم ومفكر أما "ندوة الحج الكبرى" التي عقدت بمكةالمكرمة بمشاركة 200 عالم ومفكر في مختلف التخصصات العلمية والفكرية من أنحاء العالم والتي دعيت لها شخصيات مسلمة من كافة القارات، ويسر الله حضورنا معهم.. وقد افتتح أشغال الندوة الوزير الجديد للحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بنتن، بحضور الجهات الرسمية، دعيا المشاركين في الندوة أن "ينقلوا تجاربهم ومشاهداتهم في رحلتهم الإيمانية، وكذلك توصيات الندوة إلى الرأي العام الإسلامي لتبصير الحجاج الذين يعتزمون النسك وتوعيتهم بمتطلبات أداء الحج وكيفية الاستفادة من الخدمات الكبيرة المتعددة والمتجددة التي توفرها حكومة المملكة لقرابة مليوني حاج سنوياً". وقد انعقدت ندوة الحج الكبرى هذا العام بمكةالمكرمة في قاعة أوبرا للاحتفالات الفاخرة، واستمرت لمدة ثلاثة أيام بتسيير أمين ومحكم للغاية تحت إشراف أمينها العام سعادة الدكتور هشام العباس.
* ندوة الحج الكبرى في دورتها ال 41 ثمرة تراكمات تجارب ناجحة والجدير بالذكر أن ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج والعمرة في دورتها ال 41 هذه السنة تحت عنوان "الحج بين الماضي والحاضر: التطورات والتنظيمات في الحج وأثرها في تحقيق مقاصد الحج الكبرى"، و حسب المشرفين عليها فإنها" تهدف إلى تعزيز التلاحم بين علماء ومفكري الأمة الإسلامية، وتبصير ضيوف الرحمن في الاستفادة من الخدمات الكبرى التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجاج والمعتمرين والزوار لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان والاستفادة من المشروعات والخدمات الواسعة التي توفرها حكومة المملكة للحجاج من مختلف أنحاء العالم، في رحلتهم الإيمانية نحو الأماكن المقدسة".
وتحدث في هذه الندوة المباركة، التي تعد إحدى الفعاليات البارزة في موسم الحج، ممثل سماحة مفتي المملكة الشيخ د. عبد الله المطلق، ومفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام، ورئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس وغيرهم من علماء العالم الإسلامي في مختلف العلوم، إضافة إلى نخبة واسعة من المحاضرين و المتدخلين من كافة أقطار العالم الإسلامي والجاليات الإسلامية في أمريكا ودول أوروبا، وفق محاور منها:
الثوابت والمتغيرات في فقه الحج، وتفعيل مقاصد الشريعة في الحج، تفعيل قواعد الحاجة والضرورة في الحج، الأمن الغذائي والصحي في الحج وأثره في تحقيق مقاصد الحج الكبرى، الحماية من الكوارث وتأمين سلامة الحجاج وأثره في تحقيق مقاصد الحج الكبرى، صور التواصل الاجتماعي بين الحجاج في الحج وأثره في تحقيق مقاصد الحج الكبرى، الإعلام الجديد وأثره في نشر ثقافة الحج و التعريف بالإسلام، وكانت مداخلة كاتب هذه السطور بعنوان "الدور الإعلامي في تعريف المسلمين بمناسك الحج و مقاصده، الوسائل و الأثار في أوروبا". * البرامج المصاحبة لندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج والعمرة وحوى البرنامج المصاحب- لضيوف الندوة- عدداً من الزيارات، منها "معرض عمارة الحرمين الشريفين"، وفيه تعرف الضيوف على تأريخ مصور وعيني للتطور الذي حدث في الحرمين الشريفين من توسعة وتحديث وتطوير في نواحي الهندسة والعمران، وفي مجال الآليات والوسائل التي تساهم في تيسير أداء فريضة الحج، وزار الضيوف- أيضا- "مصنع كسوة الكعبة المشرفة"، ووقفوا على مراحل ووسائل صناعة كسوة الكعبة من خلال صناعتها بالمناسج اليدوية العتيقة والماكينات الحديثة، كما زار الضيوف"معرض أسماء الله الحسنى" و" متحف مكة" و"متحف السلام عليك أيها النبي"، وهو متحف ضخم خاص بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم برمجت زيارة يومين للمدينة المنورة.. هذا إلى جانب بعض المسامرات الليلة المحتشمة، التي لم ترقى إلى مستوى المطلوب، بتكليف بعض المتكلمين لملأ الفراغ لا غير و إهمال بل تهميش مفكرين وكتاب كبار كان الأجدر أن تعطى لهم الكلمة لتشنيف الإسماع و تعطير الجلسات، عكس ما هو بالنسبة لفريق النساء اللواتي اغتنمنا أوقاتهن أحسن من الرجال، كما نقل إلينا عن مسامرات منى وعرفات، لكن ليس كل ما يتمناها المرء يدركه.. عموما حول بعض النقائص وأهم الإنجازات والمشاريع المستقبلية، رحب أمين عام الندوة، سعادة الدكتور هشام، للرد عليها، ستنشر في حوار مستقل الأسبوع المقبل بحول الله.
* من توصيات ندوة الحج الكبرى وتوصلت الندوة- في ختامها- إلى عدد من التوصيات المهمة، منها التوجه بآيات الشكر والعرفان الرشيدة للمملكة على رعاية الندوة والإشادة بالنجاحات والإنجازات التي حدثت في أمر الحج وشؤون الحجيج وأمنهم وراحتهم، وأكدت الندوة أهمية نشر ثقافة الحج الرشيدة، وأهمية دور المجتمع لا سيما الكتاب والإعلاميين أمثالنا في نشر ثقافة الحج التي تقوم على الوسطية والاعتدال والتسامح.
ودعت الندوة إلى استثمار موسم الحج وحضور الحجاج من أنحاء العالم المختلفة لتبادل المعلومات والأفكار بينهم في كل ما يخص الحج والتعويل على الجانب المؤسساتي في الدراسات.
كما أوصت ندوة الحج الكبرى المجامع العلمية والهيئات الشرعية بإنشاء وحدات متخصصة لرصد مستجدات الحج والعمرة، بما يكفل تقرير أحكام تحقق مقاصد الشرع الحنيف، ودعت الندوة في بيانها الختامي، العلماء والمسؤولين عن تنظيم شؤون الحج إلى توعية الحجاج بالأحكام الشرعية والأمور التنظيمية الشاملة المتعلقة بالحج، بما يضمن الأداء السليم لهذه الشعيرة، وتلافي المظاهر السلبية المتكررة من افتراش وتزاحم وتدافع، وأشادت الندوة بالتجربة الماليزية في توعية الحجاج قبل قدومهم إلى الحرمين الشريفين، ما يسهم في تأديتهم للفريضة بنظام وانضباط، مطالبة باقي الدول باستلهام هذه التجربة.
و ثمنت الندوة الأبحاث المعمقة التي أجرتها السعودية، ومهدت لتشييد منشأة الجمرات، بشكل فني راعى التقنيات الحديثة والشروط العملية والبيئية المناسبة لزيادة أعداد الحجاج وأوصت الندوة بإصدار موسوعة علمية للمسجد الحرام والمسجد النبوي تكون مرجعاً شاملاً يوثق جميع ما يتصل بهما من جوانب عمرانية وحضارية وفقهية وتاريخية..