يبحث المنتج السينمائي الجزائري "محمد بوكردان" عن ممولين لإنتاج فيلم سينمائي طويل بتقنية "الثري دي" موجه للأطفال يتناول فيه سيرة وحياة الشخصية التاريخية الرايس حميدو أشهر قادة البحرية الجزائرية إبّان الحكم العثماني في الجزائر. العمل الذي يعد الأولّ من نوعه في تاريخ السينما الجزائرية، بالنظر لكونه فيلما روائيا طويلا في مجال الرسوم المتحركة لكن بتقنية "الثري دي" التي تقوم على مؤثرات وتقنيات خاصة، ما يزال حبرا على الورق حسب بوكردان الذي اوضح انه عرض المشروع على شركات "إنتاج سمعي بصري" جزائرية لكنه ردّت عليه بالسلب وطلبت منه أن ينتظر، بحجة أنّ العمل يتطلب جهودا وأموالا كبيرة وهو ينتظر أي اقتراح من شركات إنتاج أخرى متخصصة للشروع في تجسيده.
موضحا في السياق ذاته أنه قام بكتابة سيناريو الفيلم بين سنوات 2006 و 2009، بالاعتماد على كتب أجنبية ألّفت في إنجلترا وفرنسا عن الرايس حميدو بن علي، لانه لم يجد في الجزائر مراجع عن هذه الشخصية التاريخية".
ورفض ذات المخرج حسب تصريح له لأحد المواقع العربية المساعدة المالية التي منحتها له وزارة الثقافة عن طريق صندوق الدعم وترقية الصناعة السينماتوغرافية والمقدرة بقيمة 30 ألف دولار، للشروع في تصوير أحداث الفيلم، وعلق قائلا: "رفضت مساعدة مالية بقيمة 30 ألف دولار منحتها لي وزارة الثقافة لأنّ فيلم "الرايس حميدو" يحتاج إلى ميزانية كبيرة جدا، كما أنني أريد تقديم عمل سينمائي يكون في مستوى وقيمة الرايس حميدو الملقب بأمير البحار".
وحسب كاتب السيناريو "محمد بوكردان"، فإنّ الفيلم يروي سيرة الرايس حميدو بن علي إبان العهد العثماني في الجزائر (1518-1830) وتحديدا في عهد "الدايات" (1671-1830)، منذ ولادته في العام 1773 إلى غاية وفاته في ال17 جوان قبل أن يتوقف في محطات كثيرة تتعلق بعشقه للبحر ومعرفته باتجاهات الرياح وشجاعته وحكمته التي مكنته من أن يتقلّد رتبة نقيب وعمره 18 سنة، حيث أرسله بعدها "داي" الجزائر حسان في مهمة إلى وهران (غرب الجزائر) مع الفريق الذي يحميها من الحملات الإسبانية بدعم من الدولة العثمانية، ومن ثمّة ولاّه على أسطول وهران البحري. وبعد دخول "الرايس" إلى السجن بسبب غرق باخرته قبالة سواحل القالة (شرق الجزائر)، تم رفع عقوبته والسماح له بالعودة إلى قيادة أسطول جديد يضم باخرة عملاقة سماها الريس حميدو "مسعودة"، إلى غاية أن تحصلّ على رتبة أميرال بحري، وبعد رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية التوقيع على اتفاقية لدفع جزية المرور في البحر المتوسط، خرج ذات يوم إلى مضيق جبل طارق بباخرة واحدة ولمّا شاهد أسطول أمريكي مكون من 9 بواخر اعتبره تحديا فقرّر فتح النار على الأسطول، لكن قذيفة أمريكية أصابته.
ومحمد بوكدران منتج ومخرج وكاتب سيناريو يدير شركة "تيبازة للسمعي البصري"، ومدير مجلة تربوية تثقيفية موجهة للأطفال تحمل اسم "فينكو"، سبق وأن أخرج فيلم كرتوني تاريخي عنوانه "لونجا" (75 دقيقة) قدمه باللغة الأمازيغية ويستعيد فيه أسطورة تروى في منطقة القبائل، وتحصل هذا الفيلم على جائزة "الامتياز " في مهرجان "أسني نوارغو" بأغادير المغربية في 2008. حنان حملاوي