إعداد الصفحة: آمال كول حين تخون الثقة عندما تكون في مواجهة ذاتك، تكون عندك دوائر محاسبة ذاتية شرسة، تدور فيها حول نفسك، ولو حصل أن خيبت هذه الذات ظنك فإنك ستجد نفسك أمام تساؤلات صعبة وقاسية مثل: "هل يعقل أن أكون بهذه السذاجة؟هل هذا أنا من فعل ذلك؟كيف حصل أن أقدمت على مثل هذا الأمر‟؟ ولأنني مثل أي كائن بشري.أحب نفسي.فإنني أواسيها بما يسمى في علم النفس"التبريرات‟. الحقيقة أن لعبة التبريرات صادفتني في محطات سذاجتي القليلة الموجعة. ومن تبريراتي حين تم خداعي أن أقول لنفسي:"قلبي طيب‟و "نيتي صافية‟و "أراد الله أن يعطيني درسا‟ و "لست الوحيدة‟ و "غيري أيضا ذكي وتعرض للأمر نفسه‟ سأحكي لكم حكايتي تعرفت منذ مدة على رجل ناضج بمعنى الكلمة، متدين ومن عائلة محترمة، تقدم لخطبتي ونظرا لما كان يتمتع به من أخلاق فاضلة ورزانة ومؤهلات علمية ومكانة اجتماعية وأصل قبله أهلي وأحبوه كثيرا فأصبح بمثابة ابن للعائلة، وتمت قراءة فاتحتنا، لكن الأمر الذي لم أحسب حسابه يوم، أن أكتشف بعد الفاتحة بأيام قليلة أن الرجل الذي دخل البيت من بابه وأقسم للعائلة بإخلاصه ومحبته يخفي علينا أنه متزوج وأب لطفلين..هذا الاكتشاف المتأخر صدمني كثيرا وأفقدني الثقة في من حولي ودفعني للتساؤل لم الغش والكذب؟أيعقل أن يصل بنا النفاق إلى فتح كتاب الله والقسم عليه؟ لكن المشين أني لما صارحته بالأمر أنكر إنكارا شديدا وحين اعترف قال بان علاقته مع زوجته الأولى في طريقها الى الطلاق لاكتشف فيما بعد أيضا أنه لا ينوي طلاقها وباتت تصلني الأخبار من كل حدب وصوب، واحد يقول إنه متزوج باكثر من واحدة والثاني يقول إنه متزوج عرفيا وهكذا بدأت سلسلة من الضحايا في الظهور وجاء بعد ذلك السؤال: كلنا ضحايا سذاجتنا أم ضحايا الثقة؟ يبدو في هذا الزمن.العاطفة والثقة لا يجتمعان، فان كنت وغيري ضحايا ثقة، فهل نحن سذج أم أبرياء؟ ______________________ امرأة واقعية السلام عليكم أنا فتاة عمري 30 عاما، كنت أدرس خارج ولايتي، عدت إلى أهلي بعد انتهاء دراستي الجامعية وحاليا مضت 5 سنوات على وجودي في البيت ولم يتغير شيء في حياتي. التحقت بدار لتحفيظ القرآن والآن أصبحت معلمة قرآن. خلال هذه السنوات الخمس تقدم الكثير من الرجال لخطبتي منهم من هو متزوج ومنهم من هو مطلق ومنهم من لديه أولاد وغيرهم كثر. اختي أمل، الحمد لله أنني محبوبة من الجميع والكل يتمناني، لكن المشكلة أن هناك قصة في حياتي ومفادها أن ابن عمي كان يريد الزواج بي عندما كنت في الجامعة لكني لم أفسح المجال أمامه لأنني لا أزال صغيرة وما كان الزواج في بالي.فكان أن تزوج هو بفتاة من معارفنا على الرغم من أن أهله كانوا رافضين لها. المهم أنه تزوج منذ 6 سنوات وكتم حبه لي في قلبه كل تلك السنوات لكنه عاد وصرح لي به منذ شهرين عندما رآني وقال لي إنه فكر في الزواج بي ونفسه متعلقة بي. وان زوجته مقصرة في حقه. وهي أيضا لا تنجب الا بواسطة الأنابيب. وقد أنجب منها ولدين بهذه الطريقة ولكنه قال انه يريد انجاب المزيد ومني شخصيا لكن العائق الذي يقف في طريقه هو المال لأنه يريد مالا يسمح له بأن يصرف على بيتين. اختي أمل..هو صاحب شخصية طيبة وحنونة وقلبه رقيق وشخصيته متقاربة مع شخصيتي. وهو أخبر زوجته أنه يريد الزواج بي.سؤالي هو:هل أنتظره حتى يؤمن المال الذي يسمح لنا بالزواج؟علما بأنه صادق في مشاعره اتجاهي وكل يوم يخبرني بأنه متعلق بي وبأني حلم حياته.أم أوافق في حال تقدم لي رجل آخر وضعه جيد وأترك ابن عمي؟أرجوك ساعديني. الرد عزيزتي هند تعجبني واقعيتك وعقلك الرصين إضافة الى الرومانسية التي تمتعين بها. الآن انت في عمر الزواج وبالطبع تريدين أطفالا، مادمت تريدين الزواج بأي شكل فخذي من تعرفينه أفضل، فالزواج بمتزوج مشكلة في كل الأحوال ولكن للحصول على طفل فلا بأس، ساعديه..تزوجيه، ولتكن لك حياة مع رجل كان وإن شاء الله سيظل يحبك. ___________________ هكذا كان مجدي أصعب ما في الدنيا الفراق..وأصعب ما في الفراق الذكرى والناس في حياتنا كالأضواء، ضوء باهر يغطي مساحة كبيرة وضوء خافت. وكلما زادت مساحة الحب كبرت مساحة الضوء. وفي الغالب الأعم فإن أكبر ضوءين في حياة الإنسان هما والداه. ولا يأتي في مقامهما إلا من نافسهما في الحب. والحب في معناه الكبير الحنان والعطاء والإيثار والتضحية ولا يملك هذه المزايا إلا ذو قلب كبير، الحب هو القلب الكبير. القلب الذي يعطي من دون مقابل. القلب الكبير هو الذي يعيش حاملا هموم الاخرين من دون أن يشكو لهم همه أو ينتظرهم يحملون الهم معه. القلب الكبير هو القلب الذي ينبض في صدور الآخرين. هو الذي نذر حياته وما يملك للاخرين. هو النور الذي يزيل أو يخفف العتمة في حياة الاخرين. هو الأمل وهو الحلم وهو السعي الى ما هو أفضل وأجمل في هذه الحياة. القلب الكبير هو الذي يزرع في الدنيا ليحصد في الآخرة. مضت أعوام ليست بالهينة على انطفائي ضوء آخر في حياتي. كان زميلا لي في المتوسطة. كنا صغارا لما صارحني بحبه. وكأي فتاة خجولة لم أقبل بعرضه في انشاء علاقة لكني بادلته مشاعر الحب والاحترام، كان اسمه مجدي. وكثيرا ما انجزت واجباته المدرسية بدلا عنه وكتبت اسمه في البحوث المدرسية من دون أن يكون له علم. مضت الايام والشهور ونجحت أنا في شهادة التعليم المتوسط وانتقلت الى الثانوية ورسب هو وتوجه إلى الحياة العملية..وافترقنا..اذكر بعدها أني رأيته أمام باب الثانوية يصارحني بأنه مازال يحبني ويريد أن نكون معا ولكني رفضت بشدة ونهرته. ولم أره منذ ساعتها. وجرت السنوات بسرعة، وأنا في الجامعة اتصل بي شخص برقم لا أعرفه يقول"مجدي في حالة سيئة اتصلي به. يريد أن يكلمك. دوني رقمه لو سمحت‟. دونت رقمه لكني لم أتصل. وقلت في سري: "كيف يمكن للحب أن يعيش بعد كل هذه السنوات ورغم البعد وخفت أن تكون مكيدة أو ما شابه. فنحن في زمن لا يرحم‟. تمر الشهور وأنا عائدة من الجامعة الى البيت، التقيت بصديق مجدي ليستوقفني للحظات أخبرني فيها أن مجدي توفي منذ أسبوع إثر سكتة قلبية. صدمت لحظتها وبكيت كثيرا وصرت أجري كالمجنونة أبحث عمن يصدقني الخبر. فاتصلت بصديقة قديمة تسكن بنفس الحي الذي يسكن به مجدي فأكدت الخبر وروت لي تفاصيل الجنازة وبعد عام بالتحديد التقيت بمن أخذني إلى قبره. أحكي هذه القصة لأخبر الناس أن الحب الصادق لا تغيره السنين ولا تنطبق عليه أحكام المكان والزمان وهكذا كان مجدي..مهذبا في تصرفاته، حنونا، أحب بصدق ولم يغير حبه حتى آخر لحظة وهذا ما أخبرني به صديقه ونحن واقفان على القبر. اللهم اغفر له و ارحمه وأدخله الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب. إسمهان– العاصمة