يعتبر الأمين العام السابق لحركة النهضة ومهندس التحالف الاستراتيجي فاتح ربيعي في هذا اللقاء مع "الحوار" أن خطوة الاندماج بين حركته وجبهة العدالة والتنمية انجاز تاريخي غير مسبوق في الحياة السياسية في الجزائر، تعود جذوره إلى ثماني سنوات خلت، لكن شعلته زادت لهيبا بعد وفاة الشيخ عبد الغفور سعيدي الذي أوصى بإكمال هذا المسار، موضحا أن اللجنتين المكلفتين بوضع المشروع على سكته الصحيحة تجتهد ليكون في إطار القانون والدستور وفقا لثلاثة سيناريوهات، رافعا الغبار عن الغايات الحقيقية من المشروع قائلا إن هدفه الكبير إعادة تأهيل التيار الإسلامي ليكون فاعلا ومؤثرا وقادرا، كما كشف ربيعي خلال اللقاء عن الكثير من الملفات التي لا تزال غامضة فيما يخص الاتصالات بالأحزاب وكيف سيتعاملون مع عقدة" الزعامة" ومحل إعراب شريكهم السابق حمس في المشروع وموقفه منه، ليرد عن اتهامات شككت في إمكانية التأثيث لكتلة إسلامية شكلية لضرب كتلة إسلامية أخرى وغيرها من الملفات التي أجاب عليها ضيفنا. * بداية، لو عدت بنا إلى البدايات التي رافقت مشروع التحالف الاندماجي بين النهضة والعدالة والتنمية، كيف انطلق المشروع كفكرة ومن طرحها لأول مرة؟ – احتفالية التوقيع على التحالف الاندماجي هو يوم تاريخي مشهود، كما عبرنا عليه في بيان الاعلان التوافقي الذي وقعت عليه قيادة الحزبين، كان حلما للمناضلين منذ زمن، حركة النهضة تعرضت لانقسام سنة 1999، ويومها حاولنا أن لا يكون هذا الشرخ الذي تم فعلا وحدث الانقسام الذي ذاق مرارته الجميع، أين باشر الكثير إلى إعادة اللحمة من جديد ولذلك بدأت محاولات التواصل لإعادة رص الصف، لكن أوج هذا التواصل كان سنة 2008 و 2009 لما كنت شخصيا أمينا عاما للحركة، وتواصلنا مع إخواننا يومها من أجل انجاز هذا المشروع التاريخي أين شكلنا لجنة مشتركة اشتغلت قرابة سنة، وكنا سنصل إلى توافق لكن الظروف يومها لم تكن مهيأة بشكل كامل لإنجاز هذا المشروع التاريخي، وحتى في سنة 2013 شكلنا لجنة مشتركة وللتاريخ فان القيادة في العدالة والتنمية يومها كانت مستعدة للتوجه إلى مؤتمر جامع في إطار حركة النهضة، طبعا أنا تركت القيادة يومها وكانت محاولات من هنا وهناك لإعادة بعث المشروع لكن جدية إعادة بعث الفكرة من جديد كانت بعد وفاة الأخ الشيخ عبد الغفور سعيدي، وأنا شخصيا زرته قبل أن يجري عملية جراحية وكان معي أربعة قيادات آخرين، وزرته كذلك بعدها وكان حديثه سوى على ضرورة إعادة بعث المشروع، وفعلا طلب مني أن أمضي في المشروع وأنه مستعد لتبني أي صيغة جامعة من الصيغ لتنفيذها، بعدة أسبوع من توجهي إلى الحج وصلني الخبر الصاعقة بوفاة الأخ عبد الغفور الذي كان وقعه كبيرا علي.
* إذا من هنا قررت الانطلاق في هذا المسار؟ – نعم بعد هذا الخبر قررت أني مباشرة بعد عودتي من مناسك الحج سأباشر الاتصالات مع الإخوان في جبهة العدالة والتنمية.
* لو حدثنا، كيف كانت أول انطلاقة في سبيل تجسيد المشروع ؟ – الانطلاقة الحقيقية كانت خلال تأبينية الشيخ عبد الغفور، التقيت بالشيخ عبد الله جاب الله واتفقنا على موعد للقاء وطرح المشروع بشكل رسمي، حيث وجدت الموافقة والقبول والاستعداد وانطلق المسار، تواصلت خاصة مع البرلماني لخضر بن خلاف ومن جهتي كان معي يوسف خبابة، عرضت المشروع على مجلس الشورى خلال الدورة ما قبل الأخيرة، المجلس زكى المشروع وشكل لجنة وكرمني برئاستها كما تم تشكيل لجنة في العدالة والتنمية برئاسة لخضر بن خلاف.
* كم كانت مدة لقاءاتكم بين أعضاء اللجنتين؟ – تقريبا دامت مدة شهرين وصلنا خلالها الى خلاصة عرضناها على مجلس الشورى الأخير، وكانت موافقة من المجلس لترسيم هذا المسعى الذي يحتاج إلى تحسين وتدقيق لكن الإطار العام جاهز لتنفيذه.
* كيف ستكون آليات التنفيذ الميداني التي لا يزال يشوبها الكثير من الغموض لدى البعض؟ – اللجنة المشتركة بين الحزبين ستواصل عملها، المؤتمر أرجأناه الى ما بعد الانتخابات ودونه عقبات قانونية نسعى لتذليلها، المرحلة الحالية نشرع في الترتيب لدخول مشترك في التشريعيات ومعه أيضا جهد ينبغي أن يكون مع أطراف إسلامية أخرى تواصلنا معها وأبدت استعدادها من أجل تشكيل تحالف يجمع حركة النهضة والعدالة والتنمية مع من أبدى الاستعداد.
* إذا ستكون قوائم موحدة بين جميع الأطراف؟ – هذا ما نسعى إليه، لكن الجميع يعرف أن التحالفات هي عقود والعقد أهم ركن فيه هو اتفاق الإرادتين، لا يكفي أن تكون ردة حزب لوحده او حزبين و لكن إرادة الجميع، نحن في تواصل خاصة مع جبهة التغيير وحركة البناء ووجدنا منهم استعدادا كبيرا، يبقى الآن في أمس الحاجة إلى الجلوس على الطاولة ونضع كل الاوراق خاصة أننا نمتلك تجربة اسمها تكتل الجزائر الخضراء، و طبعا التحالفات لها سقف أدنى ولها سقف أعلى ، الأدنى هو الاشتراك في مراقبة الانتخابات والأعلى هو قوائم موحدة باسم واحد وهو ما نطمح إليه.
* في الوقت الذي حققتم الاستعداد لدى حركة مناصرة و الدان، هل مؤكد ستكون قوائم النهضة والعدالة والتنمية موحدة في التشريعيات؟ – بغض النظر عما سيسفر عنه التواصل مع بقية الأحزاب الأخرى فنحن قررنا أن هذا التحالف استراتيجي ينتهي باندماج الحزبين في حزب واحد، التحالف الاستراتيجي له ثلاث مستويات الأول انتخابي، والثاني تحالف سياسي، وأخيرا الاندماج.
* حدثني عن آليات الاندماج، كيف سيكون الاندماج بين حزبين يملكان قيادة، مؤسسات، مجلس شورى، مكتب وطني، مناضلين في الولايات، ألا تعتقدون أن التطبيق الميداني سيكون صعبا نوعا ما؟ – التحالفات سواء انتخابية أو سياسية أو إستراتيجية، أهم ما يحققها هو وجود الإرادة السياسية لدى قيادات هذه الأحزاب، أعتقد أن هذا العامل موجود لدى قيادة النهضة وقيادة العدالة والتنمية كون مجلسيهما الشوري صادقا على الاندماج، أما الآليات سهلة وبسيطة ولا تعدو أن تكون ثلاثة سيناريوهات.
* لو شرحت لنا هذه السيناريوهات الثلاثة وكيفية تطبيقها؟ – السيناريوا الأول هو الاندماج في مؤتمر تدعو إليه حركة النهضة والجميع يشارك فيه ويتم المصادقة على قانون أساسي ونظام داخلي يناقش في القواعد ثم تنبني عن المؤتمر قيادة، يمكن كذلك أن يكون في اطار سيناريو حزب جبهة العدالة والتنمية التي تدعو إلى مؤتمر، كما يمكن اعتماد السيناريو الثالث بأن يطلب الحزبان عقد مؤتمر بطلب واحد مثلما يقع في أي تجمع أو نشاط.
* أي السيناريوهات الثلاثة الأقرب إلى التطبيق وأيهما مقبول قانونا لدى الداخلية ؟ – من الناحية القانونية، قانون الأحزاب لا يجيب على التساؤل في حال اندمج حزبان مع بعضهما، هو يتحدث عن مؤتمر لحزب، يعني الاندماج مسكوت عنه، والمسكوت عنه مسموح، بمعنى نستطيع التوجه إلى مؤتمر وندمج الحزبين، لكن الإشكال ليس في القانون إنما الإرادة السياسية للسلطة لذلك نحن حريصون على سوابقنا السياسية وتجربتنا التي تجعل من هذا الموضوع سهل وبسيط، وأيضا في تعامل وزارة الداخلية معنا ونأمل أن لا نجد عوائق.
* هذا العائق قانوني، هنالك عائق آخر يتمثل في عقدة الزعامة التي تكتنف بعض الشخصيات الإسلامية مثل الشيخ عبد الله جاب الله، كيف ستتعاملون مع هذه النقطة؟ – المشروع يتجاوز الأشخاص، مع تقديرنا لكل شخص وعلى راسهم الشيخ عبد الله جاب الله، مهمتنا الآن كيف لنا أن نحفظ مكانة الأشخاص ورمزيتهم وقيمتهم وأيضا كيف لنا أن نبني حزبا قويا ليس بأشخاصه فقط وإنما بمؤسساته، لأن الأشخاص يتغيرون ولكن البقاء للمؤسسات القوية القادرة على استيعاب الطاقات الموجودة، أنا أظن أن النهضة التاريخية تجاوزت هذا الإشكال وسنتجاوزه مستقبلا، الآن نحن في مرحلة انتقالية تسبق المؤتمر فيها قيادتان، فيها مكتبان وطنيين، فيها لجنتين انتخابيتان، ما هو موجود يجتمع وينسق ويلتقي في إطار مركزي ويمتد على المستويات المحلية في الولايات قبل التوجه إلى المؤتمر.
* البعض يرى أن خطوة الاندماج هذه خطوة انتخابية لا أكثر ولا أقل شبيهة بتكتل الجزائر الخضراء، لا تعدو أن تكون تحالفا حول توحيد القوائم خلال التشريعيات المقبلة وليس رغبة في رص صفوف التيار الإسلامي من جديد؟ – الذي أملى علينا في حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية هذا المشروع ليس الانتخابات، لكن لا يمكن أن نلغي أهمية الانتخابات لأن أي حزب سياسي من الطبيعي أن يفكر في الاستحقاق وينجح فيه، قلنا إذا لم نفكر في تحالف استراتيجي نفكر في تحالف انتخابي، وهذا عادي جدا ومن شأنه أن يضفي حيوية على الساحة السياسية، ولكن تجربتنا في التكتل الأخضر علمتنا أن التحالفات التي تستمر هي التحالفات الإستراتيجية التي تستفيد مما تتيحه ظروف الانتخابات وتحمس الأحزاب والأفراد خاصة في الجزائر المعروف عنها شبه غلق للحياة السياسية، نحن أردنا اغتنام هذه المحطة لتحقيق مشروع التحالف الاستراتيجي المفضي إلى الاندماج بعد الانتخابات، لأن تجربتنا في التكتل الأخضر كانت الغاية منها تطوير المشروع بعد الانتخابات ولكن مع الأسف هذا التحالف نتج عنه كتلة برلمانية لكن لم يحظ بالرعاية المطلوبة ولم يطور ولم يوسع، تجربتنا الآن تقول إن لنا بعد نظر، تحديد نقطة البداية التي هي تحالف انتخابي ونقطة النهاية تحقيق تحالف اندماجي يجمع الحزبين وتوقيعنا على المشروع قبل الانتخابات هدفه ضمان الاستمرار بعد هذه المحطة.
* بالحديث عن التوقيع على المشروع، لماذا في هذه الفترة بالذات، ما سر التوقيت الزمني المعتمد؟ – في بعض الأحيان لم نكن نتحكم في التوقيت لأن الجهود التي بذلت للوصول إلى عمل من هذا النوع كبيرة، وإجابتنا على من يشكك في أن المشروع مجرد تحالف انتخابي هو أن الموضوع لم يبدأ من اليوم، ما يجب أن نؤكد عليه أن المشروع ليس فقط بين جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، المشروع الكبير هو إعادة تأهيل التيار الإسلامي، ليكون فاعلا ومؤثرا وقادرا، طبعا فان جمع كل الأحزاب الإسلامية دفعة واحدة فهذا غير ممكن، قلنا نبدأ بالخطوة الأولى، وللأمانة فان تواصلنا مع حركة البناء وجبهة التغيير وجدنا منهم الاستعداد حتى للتحالف الاستراتيجي، الآن هل يسمح لنا الوقت مع ضغط الانتخابات لانجاز شيئ ما في هذا الاتجاه، أنا أضمن أن أولوية الأولويات الانتخابات، ولكن يمكن أن تكون المحطة بوابة لهذا المشروع الاستراتيجي ثم نواصل العمل بعد الانتخابات وسيوسع بعدها للأحزاب خاصة المنتمية لمدرسة الوسطية والاعتدال، والباب مفتوح لهم لنسير في هذا النهج ونحدد المراحل، نحن لا ندعو أحدا للاتحاق بنا، نحن ندعو للتوافق حتى يتحقق المشروع الذي لا يخص التيار الإسلامي فقط ولكن يتوجه لتيار الوسطية والتيار الوطني والديمقراطي للوصول إلى المشتركات، ونأمل أن تكون قيادات التيار الإسلامي في مستوى هذا المشروع، ونتجاوز أنانياتنا الشخصية وطموحاتنا الحزبية والخاصة.
* البعض انتقدكم، واعتبر أن أيادي السلطة تدخلت في الترتيب للمشروع الاندماجي رغبة منها حسبهم في تأثيث كتلة إسلامية شكلية لضرب أحزاب إسلامية أخرى؟ – تشتتنا قالوا شتتنا السلطة، ولما نريد أن نجتمع قالوا جمعتنا السلطة، فإذا كانت السلطة هي التي تفرق وهي التي تجمع فتحية لها، ولكن لا أعتقد أن الوضع السياسي العام لا يشجع على العمل السياسي وهو الذي دفع النخب إلى العزوف ناهيك عن عامة الجزائريين، هدفنا إشعال شمعة أمل في ظلام دامس ولا أعتقد أن السلطة تشجع مثل هذا المسعى، وشخصيا أرفض فكرة المؤامرة الخارجية، لو لم نكن مهيئين للانقسام لما انقسمنا وإن لم نهيئ أنفسنا للاجتماع لما اجتمعنا.
* ماذا عن حركة مجتمع السلم، حدثني عن جبهة التغيير، عن حركة البناء، هل كانت لكم اتصالات بقيادتها للسير معكم في هذا النهج؟ – بالنسبة للإخوان في " حمس"، هم إخواننا وأنجزنا معهم انجازا كبيرا ضمن التكتل الأخضر، وجهة نظرهم الآن نحترمها وأعتقد أن التكتل الأخضر كان وفق إرادة ثلاثة أحزاب سياسية ولم يرغم أي طرف الآخر للجلوس معه والتوقيع على التكتل، أعتقد أن تلك الظروف التي عشناها سنة 2012 هي التي شجعت على مثل هذا العمل، الآن عند البعض تغيرت الظروف، هو في 2016 ويقيمه على أساس سنة 2012 فهذا شانه ومما تختلف فيه وجهات النظر، قيادة" حمس" في تقديرها اليوم يخوضون الانتخابات منفردين أو ضمن التكتل في الولايات هذا شأنهم، لكن من جهتنا أيدينا ممدودة اليوم وغدا قبل الانتخابات أو بعدها فالباب مفتوح.
* أفهم من كلامك أنكم اتصلتم بقيادة"حمس" ورفضت؟ – أنا شخصيا لم تكن لي اتصالات بهم.
* البعض يرى أنكم تجاهلتم حركة مجتمع السلم؟ – لا لم نتجاهل حمس، حمس حزب كبير ونحترم ونقدر قيادتها ونتقاسم معهم الكثير من المواقف، وموقعنا حاليا واحد ضمن المعارضة، ولكن التحالفات هي اتفاق الإرادات، والذي لم يشجعنا على التواصل معهم هو قرارهم في مجلس الشورى الوطني بأن التحالفات تركوها للولايات، ورأينا أن التواصل المركزي معهم غير مجدي حاليا.
* في عجالة، البعض يقول إن بعض قيادات حركة النهضة غير مرحبة بقرار اندماجكم مع جبهة العدالة والتنمية وتحفظت عن القرار خلال أشغال دورة المجلس الشوري الوطني منها الأمين العام محمد ذويبي ؟ – الحركة لها مؤسسات، وطرحنا الفكرة في دورة المجلس الشوري، وحقيقة كان هنالك خلاف حقيقي داخل المجلس، وجهة ترى أنه لا جدوى من التحالف و تدعو للاكتفاء بالتحالف الانتخابي، لكن بعد النقاش فإن الغالبية العظمى داخل المجلس الشوري رأوا بضرورة التوجه نحو التحالف الاستراتيجي، لكن ليس على حساب التحضير الجيد للاستحقاقات، أما فيما يخص الأمين العام للحركة فهو يمثل مؤسسات حركة النهضة وقد وقع على الوثيقة. وأؤكد أن جميع قيادات الحركة لا يرفضون الاندماج، ولكن لهم بعض التحفظات والتخوفات القانونية، وترتيب أولويات لكن استطعنا أن نستوعب هذه الآراء و ونطمئنهم أننا لا يمكن أن نرمي بالحزبين إلى المجهول.
* ما صحة رغبة عبد الله جاب الله في الاستقالة من الحياة السياسية، وأنتم الذين عقدتم معه جولات من الحوار والنقاش خلال مسار الاندماج؟ – أنا شخصيا سمعت منه منذ أكثر من سنتين رغبته في التخلي عن الحزب، ويومها اقترحت عليه اقتراحا يتمثل في التوجه إلى مؤتمر استثنائي من أجل أن تخفف عليه الأعباء بانتخاب أمين عام للحزب، لكن قيادة جبهة العدالة و التنمية رفضت الفكرة، و كذلك خلال لقاءاتي به الأخيرة كانت له نفس الرغبة وهو لا يريد أن يكون على رأس الحزب في المرحلة المقبلة، لكننا نحن لنا رغبة في أن نكون في الواجهة حتى تتهيأ الأمور ويحصل الاندماج، تحدثنا أنا وجاب الله على ضرورة ترك أنانياتنا وحساباتنا الشخصية ولكن نترك التقدير لإخواننا فإذا رأوا أن شخصا معينا يستحق موقعا معينا فلهم ذلك.
* بعيدا عن التحالف الاندماجي الاستراتيجي، ألا تعتبر أن مشاركة المعارضة في التشريعيات المقبلة يعد طعنا في خطابها الراديكالي الذي يطعن في مؤسسات الدولة وساقته لسنوات ؟ – شخصيا عبرت عن رأيي في كثير من المناسبات على ضرورة تكييف خطابنا السياسي مع المرحلة ولا يمكن لحزب سياسي أن يبقي على ذات الخطاب، الواقعية السياسية تتطلب تحيينه وتكييفه باستمرار. ظروف 2011 ليست ظروف 2017، كان علينا تكييف هذا الخطاب حتى لا نصدم ليس الشعب فقط ولكن حتى المناضلين.