عطاءالله أحمد فشار الدلائل الانتخابية من خلال قوائم أحزاب السلطة وقوائم تكتلات الاسلاميين (التي تمت بقدرة قادر) تنبئ بأن المسار السياسي يتجه نحو منحى غير ما اعتدنا عليه، باعتبار أن الامر كله مرتبط بسنة 2019 وهو ما يستدعي تدخلا كما يسمى عندنا في المثل الشعبي "ايد فاطنة" لترتيب الامور وضبط الجبهة الداخلية من خلال المؤسسة التشريعية التي ستكون هشة اذا فاز احد حزبي السلطة بأغلبيتها بسبب نوعية المترشحين، ولعل "ايد فاطنة" ستعود بنا الى منطق انتخابات 1997 من خلال الترتيب ل :تحالف ثلاثي سيشرف على المرحلة السياسية لما بعد 2017 الى غاية 2019 من خلال عدم تغليب طرف على طرف آخر، نظرا لأنهالعملية السياسية في 2019 ستكون مفصلية في مسار الدولة الجزائرية الفتية، وهو أمر بات اكثر من ضرورة، خصوصا ان المؤسسة العسكرية متفرغة لصد تحديات الجبهة الخارجية وتحصينها، وتقوم بدورها على احسن وجه، وهي بحاجة الى عناصر اسناد من خلال الجبهة الداخلية، وسنكون اذن امام خيارات عديدة، اهمها استمرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة وفق الاصلاح الدستور، او طرح بدائل بين حزبي السلطة، وهو ما يعني اشراك طرف ثالث كضامن للاستقرار للإعداد للعملية والإشراف عليها من خلال تكليف الاسلاميين بالوزارة الاولى بعد الانتخابات التشريعية، وتكون مهمتهم تأمين مسار الانتقال الديمقراطي من خلال تكريس فكرة المشاركة، ومأسسة السلطة، وتوطين الديمقراطية، وتكون بذلك "ايد فاطنة" قامت بربيع عربي داخلي تحت رقابتها وبتدبيرها ويضمن مصالحها ومصالح عدة اطراف، فالمشاركة هي افق في العمل السياسي يستند الى رؤية سياسية وفكرية تحقق اعادة ترتيب مجالات الصراع السياسي وتكسير فكرة الاحتكار السياسي. وبذلك، سنبدأ في جمهورية جديدة تنتهي مع الشرعية الثورية، في ظل عولمة متوحشة، وتعود جبهة التحرير الى وضعية حزب عاد مثل باقي الاحزاب، وهذا امر يحتاج الى كثير من التوافقات في ظل تقاطعات قد تؤدي الى حرائق، وهو ما يستوجب وجود نقطة ارتكاز مرجعية يعود اليها الجميع، وهي الضامن للانتقال والتحول الديمقراطي السلس، وأعتقد ان المؤسسة العسكرية لحد الآن هي الوحيدة المؤهلة لهذا الدور، قيادة وقواعد، بما لها من صداقية وانضباط وقدرة على التفاعل وإدراك للتحديات… ان الأيام المقبلة ستحمل الكثير من المستجدات، والتفاعلات هي اعمق من مجرد قوائم انتخابية او بزنسة هنا وهناك برؤوس القوائم. وقناعتنا ان الجزائر بلد كل الجزاىريين من اليمين الى اليسار بلا مفاضلة، ومصلحة الجزائر في توافقات ابنائها والتبصر بالتحديات وتقديم التنازلات قبل فوات الأوان..