* موقفنا من المشاركة في الحكومة يختلف مع جاب الله.. * الاتحاد.. مؤسسات ومناضلون وليس اتحاد زعماء * إذا تم الاتصال بنا بالتأكيد سيكون لنا رد مختلف عن جاب الله
طرح رد رئيس جبهة العدالة و التنمية عبد الله جاب الله، أحد كوادر الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، حينما سئل عن موقفه من المشاركة في الحكومة أنه: "لن يشارك وإذا اتصل به عبد المالك سلال فإنه لن يرد عليه"، الكثير من التساؤلات حول مستقبل الاتحاد كتحالف مبني على التشاور والنقاش، على اعتبار أن الأخير قطع الطريق سريعا أمام خيار المشاركة دون الرجوع إلى الشركاء "النهضة والبناء"، هذان الحزبان اللذان أبديا موقفهما المبدئي من المشاركة والتواجد في الحكومة المقبلة في حال تم التواصل معهما وكانت الحكومة تخدم الخيارات الكبرى للبلاد. وسألت"الحوار"، الأمين العام السابق لحركة البناء أحمد الدان، إن كان عبد الله جاب الله يتحدث باسم الاتحاد أم باسمه الشخصي، حينما قال إنه لا يريد المشاركة في الحكومة ولو اتصل به عبد المالك سلال فإنه لن يرد عليه، حيث قال: "الشيخ جاب الله لم تكن له رغبة أصلا في الانتخابات وطالب بتمزيق الاعتمادات وهو يرفض المشاركة. وهذا كله رأيه الخاص، والمؤسسات في حزبه لم توافقه ولم تمزق الاعتماد ولم تقاطع الانتخابات، وهو قال ان موقفه الشخصي رفض المشاركة وهو حر في رأيه الشخصي، لكنه يلتزم بقرارات المؤسسات في الاتحاد، والاتحاد موقفه ينبني على حوار ونقاش لكل المواضيع من حيث المصلحة الوطنية ومصلحة الاتحاد وتوسيع منسوب الديمقراطية التشاركية، وليس ديمقراطية الأقلية والأغلبية"، مردفا: "نحن في الاتحاد نتوافق ولا نتطابق، والموضوعات الأساسية تناقشها الهيئة المديرة للاتحاد وتبلور فيها خيارات، عند الاختلاف يفصل فيها اجتماع الرؤساء، وعند الاتفاق في وجهات النظر تنفذ قرارتها وتلز جميع الأطراف، والاتحاد ليس له موقف مسبق الآن من موضوع المشاركة في الحكومة، الاتحاد ليس مرتبطا بالانتخاب أو بالحكومة أو البرلمان، بل هو مشروع اكبر يتطلع الى تشكيل قوة شعبية تقوية التيار الثوابتي وتتعاون معه من خلال رؤية مستقبلية تتجسد في ملفات استراتيجية وسياسية وتنظيمية ولأن العمل المشترك له إكراهاته وضروراته، فهو يتطلب الحوار المستمر عبر الهيئات المشتركة التي هي صمام أمان الاتحاد، وكل له فيه آراء متعددة ، وخلاصات توافقية". * من يريد الوحدة لا يرسم لها خارطة طريق خاصة به بل يرسمها مع الشركاء ويرى الدان ان: "هناك أحزاب اختلفت قياداتها وتساببت على العلن بسبب موقف سياسي أو آخر، وهو ما لم يحصل في الاتحاد، لأننا نؤمن بالخلاف والحوار والاتفاق والتنازل، ومصالح الاتحاد مقدمة على مصالحنا الحزبية وعلى رؤانا الشخصية، ونحن نضحي من اجل الاتحاد كما فعلنا في الانتخابات عند الاختلاف حول الترشيحات، ومن يريد الوحدة لا يرسم لها خارطة طريق خاصة به، بل يرسمها مع الشركاء، ونحن حريصون على أن نرسم المستقبل مع شركائنا وعلى رأسهم الشيخ عبد الله والشيخ محمد ذويبي حفظهما الله". * موقفنا من المشاركة في الحكومة ليس كالموقف الشخصي للشيخ عبدالله في حال اتصل عبد المالك سلال بقيادات البناء على حدى، هل سيكون ردهم متطابقا مع ما قاله جاب الله، أحد أركان اتحادكم، أم سيكون لهم رأي مخالف، قال الدان: "اذا اتصل سلال بنا كحزب سنناقشه كحزب، واذا اتصل بنا كاتحاد سنناقشه كاتحاد، وأعتقد ان الحالة تختلف نسبيا، وموقفنا ليس كالموقف الشخصي للشيخ عبد الله رغم احترامنا لآراء الجميع، والاتحاد هو اتحاد مؤسسات ومناضلين وليس اتحاد زعماء او قيادات فقط". وإن كانت حركة البناء مستعدة للمشاركة في الحكومة، كشف الدان: "نحن لم يتم الاتصال بنا وهذا مؤشر حول الخيارات الحكومية المستقبلية، ونرفض طريقة الاتصال بشخصيات من الحزب دون المرور على المؤسسات والقنوات الرسمية للحزب، فالحركة لها مؤسسات تقدر الموقف من المشاركة في الحكومة أو عدمها وفق مجموعة من المعطيات والقرائن، وإذا تم الاتصال بنا بالتأكيد سيكون لنا رد مختلف عن موقف جاب الله". * ندعو إلى تقارب بين الطبقة السياسية والسلطة.. وأشار الدان إلى: "نحن قبل الانتخابات كنا نتحدث عن حكومة تعكس ديمقراطية تشاركية وتتكفل بمهام الآخرين المشترك من الأزمة التي تهدد الاستقرار الوطني، من جهة أخرى نحن ندفع الى تشكيل جدار وطني على كل المستويات السياسية والمؤسسية ومنها الاحزاب السياسية والمؤسسة البرلمانية ومؤسسة الحكومة، نحن ايضا ندعو الى تقارب بين الطبقة السياسية والسلطة حول احتياجات الجزائر الملحة على المستوى الداخلي والإقليمي، وهناك ايضا تحدي العلاقة مع المواطن وأتمين كرامته في ظل إكراهات الخبز والحليب والبطاطا المتكررة والاحتجاجات القطاعية التي تحتاج علاجات وليس عنفا، وفي حال كانت الحكومة القادمة باتجاه تحقيق هذه القضايا الكبرى أعتقد ان موقف مؤسسات الحركة لا يكون ضد المشاركة فيها، وتبقى مؤسسة مجلس الشورى كهيئة عليا هي صاحبة القرار وحدها في هذا الملف". وعن مستقبل الاتحاد في حال قبلت البناء والنهضة المشاركة، والعدالة والتنمية رفضت، على ضوء رفض جاب الله، أوضح الدان: "الاتحاد مشروع كبير مستقل عن موضوع الحكومة، ولا يمكن أن تؤثر الملفات البسيطة على الملف الاستراتيجي"، معتبرا أن الطريقة التي تدار بها فكرة المشاورات لا تتناسب مع المستوى المطلوب لحكومة الدولة الجزائرية".