تتجه كل الأنظار غدا صوب حزب طلائع الحريات أين سيعقد دورته العادية للجنة المركزية وهذا من أجل تحديد مصير الحزب واتخاذ قرار المشاركة في المحليات أو الاستمرار في نهج المقاطعة الذي بدأه من تشريعيات الرابع من ماي الفارط، حزب علي بن فليس الذي يبدو متأرجحا هذه المرة بين القرارين رغم أنه كان قد أعلن نيته الواضحة قبل حوالي الشهر في دخول المعترك الانتخابي القادم. طلائع الحريات سيكون اليوم أمام حتمية قرار المشاركة في المحليات القادمة خاصة وأن الحزب و بعد مرور ثلاث سنوات على تأسيسه لم يظهر له أي نشاط على الساحة السياسية والوطنية، حيث بدت سلبيات خيار المقاطعة أكثر من إيجابياته خاصة أمام الأخبار التي تتداول هنا وهناك وتؤكد على التململ الحاصل داخل القاعدة النضالية لطلائع الحريات جراء عدم المشاركة في الانتخابات الفارطة. ولذا فإن خيار الحزب في المشاركة سيكون ضروريا من أجل الحفاظ على أساسه الذي بدأ يهتز خلال التشريعيات الفارطة، بعد إقدام بعض الكوادر والمناضلين على الترشح في أحزاب أخرى، وهو الشيء نفسه الذي يفكر فيه حاليا غالبية المناضلين، في حالة ما إذا قرر الحزب المقاطعة ولذا فإن المشاركة لن تكون فقط من أجل زيادة الوعاء الانتخابي للحزب بقدر ما هي محافظة على قواعده من الاهتزاز مرة أخرى. السبب الثاني الذي سيضع الحزب أمام حتمية المشاركة في الاستحقاق القادم هو أن سياسة المقاطعة لم تأتت أكلها ولذا فإن مواصلة هذا الخيار ستنزل من أسهمه بين مختلف الفاعلين في المجال السياسي، بالإضافة إلى أن المحليات تعد تمهيدا للرئاسيات القادمة التي تعتبر هدفها واضحا بالنسبة لعلي بن فليس مما يجعله أمام طريق واحد وهو المشاركة في المحليات القادمة. وفي سياق مماثل أكد تصريح سابق للناطق الرسمي باسم الطلائع أحمد عظيمي للحوار أن الحزب يحضر حاليا لمبادرة عامة تشمل كل من يوافقه في الخط السياسي ولذا فإن المشاركة يعد الخيار الأقرب إذا ما اعتبرنا أن إطلاق المبادرة دون خوض المحليات سيفرغها من محتواها أو يجعلها بدون روح. يذكر أن عظيمي كان قد صرح في وقت سابق ل"الحوار" أن المشاورات لا تزال جارية على مستوى الهياكل القاعدية للحزب على المستوى الوطني، بعد سلسلة اللقاءات التي جمعت رئيس الحزب علي بن فليس بالمنسقين الولائيين الذي دعاهم إلى فتح نقاش في الموضوع مع مناضلي حزبه من أجل تحديد مواقفهم من هذا القرار، في انتظار اجتماع اللجنة المركزية غدا وهي التي ستفصل في المسألة بكل ديمقراطية وشفافية كونها سيدة الموقف كما كان حل القرار الذي اتخذته في تشريعيات الرابع ماي الفارط. هذا وتجدر الإشارة إلى أن قرار أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الماضية قد سبب هزات داخل التكتل المسمى هيئة التشاور والمتابعة، والتي انبثقت عن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وقطب التغيير الذي يتزعمه رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، خاصة أن هذا القرار جاء مناقضاً نوعاً ما لسقف المطالب الذي رفعته هذه الأحزاب للسلطات الرسمية للبلاد. مولود صياد