سيصدر قريبا كتابان للكاتب والسينمائي جمال محمدي بمناسبة معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 22 يستعرض فيه المؤلف بالبحث والتاريخ لكل الأفلام التي صورت بمدينة بوسعادة منذ العام 1923 الى يومنا هذا، مذكرا فيه بحلم، ومسيرة السينمائي الطاهر حناش. ويسلط الكتاب الضوء على الفضاءات السينمائية لبوسعادة وحلم المدينة السينمائية. يتناول الكتاب الاول "بوسعادة مهد السينما الجزائرية" نشأة السينما في الجزائر المستعمرة، انطلاقا من دخول الكاميرا إلى مدينة بوسعادة وأول الأفلام المصورة بها، وكيف اكتشف المخرجون الجنوب الجزائري كفضاء لتصوير أفلامهم. ويسرد يحياوي في الكتاب قصة دخول الكاميرا إلى بوسعادة ابتداء من سنة 1923، وكيف اهتم السينمائيون بهذه الأماكن، التي صورت بها أولى الأفلام السينمائية الخيالية الطويلة، وكيف أصبحت بوسعادة المكان المفضل لدى المخرجين الأوائل لإنتاج أفلامهم في هذه الواحة السينمائية. كما يشرح كيف اكتشف المخرجون الأوائل الجنوب الجزائري بالخصوص، كديكور طبيعي لإنتاج أفلامهم، من خلال دراسة وتقديم كل الأفلام التي صورت بالمنطقة منذ سنة 1923 إلى غاية سنة 1964، مع ربط هذه النشأة وذكر كل الأفلام الطويلة التي صورت بالجزائر على العموم خلال هذه الفترة، من أول فيلم الأطلنطي في نسخته الأولى l'Atlantide للمخرج Jacques Feyder سنة 1922، إلى آخر فيلم في هذه الفترة. وحاول الكاتب التذكير بمشروعية وضرورة التفكير في بناء مدينة سينمائية بالقرب من بوسعادة [منطقة جبل أمساعد- العليق] بالنظر إلى المكانة الكبيرة التي حظيت بها هذه الأماكن في قلوب كبار السينمائيين، لإعادة إحياء فكرة هوليود الصغيرة كما حلم بها طاهر حناش، والأمريكان في أربعينيات القرن الماضي، والفرنسيون أنفسهم خلال فترة الاحتلال وبعدها، وهي الفكرة نفسها التي ظلت تراود السينمائيين الجزائريين والعرب إلى اليوم. ويتطرّق المخرج جمال محمدي في كتاب "عصفور شمال افريقيا.. رائد السينما الجزائرية"، إلى المسار السينمائي للمخرج طاهر حناش 1898-1972،وعلاقته بالفن السابع واحترافيته، كممثل، مدير للتصوير، ومخرجا سينمائيا كبيرا في نهاية مشواره، إلى جانب إسهاماته في تأسيس السينما الجزائرية. حنان حملاوي