كانت قاعة المحاضرات بمعهد الحياة وسط مدينة القرارة بولاية غرداية على موعد مع افتتاح الملتقى الوطني الثاني الذي تنظمه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة القرارة بالتنسيق مع زاوية الهلال القرآنية بالبليدة، وجمعية جيل المستقبل الثقافية، وجمعية التراث، وعدة فعاليات شبانية وثقافية. الملتقى المذكور، والذي يتطرق في طبعته الثانية إلى دور المدارس القرآنية في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية، أطره نخبة من الأساتذة والباحثين والعلماء والمشايخ من ولايات الوطن، ففي الجلسة العلمية الأولى والتي ترأسها الدكتور عبد القادر عزام عوادي، تطرق كل من المفكر الإسلامي الدكتور موسى عبد اللاوي في مداخلته القيمة إلى أثر التعليم القرآني في صناعة الشخصية الدينية والوطنية، في حين تطرق الدكتور عبد القادر حوة من جامعة الجلفة إلى دور المدارس القرآنية في إرساء منهج الوسطية ونبذ التطرف والغلو والحفاظ على هوية الأمة الجزائرية، على أن يختتم الدكتور صالح بوبكر الجلسة العلمية الأولى بالحديث عن منهج الشيخ بيوض في ترسيخ الهوية الوطنية لدى طلبته خلال حركته الإصلاحية. أما الجلسة العلمية الثانية للملتقى الوطني الثاني الذي يترأسه شريفي الشيخ عدون فتطرق المتدخلون إلى التعليم القرآني في الجزائر ودوره في ترسيخ معالم الهوية الوطنية -وادي ميزاب أنموذجا، الذي قدمها الأستاذ عبد الوهاب حميد أوجانه. أما الأستاذ الزبير بن يكن، إطار بمديرية الشؤون الدينية بباتنة، فتطرق إلى القيم التربوية والعلمية للزوايا القرآنية-زوايا ومدارس الاوراس أنموذجا، واختتم الدكتور سليم عمري من جامعة باتنة بالبعد التكافلي للزوايا القرآنية في المجتمع الجزائري. للإشارة، تميز الملتقى بحضور نوعي للمؤسسات الرسمية والهيئات والفعاليات الجمعوية ووسائل الإعلام لما لهذا الموضوع من أهمية ودلالة روحية وإيمانية وأخلاقية تمس الفرد والمجتمع ومكانته في ظل التحديات والرهانات التي يعيشها الوطن في هويته ومرجعيته الدينية والوطنية. ع. بن