إن سلسلة البرامج بمختلف أنشطتها في رمضان هذه السنة، مصدر اشمئزاز الشعب، وسبب هروب الناس من البيوت إلى المساجد مبكرة، الجميع يتكلم عنها مندهشين لهذا المستوى الهزيل الذي صرفت عليه الملايير،لا نقول إن كل البرامج هي مريضة احترافيا، وتحاول النجاة من موت الجودة الواضحة، والسيناريو الفاشل المتعب، لكن ربما يوجد برنامج أو برنامجين يحاولون تغطية الخيبة الفنية التي ضربت التلفزيون الجزائري وجميع القنوات الخاصة، لهذا فلتقوموا بنداء السلطان عاشور العاشر، فقد كان الغابة الوحيدة التي تغطي فشل الجميع في رمضان بكل جدارة واستحقاق. لو نتكلم عن برامج الكاميرا المخفية، فقط كانت مجرد دعابة فاشلة لا أصل لها للضحك، نوع يركز على الفنانين لينتظر ردة فعلهم، والآخر يريد توريطهم لصنع ردة فعل غير إرادية ممكن تجعل الجميع يضحك، ونوع آخر لم يخرج من قوقعة مقالب الكاميرا المخفية المتكررة، فقط كانت الفكرة نسخة متطابقة لها سنين عديدة تحوم حول عدة قنوات، إلا أن برنامج واحد للكاميرا المخفية استمر للسنة الثانية، وقد نجح بالفعل لعدد المشاهدات التي وصلت بالملايين، لأنه هرب من الجانب الفني إلى الاجتماعي وهو "ردوا بالكم" في قناة البلاد. أما عن البرامج الاجتماعية فقط كانت جيدة رغم بعض الأخطاء التقنية منها، مثل برنامج "مازال الخير" في قناة النهار، يعالج بعض القضايا الحساسة التضامنية المهمة في بلادنا الحبيبة، هدف البرنامج جيد كونه يبحث في قلوب الجزائريين عن رحمة تجعلهم مسلمين ووطنين على قلب واحد، وبالفعل حلقتين كانتا بمثابة اختبار نفسي ناجح، أما عن سلسلة الفكاهة الكثيرة في كل القنوات الجزائرية الخاصة والعامة، فحدث ولا حرج "لخضر بوخرص" في "سي مبروك" يحاول المنافسة بسيناريو منقول ورقة وقلم، بتصرفه هو شخصيا من المسلسل المصري الزوجة الرابعة، للفنان مصطفى شعبان، أما عن سلسلة "أنس تينا" أو "بوقرون" فقد كانت بمثابة حريق للاحترافية، وجنازة للجدية، فرحم الله كل الأعمال الجميلة التي فضلت الموت على نشرها في القنوات التلفزيونية الخاصة، كنت أتمنى لو ينقل مسلسل صالح اوقروت الجديد، أو المسلسل الدرامي على قناة الشروق "وتلك الأيام" إلا أنه للأسف مكتوب رؤية الرداءة لبعض البرامج بمختلف أنواعها. جمال الصغير