الروائي أمين الزاوي يكشف: علاقة الكاتب بالناشر في العالم العربي غامضة كشف الروائي أمين الزاوي أن العلاقة بين الكاتب والناشر في العالم العربي لا تزال علاقة غامضة، خاصة في بلدان المغرب العربي، حيث ما زالت إلى حد ما مُشوشة، لذلك؛ يوضح ان الكاتب لا يقدر على العيش في إطار علاقة واضحة مع الناشر نظراً إلى أن أغلبها حديثة الإنشاء ولم يبق من الدور العريقة إلا عددا محدود، وهذا هو السبب الرئيسي في التوتر بين الكُتاب ودور النشر حالياً. إيمان. ب قال امين الزاوي إن دور النشر العريقة تم تعويمها داخل موجة كبيرة من الدور الأخرى غير الاحترافية، كما أوضح أن الناشر بشكل عام في العالم العربي لا يُقدم إحصاءات سنوياً حيث لا يمكن للجمهور معرفة كم يبيع كاتب، وما هو الجنس الأدبي المطلوب في العالم العربي، حيث أن كل هذه الإحصاءات مهمة جداً على المستوى الأدبي والثقافي والمعرفي، وضرب مثالا بهذا من خلال تجربة نجيب محفوظ حيث أنه بعد أن حصل على جائزة نوبل لم نتعرف على إحصاءات النشر الخاص بكُتبه، مع العلم أن من يحصلون على مثل هذه الجائزة تزدهر مبيعات كُتبهم بمئات الآلاف من النُسخ ما لم تكن الملايين من النُسخ. أكد الزاوي في تصريحات لموقع فلسطين اليوم، أن هناك حواجز كثيرة تضعها البلدان العربية تمنع وصول الكُتب، حيث أن هناك بعض البلدان من الممكن أن تسمح بمرور المهلوسات والمخدرات وتمنع وصول الكتاب، وهذا يدل على قوة الكتاب في محاربة الأنظمة الديكتاتورية، ويعمل على نمو الفكر والعقل، مما يساعد في التحرر من السلطات المُسيطرة بدون ديمقراطية، لذلك يتم محاربته ووضع الحواجز لاعتراض وصول الفكرة. وقال الزاوي إن أول رواية نُشرت له حيث كان ما زال في الجامعة هي بعنوان “صهيل الجسد” وعلى إثرها تم سجن الناشر ومُنعت الرواية وسُحبت من السوق العربية، وكانت هذه الرواية بمثابة أول وأقوى صدمة جعلته يستوعب مدى قوة الكتاب ويؤمن بتأثيره في المجتمعات العربية بشكل عام، وتعرف على الأسباب وراء محاربة المثقفين والتصدي للمفكرين الذين يعملون على إنارة العقول وتوجيهها إلى الدرب السليم. وحول رأيه عن الأفكار الجريئة والأفكار خارج الصندوق، قال إن القوة الكبرى المُتحكمة في الكتابة عن القضايا الجريئة هم دور النشر بالدرجة الأولى، فمنهم من يوافق على المجازفة والقيام بنشر الأفكار الجريئة القوية؛ والبعض الآخر لا يُخاطرون في نشر مثل هذه الأفكار ويحددون لأنفسهم إطارا واضحا من الزوايا والكُتب الواضحة فقط حيث يعملون في الجانب الذي يمتلك جمهورا واضحا وليس بشكل نسبي، وأضاف أن كل ناشر ورغبته هو من يحدد انتشار الجُرأة في الكتابة أو الحد منها. ومن الجدير بالذكر أن أمين الزاوي هو كاتب ومفكر وروائي جزائري، شغله عالم الأدب والترجمة، بين اللغات الفرنسية والإسبانية والعربية، كما عمل أستاذا للدراسات النقدية في جامعة وهران، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عن «صورة المثقف في رواية المغرب العربي»، وله عشر روايات نصفها باللغة الفرنسية، ونصفها الآخر باللغة العربية، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين. مارس التدريس في جامعة باريس الثامنة، عمل سابقا مديرًا للمكتبة الوطنية الجزائرية في الجزائر العاصمة. يكتب باللغتين العربية والفرنسية.