القراءة والكرم الإلهي بقلم: شدري معمر علي قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :((اقرأ باسم ربك الذي خلق (1)خلق الإنسان من علق (2)اقرأ وربك الأكرم (3)الذي علم بالقلم (4)))[العلق :1-4]. لقد منح الله سبحانه وتعالى كرمه للقارئ فالذي يقرأ يتنزل عليه الكرم الإلهي ولم يقل الكريم بل الأكرم ولقد لاحظنا هذا عند الكتاب والمبدعين الذين يعشقون الكتب فقد أكرمهم الله بالشهرة والذكر الحسن والمال والمكانة الرفيعة التي يحتلونها في مجتمعاتهم ولا نذهب بعيدا فالطفل النابغة محمد عبد الله فرح جلود خير دليل على ذلك فالقراءة أدخلته التاريخ وأعطته المال فالجائزة معتبرة وجلبت الشهرة لوالديه ومدرسته وولايته بل للجزائر كلها. فعلينا أن نغرس حب المطالعة في أبنائنا بشراء الكتب لهم وأخذهم إلى المكتبات والمعارض الوطنية والدولية والقراءة أمامهم دعوة صريحة لهم منك للقراءة. ولقد اهتم العلماء والمفكرون بالقراءة فهي دواؤهم من الأسقام وراحة نفوسهم ومصدر سعادتهم وهذا ابن تيمية رحمه الله، دخل عليه الطبيب فوجده منهمكا في القراءة، فقال له الطبيب:عليك بالراحة والسكون فرد عليه الشيخ بقوله: (وإنني أجد راحتي وعافيتي في القراءة). سئل أحد الحكماء: لماذا تقرأ كثيرا ؟ فقال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني). أمة تقرأ أمة ترتقي، لا تجوع بل تصنع نهضتها ومجدها. فالقراءة أعزائي هي مفتاح العلم، تمكن الإنسان من الاطلاع على ثقافات الغير وهي سبب لاكتساب المهارات والترويح عن النفس واستغلال وقت الفراغ بما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته. وقد صدق الشاعر حين قال: تلهو به إن خانك الأصحاب ***نعم المحدث والرفيق كتاب لا مفشيا للسر إن أودعته *** وينال منه حكمة وصواب ويذكر الدكتور “ناصر الشافعي ” فوائد أخرى للقراءة فيقول: – وفيها إزالة لفوارق الزمان والمكان فيعيش القارئ مع الناس جميعا أينما كانوا وأينما ذهبوا. – وفي القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب يفيض بالهدى والرشاد والنصح والتوجيه والمعرفة. – وفي القراءة سياحة للعقل البشري بين رياض الحاضر وآثار الماضي وبقاياه وآمال المستقبل – والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقا وأبعد غاية. – ويستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار والأقطار. -ونقرأ وصف الرحلات في مختلف أنحاء الأرض وبالقراءة تستطيع أن تُكَوِّن مع الكتاب والعلماء والمفكرين صداقة تحس بفضلها وتشعر بوجودها، فالقارئ أخذ من صديقه المؤلف أحسن وأجمل ما عنده لأن المؤلف لا يكتب في كتابه إلا كل ما فيه فائدة أو خبرة أو نفع أو توجيه ويختار من الكلام أحسن ما يجده. الكاتب والباحث في التنمية البشرية: شدري معمر علي [email protected]