التنمية البشرية القرآنية الذكاء الوجداني في القرآن الكريم (الجزء الثالث والأخير) 5 – عاطفة الميل النفسي “الرغبة، الشهوة، تذوق الطعام والشراب، الشعور المعنوي بالتعب والجهد، الشح والبخل، النوايا والهواجس” قوله تعالى: (قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) {المؤمنون 1- 9}. دليلها من القرآن: قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) {آل عمران 159 }. كيفيّة تنميتها: توجيه الأبناء الى العواطف الإيمانية والمتعلقة بالميل النفسي والبعد عن الشهوات غير المرغوبة وإبدالها بالشهوات المسموح بها، وتنمية عواطف الكرم والنوايا الحسنة والحلال من الطعام والشراب. أنواع الذكاءات المذكورة في القرآن الكريم / الذكاء العاطفي: سنتحدث عن تعريف الذكاء العاطفي بشكل عام ثم نتطرق إلى وجهة النظر الإسلامية. تعددت التعاريف حول الذكاء العاطفي ومنها: تعريف “بيتر وديفيد 1999″الذي عرفه بأنه “القدرة على إدراك المشاعر للوصول إلى العواطف وتوليدها من أجل تعزيز الفكر وتفهم العواطف والإلمام بالمعرفة العاطفية وتنظيم أثر العاطفة وانعكاساتها يعزز النمو العاطفي والفكري” وعرفه كل سالوفي وماير بأنه: “القدرة على معرفة الشخص لمشاعره وانفعالاته الخاصة كما تحدث بالضبط ومعرفته بمشاعر الآخرين وقدرته على ضبط مشاعره وتعاطفه مع الآخرين والإحساس بهم وتحفيز ذاته لصنع قرارات ذكية”. وعرفه جولمان بأنه: “مجموعة من القدرات المتنوعة التي يمتلكها الأفراد واللازمة للنجاح في جوانب الحياة المختلفة، والتي يمكن تعلمها وتحسينها وتشمل المعرفة الانفعالية وإدارة الانفعالات والحماس والمثابرة وحفز النفس وإدراك انفعالات الآخرين وإدراك العلاقات الاجتماعية”. والآن ننتقل إلى وجهة النظر الإسلامية: غاية الذكاء العاطفي هو الحب وأسماها حب الله عز وجل. محاور الذكاء العاطفي من وجهة نظر إسلامية: – علاقة الإنسان بربّه ومفتاحها محمد صلى الله عليه وسلم ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله) آل عمران 31 -علاقته بنفسه: (تقدير الذات). الذكاء الشخصي الذاتي: (علاقته بوالديه). الذكاء الشخصي الاجتماعي: (علاقته مع الناس). تعريف مختصر: التحكم بانفعالاتك (ولا تستوي الحسنة ولا السيّئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت، الآية 34. ومن السنة (تبسمك في وجه أخيك صدقة) صحّحه الألباني. وعرفه البعض بأنه منهاج أخلاقي تربوي متكامل يراعي الفروق الفردية وهو برنامج وقائي أكثر منه علاجي يساعد الإنسان على إدارة مواقف حياته. دور الأسرة في تنمية القيم والذكاء العاطفي عند أطفالها: القضايا التي يجب أن تراعيها الأسرة في تنمية القيم: – إرساء قواعد العقيدة الصحيحة. – تأصيل قواعد السلوك الإسلامي القويم. – توفير الأجواء التي تساعد على اكتساب القيم. – مساعدة الأفراد على توضيح مشكلاتهم. – احترام ذاتية الفرد وحقه في مناقشة أفكاره. وختاما نلاحظ أن الذكاء الوجداني أو العاطفي هو الذي يحدد لنا مدى نجاحنا في الحياة فعلينا أن نكتسب هذا الذكاء ونتعلم مهاراته ونحاول تطبيقها في حياتنا وخاصة داخل الأسرة مع الزوجة والأبناء لنعيش سعداء دون عقد نفسية ولا أمراض قلبية. الكاتب والباحث في التنمية البشرية: شدري معمر علي [email protected]