* التحفيزات المباشرة.. أحسن طريقة لاستقطاب الاستثمار في مناطق الظل * "الرئيس أسدى تعليمات لمرافقة المؤسسات الوطنية المنتجة و مساعدتها
حاورها/ نبيل فرشة
تحدثت سعيدة نغزة رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية في لقائها مع "مجلة الحوار" عن لقاء رئيس الجمهورية مع الكونفدراليات و الشركاء الاقتصاديين، و الذي نظم لأول مرة منذ سنوات واصفة إياه ب "المبادرة القيمة الحاملة لدلالة قوية. كما كشفت نغزة عن التصور العام للكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية لبناء اقتصاد قوي خارج المحروقات، و التي تتمثل في تشجيع الزراعة و وضع منصات للتصدير وفق ميكانزمات دعم واضحة لفتح سبل حقيقية لتمويل السوق الأوروبية من منتجاتنا الموسمية. كما ستوفر استغلال المناجم خاصة المناجم النادرة تضيف ذات المتحدثة عائدات كبيرة إلى جانب تصدير المنتجات الصناعية إلى السوق الإفريقية، عبر منطقة التبادل الحر. وتطرقت رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية في معرض حديثها عن مناطق الظل و ضرورة تجسيد مبدأ تكافؤ الفرص، ذلك لأن كل منطقة في الجزائر قاطبة تتمتع بمقومات يمكن استغلالها لخلق مناصب العمل و المساهمة في خلق الثروة و تحسين المعيشة.
* بداية عقد رئيس الجمهورية لقاءا مع كونفدراليات لأول مرة منذ سنوات كيف تقرون هذه الخطوة ؟ إنها مبادرة قيمة و لها دلالة قوية تعبر عن مدى انشغال السيد رئيس الجمهورية بالجانب الاجتماعي و الاقتصادي للبلد، و عن عزمه الاستماع للشركاء الاقتصاديين و الأخذ بآرائهم للخروج بالبلاد إلى بر الأمان و النهوض بالاقتصاد الوطني و تحقيق التنمية . * ماهي التعليمات الي وجهها للحكومة بعد هذا اللقاء ؟ لقد أسدى السيد الرئيس تعليماته للحكومة و بالأخص للسيد الوزير الأول و السيد وزير المالية لمرافقة المؤسسات الوطنية المنتجة و مساعدتها خاصة فيما يخص الجانب التمويل، حيث أكد على ضرورة تشجيع الاستثمار المنتج في مجال الفلاحة و الصناعات التحويلية، و كذا في استغلال المناجم حيث لا يتجاوز حاليا الاستغلال في هذا المجال 5 بالمائة. كما شدد على الاستثمار في السياحة و استغلال التنوع الكبير الذى تتمتع به بلادنا و أخيرا في الصناعة عبر الشراكة مع المؤسسات الاجنبية في إطار التحويل التكنولوجي و التقني. * أفرزت ندوة الإنعاش الاقتصادي عن جملة من القرارات لبعث المؤسسات الاقتصادية لكن ميدانيا لا يزال المخطط لم ينطلق بعد الى ما ترجعون ذلك ؟ فعلا مازلنا نحن نحلم بتجسيد الوعود و الاتفاقيات في أرض الواقع. للأسف، نتلقى قرارات و تطمينات من الوزارات تفيد بإجراءات لفائدة المؤسسات الاقتصادية و لكن محليا لا نجد لها أثرا في الميدان. هذا لا يخدم الاقتصاد الوطني و لا يزرع الثقة بين مؤسسات الدولة و المتعاملين الاقتصاديين. * الحكومة سطرت هدفا لتصدير 4 مليون دولار من السلع خارج قطاع المحروقات انتم ككونفدرالية كيف ترون سبل تجسيد هذا المسعى ؟ وضع أهداف طموحة من شأنه خلق ديناميكية حقيقية. نرى أنه تشجيع الزراعة و وضع منصات للتصدير وفق ميكانيزمات دعم واضحة تفتح سبل حقيقية لتمويل السوق الأوروبية من منتجاتنا الموسمية. كما ستوفر استغلال المناجم خاصة المناجم النادرة عائدات كبيرة إلى جانب تصدير المنتجات الصناعية إلى السوق الإفريقية، عبر منطقة التبادل الحر. * الرئيس يشدد على ضرورة احتواء و الاعتناء بمناطق الظل هل رجال الاعمال مستعدون للاستثمار في هذه المناطق ؟ لابد من تكافؤ الفرص بكل مناطق البلاد، نحن شعب واحد و الكل يتطلع إلى غد أفضل، كل منطقة تتمتع بمقومات يمكن استغلالها لخلق مناصب العمل و المساهمة في خلق الثروة و تحسين المعيشة خاصة بالنسبة لمناطق الظل. أحسن طريقة لاستقطاب الاستثمار في تلك المناطق هي وضع تحفيزات مباشرة و غير مباشرة، لاسيما الجبائية. * الفلاحون يشتكون من كساد الإنتاج بسبب غياب الصناعة التحويلية اين الخلل وراء تعطل بعث مصانع التحويل ؟ هناك العديد من المصانع التحويلية المعطلة بسبب التصرفات السالفة التي كانت تفضل الاستيراد على المنتوج الوطني. لابد من النظر في كل حالة لأن تلك المصانع تحتاج إلى مرافقة حيث لها ديون باتت مهددة من الغلق، كما هو الشأن بمصانع تحويل الطماطم، حيث عرضنا حالتهم على السلطات و نحن نأمل معالجتها بطريقة سليمة. كما نسجل عدة مشاريع لإقامة مصانع في هذا الميدان، نتمنى تجسيدا قريبا. * هل هنالك مساعي من طرف رجال الأعمال لاقتناء وحدات انتاج مثلما رخص الرئيس ؟ نحن نثمن قرار السيد الرئيس بالسماح اقتناء وحدات انتاج مستعملة، وفق شروط. نحن في محادثات مع مؤسسات لا سيما تركية، إيطالية، صينية و كورية في هذا الإطار . * كيف سترافق كنفدرالية أرباب العمل المؤسسات الصغيرة و الناشئة و ماذا تقترحون للارتقاء و جعلها رافدا من روافد الاقتصاد الوطني ؟ تتشرف الكنفدرالية باحتوائها لجمعية الشركات الصغرى و الناشئة عبر جل الولايات و نحن نعمل جاهدين لمساعدتها. نحن نعتبر أن شبابنا يحتاج لمرافقة حيث من السهل تكوين شركة و لكن الأصعب هو توفير الظروف لها للنشاط و الديمومة. و هنا نجدد التذكير باقتراحنا إحداث إداريين مختصين من البنوك لتسيير القروض الممنوحة للمؤسسات الناشئة، مهمتهم مراقبة و متابعة صرف تلك المبالغ إلى غاية تسديدها. من جهة أخرى، مكنت الكنفدرالية عدد كبير من الشباب من التكوين في المناجمنت و تسيير الموارد البشرية و هذا بفضل أكاديميتها التى أحدثتها بفضل شراكة مع مكتب العمل الدولي. * ماهي تاثيرات الازمة الصحية على المؤسسات الاقتصادية الخاصة و هل وضعتم مخطط لمرحلة مابعد كورونا لتدارك الخسائر ؟ كل المؤسسات في معاناة كبيرة بسبب جائحة كورونا، مما زاد من حدتها تأخر الحكومة في تطبيق الإجراءات المعلنة و كذا حجم القطاع الموازي في النسيج الاقتصادي. نرى من الضروري في الوقت الراهن إعطاء الأولوية للمؤسسات الوطنية و المنتوج الوطني خاصة في المشاريع العمومية المبرمجة لأنها الوسيلة الأهم لتنشيط و تفعيل العجلة الاقتصادية. * هل البنوك ترافق المستثمرين بشكل مثالي في تمويل المشاريع ؟ يحتاج القطاع البنكي إلى إصلاحات عميقة سواء في آجال دراسة المشاريع و طلبات التمويل، في نسبة taux d'intérêt التي تعتبر جد مرتفعة و من الضروري إضفاء أكثر مرونة في تعاملاتها و وضع المصلحة الوطنية أساس كل قرار. * كلمة أخيرة؟ لقد عرفت الجزائر سنوات جد صعبة بسبب غياب الشفافية و تفشي الفساد و وضع الاقتصاد رهن عصابة غير وطنية، كما زاد من حدة أزمة جائحة كورونا و استمرار بعض الممارسات البالية لحد الآن. نحن ندعو إلى الحكم الراشد و إلى حكومة أكثر انسجام في كل دوائرها الوزارية، حيث تسود الشفافية و لا مجال للضبابية، حكومة تعمل على تحسين مستوى معيشة الجزائريين الذين يعانون كثيرا بسب تدهور القدرة الشرائية. لدينا كم هائل من الشباب و ثروات لا تحصى، تنتظر فقط توفير الظروف للكشف على مؤهلاتها. في الأخير أشكركم جزيلا على إتاحتكم لي الفرصة لتقاسم مع قرائكم انشغالاتنا التي تفيد كل الجزائريين.