واحدة من القضايا البيئية الطبية، التي لا تزال محل جدل علمي من دون وضوح في الإرشادات حولها من قبل الهيئات المعنية بالبيئة والصحة، هي عفن المنازل. والملاحظة التي تم طرحها اخيرا في من المجلة الأميركية للصحة العامة، قد تُثير فقط دهشة البعض أو فضول آخرين، باعتبارهم إياها معلومة عامة طريفة. لكنها لدى الباحثين الطبيين قد تزيد، حال ثبوتها، الأمور تعقيداً في جانب الأضرار الصحية المرتبطة بعفن المنازل ورطوبتها. ما يرفع من أهمية النظر الطبي والعام إليها. وكان العلماء من جامعة براون بالولايات المتحدة قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن ثمة تأثيرات سلبية للرطوبة وعفن المنازل في الحالة النفسية لساكنيها. وتحديداً قال الباحثون، في ما يُعتبر أول طرح بحثي علمي لها، ان سُكنى تلك النوعية من البيوت يرفع بشكل لا يُمكن إغفاله نسبة الإصابات بالاكتئاب. و''زيادة التعقيد'' بالنتائج هذه عما هي عليه الأمور، تطال كلا من موضوع عفن المنازل وآثاره الصحية، وموضوع الاكتئاب وأسبابه الخفية. ويعتبر البعض أن الملاحظة العلمية هذه إمساك ببدايات خيط جديد في جهود البحث عن أسباب نشوء الاكتئاب. وفي حال سكن تلك الدور المتعفنة، قد يتأثر الدماغ إما بالرائحة المنبعثة من الرطوبة والعفن، أو بنفس الميكروبات المتسببة في نشوء بؤر العفن تلك والمنتشرة في هواء تلك المنازل، أو بالمواد الكيميائية التي تنتج عن عمليات التعفن في ما بين الميكروبات والمواد المتحللة، وانتشارها في الهواء. وهو ما يُمكن التعامل معه إيجابياً في تحسين نفسية السكان عبر اتباع أي وسيلة للقضاء على الميكروبات المتسببة بالعفن، وعدم إعطائها فرصة للنمو والتكاثر واستيطان الأجزاء الخفية في المنزل. أي ما قد يتوافق مع تلك النصيحة القديمة بفتح النوافذ وتعريض أجزاء المنزل للتهوية وأشعة الشمس، كي تنشرح نفس الإنسان ويتحسن مزاجه.