دعا رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة وزير التربية الوطنية محمد واجعوط وبشكل عاجل إلى تهيئة طاولة المفاوضات لفتح حوار جاد ومسؤول مع ممثلي الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية، الذي دعاهم إلى إعادة النظر في موقفها بتعليق هذا الإضراب الذي قد يؤثر سلبا على مصلحة المتمدرسين، خاصة أنه جاء في فترة الفروض والامتحانات. وجاء في بيان لحركة البناء الوطني اليوم الخميس:"على إثر الاضراب الذي دعت إليه ثلاث نقابات عمالية مستقلة من قطاع التربية على خلفية تدهور الوضع الاجتماعي والمهني لمستخدمي هذا القطاع الاستراتيجي، ونظرا لكون مطالب المضربين للوزارة الوصية قد ارتبطت أساسا بتحسين بيئة الشغل والرفع من مستويات القدرة الشرائية للأساتذة ومستخدمي القطاع من مختلف الأسلاك والرتب". وأضاف البيان: "نحن على أبواب استحقاق انتخابي هام يحتاج من جميع الوطنيين البحث عن مساحات للتلاقي والحوار وتأجيل الخلافات ولكن بتعهدات ورزنامة واضحة في تنفيذ الالتزامات والاتفاقات". وأبدى بن قرينة تضامنه مع المطالب المهنية التي تهدف إلى تحسين ظروف الخدمة التي سيقدمها هذا القطاع الحساس والحيوي، الذي يأوي في مقراته فئات واسعة من المتمدرسين من فلدات أكباد أبناء الشعب الجزائري، الذي تعيش كل فئاته العمالية ظروفا استثنائية جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة المتزامنة مع أزمة تفشي وباء كورونا المستجد. وتابع يقول:"نعبر عن بالغ قلقنا وصادق تخوفنا من أثر الانعكاسات السلبية لمثل هذا الاضراب الذي قد يؤثر سلبا على مصلحة أبنائنا المتمدرسين، وخاصة أنه جاء في فترة الفروض والامتحانات، واقترن بوضع صعب وحساس تمر به بلادنا كله، مما يتطلّب منّا جميعا النظر فيه وفي كل القضايا المطلبية من زاوية تغليب مصلحة الوطن قبل كل شيء، وبالتحلي بروح المسؤولية، ووضع مصلحته العليا فوق كل الاعتبارات". وفي هذا الصدد دعا جميع الأطراف إلى تفادي أي قرارات أو مواقف تصعيدية من الجانبين، قد تهدد مصلحة التلاميذ أو ترهن مستقبلهم الدراسي أو تؤدي لا قدر الله إلى انزلاق. وتابع يقول:" كما ندعو الجميع إلى ضرورة اعتماد مبدأ الحوار لتجاوز الإشكالات المهنية المطروحة، وتسوية المطالب المشروعة، بالتفاهم في إطار الموضوعية والواقعية ومراعاة الوضعية الاقتصادية والمالية التي تشهدها بلادنا، كما ندعو النقابات الداعية للإضراب إلى توفير المناخ الملائم لإنجاح هذا الحوار من خلال إعادة النظر في موقفها بتعليق هذا الإضراب بالشكل الذي يسمح باستمرارية هذا المرفق الحساس لأداء دوره الحيوي وإعطاء فرصة أخرى للحوار والتعقل".